تحت إدارة بايدن.. هل تتغير السياسية الأمريكية تجاه سوريا؟

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي

خلَّف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، تركة صعبة، يواجهها خلفه جو بايدن، لاسيما فيما يتعلق بالملفات الخارجية، وعلى رأسها أزمات منطقة الشرق الأوسط، مثل الملف السوري الذي شهد جملة من المتغيرات خلال السنوات الأربع الماضية خلال ولاية ترامب.

لم يبد كثيرون تفاؤلاً حيال موقف الإدارة الأمريكية القادمة فيما يتعلق بالأزمة السورية وعلاقة واشنطن بموسكو بينما دعا آخرون بايدن إلى الابتعاد عن نهج الرئيس السابق باراك أوباما والرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.

من ناحيتها، تنتظر الدبلوماسية الروسية في سوريا، مثلها مثل باقي الدول، معرفة السياسة الأمريكية الجديدة، وإذا ما كان جو بايدن سيكمل سياسة سلفه أم سينتهج سياسته الخاصة، رغم أن القرار في ذلك ليس له بل للدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية.

استعادة الدور الأمريكي في سوريا

سيعمل بايدن على استعادة الدور الأمريكي في سوريا بعد أن تراجع بشكل كبير خلال إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب ، كما سيمثل الوجود التركي والتمدد الروسي في سوريا محور التعاطي الأمريكي مع القضية السورية، خاصة وأن وجود روسيا على البحر المتوسط واتساع دائرة النفوذ الإقليمي التركي، يمثلان مبعث قلق للديمقراطيين ولحلفائهم الأوروبيين

كما أوضح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن “النقطة الأكثر أهمية في شكل سياسة ‘بايدن’ مع ملف سوريا، تكمن من وجهة نظر ‘روبرت’ بأنها قد تقود إلى سخونة جديدة في الميدان السوري، من خلال تبني الولايات المتحدة مجدداً لدعم المعارضة المسلحة السورية، ضمن جهودها للحد من النفوذ والدور الروسي في المنطقة عموماً”..

وأشار المرصد إلى وجود تسريبات أمريكية سابقة أظهرت قبل الانتخابات الأمريكية “إمكانية تبني ‘بايدن’ لخطة حرب جديدة في سوريا، ضد النفوذ الروسي وللحد من التدخلات التركية وضرب القوة الإيرانية على الأراضي السورية”.

القرارات الأممية

ورأى خبراء مطلعون على الملف السوري، أنه من المتوقع أن تستمر سياسة الولايات المتحدة على ما هي عليه في موقفها من القضية السورية، وأن تبقى مصرة على تنفيذ القرارات الأممية، خاصة القرار 2254 وبيان جنيف، مع رفضها الانتخابات الرئاسية المقبلة واعتبارها غير شرعية ما لم يتم تنفيذ القرار الدولي.

كما يرجح استمرار تنفيذ قانون قيصر، وربما يتوسع أيضاً، ولا يستعبد تحريك ملف استخدام الأسلحة الكيماوية، وهذا كله يتفق مع موقف الاتحاد الأوروبي المعلن، ناهيك على أن الرئيس بايدن ينظر بإمعان إلى موقف مجلس التعاون الخليجي بإيجابية، ولاسيما موقفه الحاسم المعلن في بيان العلا من القضية السورية، عندما تم التأكيد على ضرورة تشكيل هيئة حكم انتقالي حسب تراتبية القرار 2254. حسبما أشارت سكاي نيوز.

كما يعتقد أن الرئيس بايدن سيتجه إلى معالجة العديد من القضايا الشائكة في العالم بحكمة واعتدال، بوصفه رجل دولة متزنا ومتمرسا، وأن ينشد العدالة والسلام كما أعلن، وربما يكون موقفه صارمًا في تعديل الاتفاق النووي مع إيران، وفي منعها من العدوان على الدول العربية وتهديد السلام والأمن في المنطقة والعالم. ولعل الخطة الرئاسية الأمريكية في عهد بايدن نحو الشرق الأوسط ترتكز إلى توفر شروط التفاهم مع إيران، لكن طهران بصفتها المحتل الرئيسي لسوريا ستكون على موعد مع تداخل الأسباب وتشابك النتائج، كي يكون التدخل الإيراني السلبي في سوريا من جملة القضايا الرئيسية الموضوعة على طاولة الحوار الإيراني الأمريكي المفترض.

ربما يعجبك أيضا