تهديدات لإيران.. كوخافي يلعب دور «المجنون» للتأثير على قرارات طهران وواشنطن

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

على مدى خمسين دقيقة شغل رئيس هيئة أركان الاحتلال الإسرائيلي أفيف كوخافي، منصة معهد أبحاث الأمن القومي بتل أبيب لإلقاء كلمته خلال مؤتمر المعهد السنوي.

كلمة استعرض خلالها كوخافي مروحة التهديدات والمخاطر والتحديات التي تواجه إسرائيل من دون أن ينسى إحصاء ما وصفه بإنجازات جيش الاحتلال الإسرائيلي في مجالات عديدة.

צייר לי שדה קרב: אביב כוכבי הרמטכ"ל הבא של צה"ל | פרופיל - וואלה! חדשות

الخيار العسكري ضد طهران

كوخافي الذي اختار في كلمته، خلافا لأسلافه في هيئة الأركان العامة، الانتقاد العام العلني للاتفاق النووي عام 2015 مع إيران، لوح بالخيار العسكري ضد طهران، عبر إعلانه توجيه جيش الاحتلال الإسرائيلي لإعداد الخطط العملياتية لهذه الغاية.

وقال كوخافي «العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، أو حتى إذا كان اتفاقًا مشابهًا مع العديد من التحسينات، هو أمر سيئ وخاطئ من وجهة نظر عملية واستراتيجية».

وأشار كوخافي إلى أن هذه التصرفات من جانب إيران، التي تنفي أنها تسعى لامتلاك أسلحة نووية، تظهر أنها قد تقرر في النهاية المضي قدما بسرعة نحو بناء سلاح نووي.

وذكر كوخافي: «في ضوء هذا التحليل الأساسي، أصدرت تعليماتي للجيش الإسرائيلي بإعداد عدد من الخطط العملياتية، بالإضافة إلى تلك الموجودة بالفعل».

وأضاف: «سيكون الأمر متروكًا للقيادة السياسية، بالطبع، لاتخاذ قرار بشأن التنفيذ، لكن هذه الخطط يجب أن تكون مطروحة على الطاولة».

ה"חיבוק" שקיבל כוכבי מגורמים בימין הפוליטי, שמשוכנעים שסוף-סוף צה"ל חזר  לנצח, חסר אחיזה במציאות |מאת גל פרל פינקל – על הכוונת

ردود فعل متباينة

تصريحات كوخافي استوقفت بعض المسؤولين الإسرائيليين وأثارت ردود فعل متباينة، أبرزهم ما صدر عن وزير الجيش بيني جانيتس، الذي انتقدها بالقول إن «الحديث عن الخطوط الحمر يتمّ داخل الغرف المغلقة»، معرباً عن رفضه لهذا الأداء في مواجهة «إدارة جديدة في الولايات المتحدة، مهمّة وصديقة لإسرائيل، نعرف كيف نجري معها حواراً استراتيجياً صحّياً».

واعتبر نائب رئيس الأركان السابق، اللواء يائير غولان، من جهته، أنه لا يمكن معالجة البرنامج النووي الإيراني بطريقة جراحية كما تمّ في العراق (عام 1981) وسوريا (عام 2007).

גנץ והרמטכ"ל כוכבי ייפגשו "לאור ההתפתחויות האזוריות, ובאישור נתניהו"

في المقابل رأى محللون في تل أبيب، أنها بعث السرور في مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لكونه يتماشى مع سياسته، خاصة وأن الأول وضع نفسه في خط واحد مع الثاني ضد الأمريكيين.

وأشار مراسل الشؤون العسكرية في «القناة 13»، ألون بن ديفيد، إلى أن كوخافي يتماشى مع سياسة نتنياهو، عام 2015 كان هناك فجوة بين رؤية رئيس الأركان إنذاك غادي أيزنكوت ورؤية نتنياهو للاتفاق النووي مع إيران، لكن هذه المرة هناك إجماع على أن العودة للاتفاق النووي هي تطور سيئ وغير مرغوب به في إسرائيل، وهو ما قد يكون تسريبه مقصوداً.

نقطة... وأول السطر - كوخافي ضعيف أمام اليمين: نتنياهو يستغل الجيش لأغراض  انتخابية

الاتفاق الأمريكي الإيراني

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أكد الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة «ما زالت بعيدة» عن تقرير ما إذا كانت ستنضم إلى الاتفاق وستحتاج إلى معرفة ما فعلته إيران بالفعل لاستئناف الامتثال للاتفاق.

وكان دونالد ترامب قد انسحب من الاتفاق النووي في 2018، وهي الخطوة التي رحب بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومنذ انسحاب واشنطن، خرقت إيران تدريجياً الاتفاق، وعززت تخصيب اليورانيوم إلى مستويات أعلى، وقامت بتركيب أجهزة طرد مركزي بطرق يحظرها الاتفاق.

أنتوني بلينكن: من هو وما توجهاته؟ - BBC News عربي

أخيرا، فيما توقف مراقبون عن خلو متعمد لكلمة كوخافي من أي انتقاد داخلي، أو تطرق إلى الصعوبات الحقيقية التي يواجهها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مجال الحافزية وفقدان الجمهور الإسرائيلي الثقة به، تساءل خبراء آخرون عن وقع كلام كوخافي لدى الإيرانيين والأمريكيين، وقع قد يفهم منه، وفقا لهم، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يعد حتى الآن خطط هجوم منسقة، وأنه يبعث برسالة تحد وصدام للإدارة الأمريكية الجديدة.

ربما يعجبك أيضا