أزمة في أوروبا.. هل يشكل تأخر لقاح كورونا تهديدًا صحيًا؟

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي

تبدلت كافة الخطط الأوروبية التي اقترن تطبيقها مع إعلان غالبية دول الاتحاد الأوروبي الحصول على جرعات لقاح كورونا من شركة فايزر الأمريكية، ولكن الوضع اختلف وتأزمت الأوضاع الصحية إبان إعلان الأخيرة عن تأخر ميعاد تسليم اللقاحات إلى الدول الأوروبية لمدة قد تصل إلى 6 أسابيع، وأزداد الوضع سوءًا عقب إعلان شركة أسترازينيكا البريطانية بأن الكميات الأولية قد تكون أقل من المتوقع.

وقالت المفوضية الأوروبية إنها تعكف في الوقت الحالي على الحصول على المزيد من المعلومات عن تلك المشكلات. وظهرت تلك المشكلة على السطح عقب توقف عملية التحصين في بعض أجزاء أوروبا نظرا لتوقف تسليم شحنات اللقاح المضاد لفيروس كورونا من إنتاج فايزر – بيونتيك.

وقال البيان: “الكميات الأولية من اللقاحات سوف تكون أقل مما كان متوقعا في البداية بسبب تراجع الناتج في موقع التصنيع في سلسلة الإمدادات الخاصة بنا في أوروبا”.

ونقلت وكالة أنباء رويترز عن مصدر مسؤول في الاتحاد الأوروبي، لم تذكر اسمه، أن الشركة أبلغت المفوضية الأوروبية أنها سوف تخفض الشحنات التي كان من المقرر تسليمها بواقع 31 جرعة أو 60 في المئة من الكمية التي كان من المقرر أن تسلمها الشركة لدول الاتحاد الأوروبي في الربع الأول من 2021.

وعلى النقيض من اللقاحين المضادين للوباء من إنتاج فايزر – بيونتيك وموديرنا، لا يزال لقاح أسترازينيكا غير معتمد بعد من قبل السلطات الصحية في الاتحاد الأوروبي وسط توقعات بأن يتم هذا الاعتماد بنهاية الشهر الجاري.

ووقعت الشركة مع الاتحاد الأوروبي صفقة تتضمن توفير 300 مليون جرعة على الأقل للتكتل السياسي والاقتصادي الأكبر على مستوى العالم.

وقالت وسائل إعلام في النمسا: إن شركة أسترازينيكا سوف تتمكن من توفير 600 ألف جرعة من اللقاح من أصل 2 مليون جرعة وعدت بها فيينا بحلول الموعد المتفق عليه في نهاية مارس/ آذار المقبل وتأجيل تسليم الباقي، 1.4 مليون جرعة، إلى أبريل المقبل.

تخوفات

حتى الآن، قالت فايزر الأمريكية إنها سوف تخفض الشحنات في الأسابيع القليلة المقبلة بينما تعمل على زيادة القدرة الإنتاجية لمصنعها في بلجيكا. وطلب الاتحاد الأوروبي من فايزر 600 مليون جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا.

وتسبب خفض شحنات اللقاحات من فايزر في تعليق عمليات التحصين في ولاية شمال الراين فيستفاليا ذات الكثافة السكانية الكبيرة وغيرها من الولايات في ألمانيا علاوة على توقف تحصين الفرق الطبية في العاصمة الإسبانية مدريد.

وهددت إيطاليا وبولندا باتخاذ إجراءات قانونية بسبب تقليل كميات اللقاح.

يأتي ذلك وسط ارتفاع في عدد الحالات والوفيات في دول أوروبية. ففي ألمانيا، على سبيل المثال، تجاوز عدد الوفيات بسبب الوباء 50 ألف وفاة بينما سجلت إسبانيا رقما قياسيا من حيث معدل انتشار العدوى في الأسابيع القليلة الماضية.

وأعربت حكومة المجر عن استيائها بسبب تأخر اعتماد اللقاح المضاد لفيروس كورونا الذي طورته أسترازينيكا في حين أكدت أنها توصلت إلى اتفاق مع روسيا على الحصول على كميات كبيرة من لقاح “سبوتنيك في” رغم عدم اعتماده من قبل الجهات الصحية الرسمية في الاتحاد الأوروبي.

تأخر اللقاحات

أخبرت فايزر إيطاليا بأنها سوف تتعرض لنقص في لقاحات فايزر – بيونتيك المضادة للوباء بواقع 20 في المئة الأسبوع المقبل، وكانت هذه الدولة الأوروبية قد تعرضت لنقص في كمية اللقاحات من الشركة الأمريكية بواقع 29 في المئة الأسبوع الماضي وسط دراسة روما اتخاذ إجراءات قانونية ضد الشركة. كما وصل العجز في اللقاحات المضادة في بعض المناطق في إيطاليا إلى 60 في المئة. بحسب بي بي سي البريطانية.

وفي ألمانيا، حيث تعمل شركة بيونتيك، هناك ولايات كثيرة تصارع من أجل الحصول على شحنات اللقاح. فولاية شمال الراين فيستفاليا أوقفت إعطاء الجرعات الثلاثاء الماضي كما أوقفت إعطاء الجرعة الأولى من اللقاح في دور رعاية المسنين. ولا يزال توزيع الجرعة الثانية من اللقاح مستمرا، لكن المراكز الخاصة لتحصين الفئات العمرية فوق 80 سنة لم تفتح أبوابها أمام المواطنين حتى الشهر المقبل.

وأوقفت السلطات في العاصمة الإسبانية مدريد توزيع اللقاحات على الطواقم الطبية هذا الأسبوع، مؤكدة أنها تسلمت نصف كميات اللقاح التي كان من المقرر استلامها. كما بدأت الحكومة في إسبانيا تقنين توزيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا حتى تشهد عملية تسليم الشحنات من فايزر تحسنا. يأتي ذلك بعد أن سجل عدد الحالات اليومية في إسبانيا رقما قياسيا الخميس الماضي بلغ 44357 حالة.

وحذرت رومانيا من إمكانية هبوط مخزون اللقاحات لديها إلى الصفر تقريبا نهاية الأسبوع الأول من فبراير/ شباط المقبل. وقالت جمهورية تشيك: إن تقليص كميات اللقاحات الواردة إليها تسبب في “مشكلات كبيرة”.

وبدأت بولندا في توزيع جرعات اللقاح على الطواقم الطبية علاوة على البدء في تحصين نزلاء دور رعاية المسنين، لكنها شهدت هذا الأسبوع انخفاضا بواقع 50% في شحنات اللقاحات التي تتسلمها. وقال وزراء في حكومة تشيك: إن مخزون اللقاحات في البلاد قد ينفذ في منتصف الشهر المقبل. وحذرت وارسو من إمكانية دراسة اللجوء إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد فايزر حال عدم تحسن الكميات التي تسلمها للتشيك من لقاحها المضاد للوباء.

ربما يعجبك أيضا