الجنوب السوري.. توتر واشتباكات في ريف درعا الغربي

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

مجددا تزداد المؤشرات على الانفجار الكبير الذي بدأ يلوح في الأفق، حيث حاولت الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد والخاضعة للنفوذ الإيراني اقتحام بلدة طفس في حوران، يقول الأهالي إن مليشيات الحرس الثوري الإيراني يرتدون ملابس الفرقة ويحاولون التمترس في الجنوب السوري.

نظام الأسد هدد قبل أسابيع بشن حملة عسكرية في ريف درعا الغربي بهدف اعتقال المطلوبين وسوق شباب المنطقة إلى الخدمة الإلزامية والزج بهم في جبهات إدلب وحلب، أما أهالي المدينة فتصدوا للهجوم، وأجبروا عناصر الفرقة الرابعة على الانسحاب من أطراف مدينة طفس، كما خرج مدنيون من مدن وبلدات الحراك والجيزة وبصر الحرير وإنخل في تظاهرات تضامناً مع مدينة طفس.

قصف وعبث بالقبور

ووفقًا لشبكة “شام” الإخبارية، فإن قوات النظام تكبدت عددًا من القتلى والجرحى خلال عملية الاقتحام، وبدأت بقصف المدينة بقذائف الهاون، وعاودت محاولاتها مجددًا للدخول إلى المدينة.

وقالت مصادر محلية: إن “أهالي منطقة اللجاة تفاجؤوا بوجود شواهد قبور قادة فصائل محطمة، يوم أمس عند دخولهم البلدة لأول مرة منذ عامين”، وأضافت: أنه من بين الشواهد المحطمة قبر الدكتور ملوح العايش “أبو عدنان” نائب قائد تجمع ألوية العمري التابعة للجيش الحر، وأشارت إلى أن العايش قتل عام 2016 نتيجة استهداف سيارته بعبوة ناسفة زرعها عملاء ميليشيا حزب الله اللبناني على أحد الطرقات في قرية إيب.

الائتلاف يطالب بالتدخل الدولي

فيما دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والتغيير في سوريا المجتمع الدولي لتحرك عاجل لإنقاذ المدنيين في درعا. وحذر الائتلاف، عبر بيان رسمي، من تحضير نظام الأسد لحصار المدن والقرى الآمنة بريف المحافظة، من خلال التعزيزات العسكرية التي استقدمها مؤخراً. ورأى البيان أن النظام بدأ يتحضر لجولة إجرام جديدة، هدفها إرهاب الآمنين وتهجيرهم، عبر تسخير إمكانات سوريا لخدمة الطاغية وأعوانه وبعض المستفيدين. وأكد الائتلاف أن النظام يخطط لحملة جديدة من الحصار وحرق المنازل وسرقة ممتلكات المدنيين و تهجيرهم؛ مما سيدفع بالمنطقة لتصعيد خطير. وأشار إلى أن النظام لايزال يحاول فرض سيطرته على المناطق السورية بالحديد والنار، عبر قمع المدنيين.

ودعا الائتلاف المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية لممارسة دور فعال في وقف خروقات النظام وروسيا وإيران، وحضهم على الالتزام بالاتفاقات المبرمة مع أهالي المنطقة و بالقرارات الدولية، ووقف إرهاب الآمنين. يذكر أن روسيا وقوات الأسد أعطت مهلة للجنة درعا المركزية حتى يوم الخميس القادم لتهجير بعض الشخصيات والعوائل، والسماح بتفتيش قرى الريف الغربي، وهددوا بقصف المنطقة بالطيران في حال لم يتم الرضوخ للمطالب.

الجيش السوري الحر

بدوره قال المجلس العسكري بالقطاع الجنوبي التابع للجيش السوري الحر: “نرفض العمليات العسكرية ودخول البلدات والمدن الخاضعة أصلًا لخفض التصعيد ونرفض الخطة الروسية لإعادة انتخابات رأس النظام بقوة السلاح”، وأضاف: “مستعدونا للقتال ونرفض انتشار الجيش مع القوات الإيرانية التي تلبس لباسهم، ونرفض وجود إيران وميليشياتها في الجنوب السوري”، وأردف في بيان: “نرفض ترحيل شبابنا من الجنوب السوري إلى مناطق أخرى، ونرفض عمليات القصف العشوائي للمدن والبلدات المقاومة ومستعدين للقتال لحماية أهلنا”.

اتفاق برعاية وضمانات روسية

في سياق متصل، أفادت مصادر محلية، بأن اتفاقاً شهدته المنطقة برعاية وضمانات روسية، يفضي إلى إنهاء التوتر القائم في مدينة طفس بريف درعا الغربي، على أن يتم تسليم السلاح الثقيل الموجود لدى مقاتلين وقيادات سابقة لدى الفصائل في المدينة، وفي المقابل لن يتم تهجير أي شخص، وانبثق الاتفاق بعد اجتماع مطول في طفس، بين ممثلين عن الجانب الروسي والفيلق الخامس الموالي لروسيا بالإضافة للجنة المركزية في حوران والفرقة الرابعة، وأتى ذلك في ظل التهديدات من قبل الروس والنظام بشن عملية عسكرية براً وجواً على مناطق غربي درعا.

وكنا قد أشرنا قبل أيام ، وشرحنا بشكل تفصيلي في تقرير بعنوان “الجنوب السوري.. مؤشرات تنذر بانفجار قريب”، الصراعات الدائرة في حوران خاصة والجنوب السورية عامة، ولهذا نقول إن الأمور حتما ستخرج عن السيطرة وما حدث في طفس ليس إلا البداية، فإيران تحاول التمدد في الجنوي الوري عبر الفرقة الرابعة، وروسيا تعزز نفوذها عبر قواتها والفيلق الخامس الموالي لها، وعناصر فصائل الجيش الحر يرفضون الجانبين، وإسرائيل وأمريكا على خط الأحداث وخصوصا الأخيرة التي تتمركز في قاعدة التنف وشرقي نهر الفرات.

ربما يعجبك أيضا