أسرار فرعونية جديدة.. اكتشاف مومياوات بألسنة ذهبية

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – أفرجت الحضارة الفرعونية عن أسرار جديدة من كنوزها المدفونة في ربوع مصر، وتحديدا في معبد تابوزيريس ماجنا بغرب الإسكندرية، إذ عثر على مومياوات مدفونة قبل أكثر من ألف عام، ذات “ألسنة ذهبية”، حتى يتمكن الموتى من التحدث مع رب العالم السفلي المصري، فضلا عن عدد من الأسرار الهامة المتعلقة بالملكة كليوباترا.

“ألسنة ذهبية”

البعثة المصرية الدومينيكانية التابعة لجامعة سانتو دومنيجو برئاسة الدكتورة كاثلين مارتينيز، والعاملة بمعبد تابوزيريس ماجنا بغرب الإسكندرية، نجحت قبل أسبوع، في الكشف عن ١٦ دفنة في مقابر منحوتة في الصخر من طراز لوكلي (فتحات الدفن الحائطية) والتي شاع استخدامها في العصرين اليوناني والروماني.

وكشفت البعثة في بيان عبر صفحة وزارة السياحة والآثار بـ”فيس بوك”، بداخل الفتحات عن عدد من المومياوات في حالة سيئة من الحفظ والتي تبرز سمات التحنيط في العصرين اليوناني والروماني، عثر عليها بقايا من الكارتوناج المذهب بالإضافة إلى تمائم من رقاقات ذهبية على شكل لسان كانت توضع في فم المتوفي في طقس خاص لضمان قدرته على النطق في العالم الآخر أمام المحكمة الأوزيرية.

وأوضحت مارتينيز، أن من أهم المومياوات مومياوتين احتفظتا ببقايا اللفائف وأجزاء من طبقة الكارتوناج، الأولى عليها بقايا تذهيب وتحمل زخارف مذهبة تظهر المعبود أوزوريس إله العالم الآخر، بينما ترتدي المومياء الأخرى على رأسها تاج الآتف والمزين بقرون وحية الكوبرا عند الجبين، أما عند صدر المومياء تظهر زخرفة مذهبة تمثل القلادة العريضة يتدلى منها رأس الصقر رمز المعبود حورس.

“سر الألسنة”

الاكتشاف المصري في معبد تابوزيريس ماجنا في الإسكندرية بغرب الإسكندرية، والذي يتجاوز عمره الـ2000 عام حظي باهتمام عالمي كبير تداولته أبرز الصحف والمواقع الإخبارية والهيئات الأثرية حول العالم، خصوصا فيما يتعلق بالعثور على مومياوات ذات “ألسنة ذهبية”.

ومنذ ألفي عام، دُفن المصريون القدماء في معبد تابوزيريس ماجنا غرب الإسكندرية، وأزيلت أعضائهم، وتم تكريم مومياء واحدة، إذ وضع الكهنة والمحنطون في فمها تميمة ذهبية على شكل لسان، حتى يتمكن الموتى من التحدث مع رب العالم السفلي المصري.

يعتقد الخبراء أن الألسنة المصنوعة من رقائق الذهب وُضعت داخل فم المومياء بعد إزالة اللسان البيولوجي أثناء عملية التحنيط، مشيرين إلى أن هذا تم على أمل أن يتمكن الميت من التحدث إلى أوزوريس -“رب العالم السفلي” المصري وقاضي الموتى – أحد أهم آلهة مصر القديمة- في الآخرة.

وقالت الوزارة إن المومياوات بالداخل كانت “في حالة سيئة من حيث الحفاظ عليها” ، مضيفة أن هذا كان من سمات التحنيط خلال العصرين اليوناني والروماني.

“نجمتان جديدتان”

لم تكن المومياء ذات اللسان المذهب هي النجمة الوحيدة في الاكتشاف الأخير، إذ ذكرت عالمة الآثار الدومينيكانية كاثلين مارتينيز، أن من أهم المومياوات مومياوتين احتفظتا ببقايا اللفائف وأجزاء من طبقة الكارتوناج، الأولى عليها بقايا تذهيب وتحمل زخارف مذهبة تظهر المعبود أوزوريس إله العالم الآخر.

وبحسب بيان الوزارة ترتدي المومياء الأخرى على رأسها تاج الآتف والمزين بقرون وحية الكوبرا عند الجبين، أما عند صدر المومياء تظهر زخرفة مذهبة تمثل القلادة العريضة يتدلى منها رأس الصقر رمز المعبود حورس إله الشمس المصري.

فطبقة الكارتوناج، هي مادة مصنوعة من ورق البردي والكتان التي استخدمها المصريون لتغليف المومياوات من الرأس إلى أخمص القدمين.

وتشير الأغطية الذهبية إلى أن الشخصين كانا عضوين مهمين في المجتمع ربما يكونا قد تفاعلا مع الملكة.

وتم دفن المومياوات أيضًا بلفائف جزئية، يتم الآن فك شفرتها.

عثر حفارون على مومياء أخرى ترتدي قناع الموت مع ثقوب في العين. ساعدت أقنعة الموت في إعادة أرواح الموتى إلى أجسادهم وحماية الموتى في الآخرة.

“وجه كليوباترا”

وقال الدكتور خالد أبو الحمد مدير عام آثار الإسكندرية، أن البعثة عثرت خلال هذا الموسم على عدد من اللقى الأثرية أهمها قناع جنائزي لسيدة، وثمانية رقائق ذهبية تمثل وريقات إكليل ذهبي، وثمانية أقنعة من الرخام ترجع إلى العصرين اليوناني والروماني، وتظهر هذه الأقنعة دقة عالية في النحت وتصوير ملامح أصحابها.

وقالت وزارة الآثار المصرية إنه تم العثور على عملات معدنية تحمل وجه الملكة كليوباترا السابعة واسمها المنقوش عليها من قبل في الموقع.

كانت كليوباترا السابعة آخر ملكات السلالة البطلمية الناطقة باليونانية، والتي حكمت مصر من 51 إلى 30 قبل الميلاد، وبعد وفاتها، وقعت مصر تحت السيطرة الرومانية، وكانت من نسل مؤسسها، بطليموس الأول سوتر، وهو جنرال يوناني مقدوني ورفيق الإسكندر الأكبر.

يذكر أنه خلال العشر سنوات الأخيرة عثرت البعثة على مجموعة هامة من اللقى الأثرية التي غيرت تصورنا عن معبد تابوزيريس ماجنا، حيث عثر داخل جدران المعبد على عدد من العملات التي تحمل اسم وصورة الملكة كليوباترا السابعة، بالإضافة إلى العديد من أجزاء التماثيل التي يعتقد أنها كانت تزين ساحات المعبد فيما مضى، بالإضافة إلى الكشف عن لوحات تأسيس المعبد والتي أثبتت أنه تم بناؤه على يد الملك بطلميوس الرابع.

ربما يعجبك أيضا