من جديد.. صواريخ الكاتيوشا تهدد حكومة الكاظمي والمصالح الأمريكية

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

تستمر أزمة إطلاق صواريخ الكاتيوشا في العراق واستهدافها المنشآت والقواعد الأمريكية وسط عجز حكومة العراقية عن مواجهة الأمر أمنيًا بصورة حاسمة ناجزة، هجوم فجر اليوم؛ بصواريخ الكاتيوشا ضد قواعد أمريكية في بغداد هو الأول في عهد الرئيس الجديد جو بايدن ولكنه لن يكون الأخير، فهناك عشرات الهجمات الصاروخية أكثرها صدى سقوط 8 صواريخ بالمنطقة الخضراء الشهر الماضي فضلًا عن استهداف منشآت عراقية تستضيف دبلوماسيين أو جنودًا أجانب إضافة إلى السفارة الأمريكية في بغداد، خلال الأشهر الماضية. ووسط تعهدات للحكومة وأجهزتها الأمنية بتعقب مطلقي الصواريخ يتكرر الاستهداف ولا يزال الخطر قائمًا.

أزمة الصواريخ

وتعرض مطار بغداد الدولي لقصف بـ4 صواريخ كاتيوشا، فجر السبت، أحد الصواريخ أصاب مناطق سكنية في حي الجهاد دون سقوط مصابين أو ضحايا، وسمع دوي انفجارات في محيط مطار بغداد فيما تصدت للهجوم منظومة الدفاع الجوي بقاعدة فكتوري التابعة للجيش الأمريكي.

ووسط تكرار هجمات الكاتيوشا بات مسؤولون عراقيون يخشون نيران الصواريخ وشن فصائل مسلحة موالية لإيران، هجمات انتقامية بمناسبة مرور عام على مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني.

في أواخر ديسمبر الماضي سقط 8 صواريخ كاتيوشا في المنطقة الخضراء وأصابت أحياء سكنية، وفي أغسطس الماضي، سقط صاروخان كاتيوشا في المنطقة الخضراء، وقبل 5 أشهر وقع أكثر من 30 هجوما بالكاتيوشا ضد مصالح عسكرية ودبلوماسية أمريكية، وتتهم واشنطن كتائب حزب الله العراقي وفصائل أخرى مقربة من إيران بالوقوف وراء تلك الهجمات.

الحديث عن انطلاق عمليات أمنية عراقية لتعقب مطلقي الصواريخ يأتي دون جديد بعد أن ازدادت وتيرة الهجمات. ورغم تصريحات لرئيس الحكومة مصطفى الكاظمي قال فيها إن استهداف وسط بغداد بالكاتيوشا عملًا إرهابيًا ووعد بالحل، تكررت الهجمات فيما تتهم واشنطن الفصائل الموالية لإيران في العراق بتنفيذها، فمتى تتوقف صواريخ الكاتيوشا عن ملاحقة الأمريكان؟.

العجز الأمني للحكومة

العجز العراقي عن الحل الأمني بات كبيرًا بل ويهدد إقامة الانتخابات المبكرة المزمع إجراؤها في يونيو المقبل، آخر ديسمبر المنقضي، شهد تأكيدات رئيس جهاز الأمن الوطني العراقي عبدالغني الأسدي، أن “بغداد آمنة” وأمنها لن يتأثر بصواريخ الكاتيوشا وممارسات مليشيات إيران. إلا أن الجيش العراقي والسفارة الأمريكية في بغداد أعلنا، الشهر الماضي، أن ما لا يقل عن ثمانية صواريخ كاتيوشا سقطت في المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد في استهدف للسفارة الأمريكية، ما أسفر عن أضرار طفيفة بالمجمع.

بيان للسفارة الأمريكية قال: “الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة الجيش العراقي في الحفاظ على أمن العراق وبغداد، وأنه تحقيقًا للأمن العراقي تم تقديم ثلاثين سيارة مدرعة للمساعدة في تأمين المنطقة الدولية”. وقال الجيش العراقي: إن جماعة “خارجة عن القانون” أطلقت الصواريخ على المنطقة الخضراء.

السفارة نددت بالهجوم ودعت القادة السياسيين والحكوميين العراقيين إلى اتخاذ خطوات لمنع مثل هذه الهجمات ومحاسبة المسئولين عنها، فيما وصف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، المنطقة الخضراء بالعمل الإرهابي الجبان، مشددًا على رفض أي اعتداءات على البعثات الدبلوماسية.

تداعيات الهجوم

الهجوم في ديسمبر الماضي بـ8 صواريخ كاتيوشا على المنطقة الخضراء، حمل رسائل مبطنة سواءً لحكومة الكاظمي والأمريكان بأنه لا أحد بمأمن من نيران الصواريخ وقد يحمل رسالة مبطنة للأمريكان بإنهاء قواعدهم وتواجد جنودهم في قواعد عسكرية على أرض العراق وقد يكون جزء من رد انتقامي إيراني عقب اغتيال قاسم سليماني قبل أكثر من عام، الرد الأمريكي كان داعمًا إذ أعلنت السفارة الأمريكية في بغداد، تسليم الجيش العراقي 30 سيارة مدرعة، لتأمين المنطقة الخضراء وسط العاصمة، المركبات المذكورة قدمت لفرقة القيادة الخاصة والكائنة في قاعدة الأسد الجوية، ليستخدمها الجيش العراقي في دورياته.

قيادة العمليات المشتركة في العراق، أكدت، في ديسمبر، أنها تعمل على إجراءات كبيرة لإيقاف الهجمات على المنشآت الحيوية والبعثات الدبلوماسية في العراق، فيما بينت أن نتائج تلك الإجراءات ستكون ظاهرة للعيان خلال الأيام المقبلة. ومع ذلك تكررت الهجمات على مطار بغداد، اليوم السبت بأربعة صواريخ كاتيوشا أخرى.

الحديث عن الخطر الكبير الكامن في إطلاق صواريخ الكاتيوشا التي باتت تهدد أمن العراق يستمر ويتصاعد رغم اعتقال مجموعة من المشتبه بهم في عملية قصف المنطقة الخضراء، أواخر شهر ديسمبر الماضي، ومع اعتقال ما وصفته مصادر عراقية بقائد قوات الصواريخ في إحدى الجماعات المسلحة وجهت إدارة دونالد ترامب آنذاك اتهامات مباشرة لإيران بالضلوع في الهجمات ضد قواتها وقواعدها في العراق.

ربما يعجبك أيضا