جائحة كورونا تعصف بعمل النساء في الأردن .. مطالبات بسياسات اقتصادية وصحية مرنة

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق  

عمّان – عصفت جائحة كورونا بعمل النساء في الأردن، منذ بداية الأزمة في آذار مارس 2020، وأدت تداعيات الجائحة إلى فقدان الكثير من النساء وظائفهن، وبعضهن فقدن نشاطهن الإقتصادي كليا أو جزئيا. 

فقد أظهرت نسب البطالة في الأردن للربع الثالث من عام 2020 والصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة، ارتفاع معدل البطالة بين الإناث ليصل الى 33.6% (21.2% للذكور و 23.9% لكلا الجنسين)، مقارنة مع الربع الثاني من عام 2020 البالغ 28.6% للإناث (21.5% للذكور و 23% لكلا الجنسين). 

وارتفعت نسبة قوة العمل بين النساء الأردنيات لتصل الى 14.9% خلال الربع الثالث من عام 2020 مقابل 14.1% خلال الربع الثاني من عام 2020 وشكلت تحسناً بمقدار 0.8%.. 

وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن” الى الظروف الصعبة التي نشأت ولا تزال بسبب جائحة كورونا التي إجتاحت العالم منذ بداية 2020، وكان لها آثار سلبية كبيرة على العاملين والعاملات بشكل عام وعلى العاملين والعاملات في القطاع غير المنظم وعمال وعاملات المياومة بشكل خاص. 

 كما أثرت على العديد من الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم، مما أدى الى فقدان الوظائف وتعطل النشاط الاقتصادي كلياً أو جزئياً بسبب الإجراءات الإحترازية التي إتخذها الأردن وبدأ في تخفيفها تدريجياً.  

كذلك، فقد وصلت نسبة المتعطلات عن العمل واللاتي يحملن شهادة البكالوريس الى 77% مقابل 25.2% من المتعطلين الذكور الذين يحملون شهادة البكالوريس.  

وسجلت معدلات البطالة بين فئة الشباب مستويات مرتفعة حيث بلغت 53.1% للفئة العمرية 15-19 عاماً، و 45% للفئة العمرية 20-24 عاماً. 

85% من الأردنيات “غير نشيطات” اقتصاديا  

وتضيف “تضامن” في بيان لها حصلت “رؤية” على نسخة منه اليوم الثلاثاء، بأن من بين كل 100 إمرأة في الأردن فوق 15 عاماً، هناك 85 امرأة غير نشيطة اقتصادياً و 10 نساء عاملات و 5 نساء يعانين من البطالة.  

وعانت أسر متعددة ولا تزال من ضعف في الموارد خاصة بين الفئات التي تعمل بالمياومة وبقطاعات العمل غير المنظمة التي تشكل النساء العاملات نسبة كبيرة منها. 

حيث أظهرت الجائحة هشاشة مواردهن الاقتصادية وضعف حمايتهن الاجتماعية، كما ضاعفت من معاناة المتزوجات العاملات بسبب إغلاق الحضانات وصعوبة الموائمة ما بين رعاية الأطفال والعمل حتى وإن كان العمل عن بعد. 

ودعت “تضامن” الى تبني سياسات اقتصادية وصحية مرنة توائم ما بين الحق في الصحة والحق في العمل. 

وتشير “تضامن” الى أنها تؤيد الإجراءات الحكومية من ناحية المحافظة على صحة وسلامة المواطنين والمواطنات، ولكن تدعو الحكومة الى إتخاذ إجراءات إضافية لحماية حقوق النساء العاملات وضمان عدم فقدانهن لوظائفهن خاصة اللواتي لا يمكنهن العمل عن بعد، وتأمين مزيد من الحماية الاجتماعية لهن بما فيها الحماية من العنف الأسري والإستغلال والتمييز. 

هل تتغير نظرة المجتمع؟ 

وفي إطار الخروج من الأزمة الاقتصادية الراهنة التي تعاني منها الأسر والنساء تحديداً، يبرز التساؤل عن إمكانية حدوث تغيير في معتقدات وسلوكيات المجتمع نحو عمل النساء. 

 فقد أظهر تقرير صادر عن البنك الدولي تحت إسم “الأصوات المخفية تتحدث بصوت أعلى مما تعتقد : عدسة علمية سلوكية لفهم مشاركة الإناث في القوى العاملة في الأردن”، بأن 60% من النساء غير العاملات يتطلعن للعمل ولكن 12% منهن فقط يبحث عن عمل فعلاً. 

 كما أظهر التقرير، بأن 3 من بين كل 4 نساء يعتقدن بأن المرأة تعمل لأن عائلتها تعاني من صعوبات مالية. 

وتشدد “تضامن” على أن من شأن حدوث تغيير في هذه المعتقدات والسلوكيات زيادة مشاركة النساء الاقتصادية الى جانب توفير فرص عمل لهن، خاصة وأن 96% من المجتمع الأردني يتقبل فكرة عمل النساء. 

وأكد التقرير العالمي لمؤشر الفجوة بين الجنسين للعام 2019 والصادر عن المنتدى الإقتصادي العالمي، على أن الأردن لا زال يقبع في ذيل الترتيب العالمي، حيث إحتل المركز 138 من بين 153 دولة، فيما إحتل المركز 8 من بين 16 دولة عربية. 

ويغطي التقرير أربعة محاور لقياس الفجوة بين الجنسين، وهي المشاركة الاقتصادية، التمكين السياسي، التعليم والصحة. حيث إحتل الأردن المركز 145 على مستوى المشاركة الاقتصادية للنساء عام 2019 (كان 144 عام 2018) ، والمركز 113 على مستوى التمكين السياسي (كان 129 عام 2018)، والمركز 103 على مستوى الصحة (كان 102 عام 2018). 

فيما تراجع ترتيب ترتيب الأردن بشكل كبير وملحوظ على مستوى التعليم حيث إحتل المركز 81 عام 2019 (كان 45 عام 2018)، وشكل تراجعاً بحدود 36 مركزاً

ربما يعجبك أيضا