«براود بويز».. ورقة ترامب البائسة المنبوذة أمريكيًا ودوليًا

حسام السبكي

حسام السبكي

بينما يستعد مجلس الشيوخ الأمريكي، للشروع في محاكمة أحد أكثر رؤساء الولايات المتحدة، إثارة للجدل، في تاريخها الطويل، والذي أضحى أول شخصية في منصب رفيع كهذا، تواجه العزل مرتين، فقد أضحت منظمة أو حراك “براود بويز” اليميني المتطرف، والمحسوبة بشكل أو بآخر، على التيار المؤيد “نظريًا” للرئيس السابق لأمريكا، في عداد المنبوذين، سواءً على الصعيد الداخلي، أو حتى على المستوى الدولي، حتى باتت في مواجهة التصنيف كـ”تنظيم إرهابي”، ويخضع لقوانين مكافحة الإرهاب.

من تكون براود بويز؟

وفقًا لما عرضته تقارير دولية، فتعرف جماعة “براود بويز” أو “الأولاد الفخورون”، والذي اعتاد أعضاؤها الظهور بقمصانهم السوداء وإطلالتهم المسلحة، والتي يرجع تأسيسها، إلى فترة الحملة الرئاسية الأولى، لدونالد ترامب، في 2016.

ويعتبر غيفين مكينيس، الشريك المؤسس لشركة VICE الإعلامية، مؤسس الجماعة، والذي اقتبس اسمها من أغنية “براود أوف يور بويز” من فيلم “علاء الدين” الذي أنتجته ديزني.

أما علم الجماعة فهو أسود اللون، رسم عليه بخطوط ذهبية، ديك تعلوه 5 نجمات، وتحته سهم نصله موجه نحو حرف “W” وهو الحرف الأول من كلمة “West” وتعني الغرب، وهو الوجهة التي ينظر إليها الديك.

وبحسب “نيويورك تايمز” فللحركة 4 مستويات للعضوية، تبدأ بأداء القسم الذي يفصّل قيم الجماعة، “أنا شوفيني، غربي، فخور، لن أعتذر عن تأسيس العالم الحديث”، ولا يحصل العضو الجديد على وشمها إلا بعد التأكد من إيمانه بمبادئها، أما المشاركون بأحداث العنف – وآخرها وليس بالأخير على ما يبدو، ما وقع في “الكابيتول”، في السادس من يناير الجاري – فهم الأعلى بين الأعضاء.

أما عن المجموعة، فهي تعرف نفسها، بأنهم “شوفينيون غربيون”، كما أنهم يرفضون ربطهم باليمين المتطرف، ويصرون على أنهم مجرد مجموعة أخوية تسعى لتصحيح السياسات في الولايات المتحدة.

وقد حاول مكينيس في العام 2017 أن يؤكد اختلاف جماعته عن المتطرفين، فهي على حد قوله لا تعتمد على التمييز العرقي كالمتطرفين البيض، بل على التمسك بالقيم الغربية، والملفت أن أعضاءها من الرجال فقط.

إلا أن أفعالهم لا تثبت تبرأهم، فخطابهم معاد للمسلمين واليهود أيضاً والفلسطينيين، والعابرين جنسياً والمهاجرين، وأدبياتهم تمييزية بخصوص النساء، حتى أنهم يستخدمون “ميمات” تمجد البيض وتفوقهم، كما أنهم لطالما شاركوا في تظاهرات لجماعات تحض على الكراهية، كتواجدهم في مسيرة “اتحدوا مع البيض” في شارلوتسفيل، وهي مسيرة جمعت معادين للسامية، وعنصريين جنوبيين، بحسب منظمة splcenter.

وترى الجماعة أن الرجال، خاصة البيض منهم، والثقافة الغربية، تتعرض لمؤامرة، وخطر الإبادة.

وسبق أن قال مكينيس: “الفلسطينيون أغبياء، والمسلمون أغبياء، لا يحترمون إلا العنف”، بحسب ما جاء في تقرير لموقع منظمة “أس بي أل سي”.

أما عن حجم المنظمة المتطرفة، فبعد أن حذفت منصات التواصل الاجتماعي الحسابات الرسمية أو التابعة لهذه الجماعة، بات من الصعب إحصاء عدد المنتمين لها، أما انتشارهم في ولايات عدة فقد يكون دليلا على أن عددهم بالآلاف.

مكينيس يقول: إن عدد أعضاء جماعته نحو 5 آلاف شخص، وأنهم يتواجدون في جميع الولايات، ونحو 12 دولة أخرى.

ويمكن القول: إن أعضاءها يتمركزون في الولايات الغربية، بالإضافة إلى تواجد في كندا وبريطانيا وأستراليا.

وللحركة تواجد على منصات تواصل اجتماعي أخرى غير الأربع منصات الشهيرة “فيسبوك، يوتيوب، تويتر، إنستجرام”، فلديهم على تيليجرام مثلا 6100 مشترك، وعلى بارلير “Parler” نحو 51000 وهي المنصة الأساسية التي يتجمع عليها أعضاء الحركة، حتى أن فوربس عنونت أحد أخبارها بعض المناظرة “التطبيق الذي استخدمه براود بويز للاحتفال بدونالد ترامب”.

حصار داخلي

على الصعيد الداخلي، وبعيدًا عن المسميات والتصريحات والمعتقدات، فالحركة أشبه بميلشيا، لطالما ظهر أعضاؤها في مناسبات عدة، مدججين بالسلاح، حتى أن مكتب التحقيقات الفدرالية صنفها في 2018 كجماعة متطرفة، إلا أن المكتب عاد وأعلن أنه لم يكن ينوي أن يعلن كامل الجماعة كجماعة متطرفة.

وفي فبراير 2019 تم وصف الجماعة بأنها حركة تشجع على الكراهية، من قبل “الراديو الوطني العمومي“.

أما منظمة splcenter فقد وصفتها بأنها حركة تحض على كراهية النساء والمسلمين والمهاجرين“.

في 2017 أقدمت الحركة على خطوة استفزازية بمسيرة دراجات نارية، في شوارع إحدى ضواحي نيويورك، التي تقطنها عائلات مسلمة، وتتعامل الحركة مع المسلمين بعنف، بحجة أنهم يدربون متطرفين إسلاميين.

وفي العام نفسه في مسيرة في تشارلوتسفيل نظمت الجماعة مسيرة حملت شعارات نازية.

وفي أغسطس الماضي اعتقلت الشرطة كايل ريتينهاوس أحد أعضاء الجماعة، بعد إطلاقه النار على مظاهرة في ولاية ويسكنسن، وقتل متظاهرين اثنين.

وقبيل الحادث المؤسف، باقتحام مقر الكونجرس الأمريكي، ألقت السلطات الأمريكية القبض على زعيم جماعة «براود بويز»، في واشنطن، وذكرت شرطة العاصمة في بيان أمس (الاثنين) أن عناصرها اعتقلوا هنري إنريكي تاريو (36 عاما) وهو من ميامي بفلوريدا.

ووجهت إلى تاريو تهمة إتلاف ممتلكات تتعلق بجريمة وقعت في ديسمبر الماضي.

المثير في الأمر، هو ما قاله ترامب خلال مناظرته مع بايدن، بعبارة “استعدوا”، الأمر الذي عُد إشارة من الرئيس السابق للجماعة بالتدخل، حال خسارته للانتخابات.

وتبعًا لذلك، طلب رئيس الجماعة الحالي إنريك تاريو من مصنع إنتاج قمصان، أن يطبع عليها كلمة ترامب “الأولاد الفخورون.. استعدوا”.. وقد بدأ موقع أمازون ببيع هذه التيشيرتات.

معاقبة دولية

أخيرًا، ومع أول رد فعل دولي، على كوارث المنظمة اليمنية المتطرفة، وافق البرلمان الكندي الليلة بالإجماع، على اقتراح يدعو رئيس الوزراء جاستين ترودو إلى حظر منظمة “براود بويز” المتطرفة في كندا، باعتبارها “كيانا إرهابيا”.

وأشارت الحكومة الكندية إلى أن أجهزتها الأمنية تراقب المنظمة عن كثب وتجمع الأدلة، لدعم إدراج المنظمة في القائمة السوداء.

ويحث الاقتراح الذي تبناه مجلس النواب حكومة ترودو، على استخدام كل الوسائل المتاحة للتصدي لانتشار الجماعات المتطرفة، بدءا بالتصنيف الفوري لـ”براود بويز” كـ”كيان إرهابي” في كندا.

ربما يعجبك أيضا