الرئيس التونسي في مرمى الإخوان.. دعوات «انقلابية» للغنوشي لتغيير نظام الحكم!

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي

أثارت تصريحات رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي التي دعا فيها إلى اعتماد نظام برلماني صرف انتقادات واسعة، واتهامات له بالسعي إلى تفكيك الدولة وإضعاف دور رئيس الجمهورية.

وقال الغنوشي -خلال ندوة عبر تقنية الفيديو مساء أمس السبت- إن دور رئيس الجمهورية “رمزي”، ومن الأفضل اعتماد نظام برلماني خالص للحد من التوترات مع رئاسة الجمهورية.

دور رمزي!

في فصل جديد من فصول الخلاف بين الإخوان والرئيس التونسي، وصف رئيس حركة “النهضة” والبرلمان راشد الغنوشي دور قيس سعيّد بأنه “رمزي”، داعيا إلى “الدفع باتجاه نظام برلماني صرف”.

موقفٌ يأتي على خلفية رفض الرئيس سعيّد التعديل الوزاري الذي أجراه رئيس الحكومة هشام المشيشي خلال الأيام الماضية، بسبب شبهات فساد تلاحق عددا من الوزراء.

ففي رفض مباشر للتعديل الوزاري الواسع الذي أعلنه المشيشي في الـ16 من الشهر الجاري، لم يتردد سعيد في القول خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي، إن “التحوير الحكومي لم يحترم الإجراءات التي نص عليها الدستور”.

وانتقد الرئيس التونسي، التشكيلة الحكومية الجديدة التي صادق عليها البرلمان الأسبوع الماضي “من تعلقت به شبهات فساد لن يؤدي اليمين أمامي”، معتبرا أن الحكومة أجهضت المبادرات التي طرحها لإنقاذ الوضع.

لهجةٌ رئاسية قضّت مضاجع الغنوشي الذي قفز من شرفة البرلمان يُقزم دور قيس سعيد، في ظهور إعلامي، مساء السبت.

الغنوشي وفي تعليق على رفض قيس سعيّد السماح لوزراء المشيشي بتأدية اليمين أمامه، قلل من وزن رئيس الدولة قائلا إن دوره “رمزي ولابد من الدفع باتجاه نظام برلماني صرف”.

فكر انقلابي

علق رئيس حركة “مشروع تونس” محسن مرزوق على تصريحات الغنوشي بالقول “إن ما قاله راشد الغنوشي عن دور رئيس الجمهورية بغض النظر عن شخص رئيس الجمهورية، هو تعبير صادق عن فكره الانقلابي العميق”.

وأضاف في تدوينة على “فيسبوك”: “ما قاله الغنوشي عن ضرورة إرساء نظام برلماني كامل، هو تعبير أصدق عن رغبة الإخوان في هذا النظام، لأنه يفكك الدولة الوطنية التي يكرهونها.. كل من يدافع عن النظام البرلماني التام، يدافع عن المصلحة الاستراتيجية للإخوان”.

كما وصف رئيس حركة “تونس إلى الأمام”، عبيد البريكي دعوة الغنوشي بـ”الانقلاب”.

وقال البريكي -في تدوينة نشرها على صفحته في “فيسبوك”- “الغنوشي الذي انتخبه بضع آلاف وبمال فاسد وفق محكمة المحاسبات، يدعو إلى انقلاب على رئيس انتخبه ما يقارب 3 ملايين ناخب”، في إشارة إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد.

وأضاف: “هذا هو الغنوشي الداعم الرئيسي لحكومة شرعية”.

وكانت كتلة “الحزب الدستوري الحر” في البرلمان، قد دعت في بيان أصدرته يوم السبت كافة الكتل البرلمانية الممثلة للقوى التقدمية، و”النواب الغيورين على وطنهم” إلى ما سمته “انتفاضة ضد ديكتاتورية العنف والتمييز والفوضى التي يمارسها رئيس المجلس راشد الغنوشي بمساعدة حاشيته وأذرعه”.

سعيّد في مرمى الإخوان

ويرى متابعون أن قيس سعيّد في مرمى استهداف الإخوان منذ توليه الرئاسة ورفضه الانصياع لمنظومتهم، عبر أشكال متعددة وصلت حد تهديده بالعزل.

في المقابل، يعتبر أنصار الرئيس أن محاولة تسميم قيس سعيّد هي من صنع الغرف الإخوانية المغلقة، ورسالة من الغنوشي لتصفية رئيس الدولة والقفز في مكانه.

ويعطي الدستور التونسي لرئيس البرلمان الحق في ترؤس الدولة في حال وفاة رئيس الجمهورية.

شهاب رضا المكي، مدير حملة سعيد الرئاسية وعقله المدبر كتب على صفحته الرسمية متوجها بالخطاب لحركة النهضة: “طردكم المسموم لن يزيد الصلابة إلا صلابة، ولن يزيد اليقين إلا يقينا، وصلتم إلى نقطة اللاعودة في انحداركم إلى الهاوية التي تليق بكم، يا كلاب.. وما أشرف الكلاب أمامكم”.

كل هذه التصريحات وأخرى مضادة دفعت بالأزمة السياسية التونسية إلى انتفاضة الشارع الذي يرى في منظومة الإخوان شرا مطلقا أصاب البلاد منذ 10 سنوات.

ورفعت الاحتجاجات الأخيرة في تونس مطلبا رئيسيا وهو محاسبة الغنوشي وفضح مكائد الجهاز السري الذي يقف وراء الاغتيالات التي عرفتها البلاد.

ومن المنتظر أن ينظم أنصار الرئيس التونسي، الأحد، مسيرة أمام منزله بأحد ضواحي العاصمة للتعبير عن مساندتهم له ضد الهجمة الإخوانية ومحاولة اغتياله الفاشلة.

ربما يعجبك أيضا