بينها منع دخول الوافدين.. الرياض تخوض مواجهة جديدة ضد الجائحة الشرسة

حسام السبكي

حسام السبكي

مع دخول المملكة العربية السعودية، إلى مرحلة جديدة، في مواجهة جائحة كورونا الشرسة، والتي ضربت العالم بأسره، قررت سلطات المملكة، فرض إجراءات جديدة، شملت حظر دخول الوافدين من 20 دولة، بشكلٍ مؤقت، فضلًا عن إصدار قرارات أخرى، أكثر حسمًا، بشأن المؤسسات والمنشآت العامة والخاصة، لكبح جماح الكارثة الإنسانية، خاصةً، مع ارتفاع منحنى الإصابات مجددًا داخل بلاد الحرمين، ليكون شعارها “نعود.. بحذر”، حقيقة وواقع لا مفر منه.

قرار جديد

مع حلول مساء أمس الثلاثاء، أصدرت وزارة الداخلية السعودية، قرارًا بتعليق السماح بدخول المملكة لغير المواطنين والدبلوماسيين والممارسين الصحيين وعائلاتهم مؤقتاً للقادمين من 20 دولة اعتباراً من الساعة 9 من مساء اليوم الأربعاء، 3 فبراير 2021، الموافق لـ 21 / 6 / 1442هـ.

وفي تفاصيل القرار، قالت الوزارة إنه «لأهمية المحافظة على الوضع الوبائي والصحة العامة في المملكة، تود وزارة الداخلية أن تعلن أنه تقرر تعليق السماح بدخول المملكةـ لغير المواطنين والدبلوماسيين والممارسين الصحيين وعائلاتهمـ مؤقتاً للقادمين من: (جمهورية الأرجنتين، دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية ألمانيا الاتحادية، والولايات المتحدة الأمريكية، وجمهورية إندونيسيا، وإيرلندا، والجمهورية الإيطالية، وجمهورية باكستان الإسلامية، وجمهورية البرازيل الاتحادية، والجمهورية البرتغالية، والمملكة المتحدة، وجمهورية تركيا، وجمهورية جنوب أفريقيا، ومملكة السويد، والاتحاد السويسري، وجمهورية فرنسا، والجمهورية اللبنانية، وجمهورية مصر العربية، وجمهورية الهند، واليابان)، ويشمل ذلك القادمين من دول أخرى إذا كانوا قد مروا بأي من تلك الدول خلال الـ(14) يوماً السابقة لطلب الدخول إلى المملكة».

وتابع البيان: «يكون دخول المواطنين والدبلوماسيين والممارسين الصحيين وعائلاتهم القادمين من الدول المشار إليها أو الذين مروا منهم بأي من تلك الدول خلال الـ(14) يوماً السابقة لعودتهم إلى المملكة؛ وفق الإجراءات الاحترازية التي تحددها وزارة الصحة».

كما نوهت الوزارة بأنه سيتم العمل بذلك اعتباراً من الساعة 9 من مساء الأربعاء 21 / 6 / 1442هـ الموافق 3 / 2 / 2021م.

ووفقًا لـ«العربية»، يستثني من قرار الدخول إلى المملكة، الدبلوماسيين والعاملين في المجال الطبي.

إصابات مرتفعة

القرار السعودي الأخير، يأتي في إطار الجهود المكثفة، الرامية إلى مكافحة جائحة كورونا المستعصية، حيث سجلت المملكة، في الآونة الأخيرة، ارتفاعًا غير مسبوق، في أعداد المصابين بالفيروس التاجي.

في هذا السياق، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة السعودية، الدكتور محمد العبدالعالي، على أهمية الالتزام بالسلوكيات الصحية، مشيراً إلى أن الجائحة لا تزال مستمرة.

وفي تغريدة عبر حسابه الرسمي، قال المتحدث باسم وزارة الصحة السعودية، الدكتور محمد العبدالعالي: “لا تجامل على حساب صحتك، الجائحة مستمرة، العالم لا يزال يعاني، وقد رصدنا ارتفاعات في أغلب مناطق المملكة”.

وإلى جانب ذلك، أشار العبدالعالي إلى عودة منحنى إصابات فيروس كورونا بالصعود، إذ قال: “لاحظنا خلال الأسابيع الماضية عودة المنحنى للصعود بنسبة 200%من أقل نقطة سجلناها في الأسبوع الأول من يناير/كانون الثاني“.

ولذلك، أوصى العبدالعالي بأهمية الالتزام بتطبيق السلوكيات الصحية من أجل الحفاظ على الصحة.

وخلال تغريدة سابقة من وزارة الصحة السعودية، أكد وزير الصحة، توفيق الربيعة، رصد زيادة ملحوظة، وارتفاع مستمر في أعداد الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

وفي آخر إحصائيات، سجلتها وزارة الصحة السعودية، كشفت عن تسجيل 310 حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا، لأول مرة منذ أكثر من شهرين.

كما أعلنت تسجيل 4 حالات وفيات، وتسجيل 271 حالة تعاف ليصبح إجمالي عدد الحالات المتعافية 360,110 حالة.

وقد ارتفع عدد الإصابات في السعودية بنسبة 25% خلال الساعات الـ24 الأخيرة.

إجراءات صارمة

في إطار جهود المملكة، لاحتواء تبعات كارثة كورونا، وجه وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان السعودي ماجد الحقيل، وجه بتشديد الرقابة على الأسواق والمطاعم وجميع المحلات ذات العلاقة بالصحة العامة، والإغلاق الفوري للمنشآت غير الملتزمة بالإجراءات الاحترازية وإيقاع أشد العقوبات بحقها.

وذلك في تغريدة على حسابه الرسمي في “تويتر”، مذكراً بأن ذلك حمايةً للمجتمع، ومنعاً لانتشار فيروس كورونا؛ “وجهنا الأمانات والبلديات، بتكثيف جهودها لمواجهة فيروس كورونا الجديد (كوفيد 19) لحماية المواطنين والمقيمين، والحدّ من انتشار الفيروس ومحاصرته“.

في حين تضمنت توجيهات الوزير، تعزيز الرقابة على العاملين في المنشآت الغذائية ومحلات الصحة العامة، لضمان الالتزام بالتعليمات والاشتراطات الصادرة بشأن هذه الأنشطة، واتباع الممارسات الغذائية الصحية الجيدة، ضمن التدابير الوقائية بخصوص فيروس كورونا، إضافة إلى إلزام جميع عمالة التحميل والتنزيل بارتداء القفازات والكمامات، وتوعية وتثقيف جميع العاملين بالنظافة الشخصية وغسل اليدين بين حين وآخر.

ومؤخرًا أيضًا، أعلنت وزارة الداخلية السعودية، عن تطبيق غرامة تبلغ قيمتها 10 آلاف ريال سعودي على منشآت القطاع الخاص التي لا تلتزم بتطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية لمنع تفشي فيروس كورونا المُستجد.

وأوضحت الوزارة، في بيان عبر حسابها الرسمي على منصة التواصل الاجتماعي “تويتر”، أن مخالفة منشآت القطاع الخاص بتطبيق الإجراءات الاحترازية يتمثل في (إدخال غير الملتزمين بلبس الكمامة الطبية أو القماشية أو يغطي الأنف والفم، تأمين المطهرات والمعقمات في الأماكن المخصصة لها، قياس درجات الحرارة للموظفين والعملاء عند مداخل المولات والمراكز التجارية، تطهير العربات وسلال التسوق بعد كل استخدام، تطهير المرافق والأسطح، وإغلاق أماكن ألعاب الأطفال وأماكن قياس الملابس ونحوها).

وأشار البيان إلى أنه سيتم معاقبة المنشأة أو المسؤول بغرامة قدرها 10 آلاف ريال إذا كانت المخالفة للمرة الأولى، و20 ألف ريال في المرة الثانية، وفي المرة الثالثة يتم مضاعفة المخالفة وإحالة المسؤول للنيابة العامة.

وأضاف أنه في حال كانت المنشأة تابعة للقطاع الخاص وتم تكرار المخالفة للمرة الأولى، يتم إغلاقها لمدة ثلاثة أشهر، وفي حال تكررت للمرة الثانية يتم إغلاق المنشأة لمدة 6 أشهر.

كما وجه وجَّه الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة، في تعميم عاجل، الثلاثاء، جميع الاتحادات والأندية والمنشآت والمراكز والصالات الرياضية، بضرورة التشديد بتطبيق الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية كافة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد ( كوفيد – 19)، والإسهام بشكل مباشر في تفعيل كل الوسائل اللازمة؛ لزيادة نسبة الوعي لدى العاملين في الجهات المذكورة، وجميع الممارسين، في مختلف مناطق ومدن ومحافظات المملكة.

ونوّه سموه بضرورة تنفيذ جميع “البروتوكولات” الصحية بشكل فاعل ودون تهاون، ومنها الالتزام باللبس الصحيح للكمامة، وتطبيق التباعد وتحميل تطبيق “توكلنا”، وغيرها من التدابير الوقائية اللازمة، وتطبيق العقوبات الرادعة بحق المخالفين.

ربما يعجبك أيضا