الذكاء الاصطناعي.. ثورة هائلة في قطاعات عديدة

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

توسعت استخدامات تقنيات الذكاء الاصطناعي AI في المجال الصناعي والعملي مؤخرا، ولم تتوقف على حد الخدمات اللوجستية والتسويق والرعاية الصحية والتكنولوجيا الزراعية.

ويتوقع الخبراء الاقتصاديون ارتفاع الأرباح والعوائد المادية عالميا لتصل إلى 90 مليار دولار بحلول عام 2025، بسبب الاتجاه في الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي AI بشكل أوسع مستقبلا في مجالات صناعية جديدة. وفيما يلي أبرز القطاعات التي أحدثت بها تطبيقات الذكاء الاصطناعي ثورة هائلة وتقدم ملموس.

صناعة السيارات

تأتي صناعة السيارات في مقدمة القطاعات الصناعية التي تعتمد على التقنيات الحديثة. ولذا لم يكن مستغربًا الاهتمام الكبير بالذكاء الاصطناعي في عمليات البحث والتصميم والإنتاج في هذه الصناعة.

وعلى الرغم من أن المركبات ذاتية القيادة تمثل أبرز الأمثلة على استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع صناعة السيارات، لكن الشركات استخدمت الذكاء الاصطناعي أيضًا في تطوير وسائل عديدة لمساعدة السائقين تمهيدًا للوصول إلى مرحلة القيادة الذاتية.

ويستخدم الذكاء الاصطناعي في أربعة قطاعات في صناعة السيارات، وهي المركبات ذاتية القيادة والمركبات المتصلة بشبكة الإنترنت وخدمات النقل وعمليات التصنيع الذكية. وتتشارك هذه القطاعات في البنية التحتية وإدارة البيانات والأمن والخصوصية.

تطوير العقاقير

ينطوي التطوير من خلال التجارب السريرية على مخاطر عالية للفشل بسبب الأخطاء البشرية في معالجة البيانات ومراقبة المرشّحين لها. ويمتد الجدول الزمني للتجارب أيضًا لفترةٍ أطول، ما من شأنه أن يؤخّر عملية تسويق الأدوية في نهاية المطاف.

وفي بعض الأحيان، يحصل أن يتم تفسير البيانات المنبثقة عنها بشكل خاطئ بفعل نقص المعرفة أو قلة الانتباه. وفي إطار الحل لهذه المشاكل، تأتي الأنظمة الخوارزمية لتعالج كمياتٍ هائلة من المعلومات بشكل أسرع وبدقة عالية من البشر، بل وتحافظ على السجلّات الصحيحة، وتضمن الشفافية عندما يتعلق الأمر ببيانات التجارب السريرية.

ومن خلال اتّخاذ القرار القائم على البيانات، لا يعمل الذكاء الاصطناعي وفق الجدول الزمني الكامل لتطوير الأدوية فحسب، بل إنّ دقته أيضًا تعمل على تحسين معدلات الموافقة على الأدوية والحد من الخسائر.

صناعة النفط والغاز

للذكاء الاصطناعي عدد من التطبيقات المحتملة في صناعة النفط والغاز، من المسح إلى التخطيط والتنبؤ، وإدارة المنشآت والسلامة. واحتلت شركة إكسون موبيل، الشركة التاسعة في العالم من حيث الإيرادات، عناوين الأخبار مؤخرًا عندما أعلنت الشركة شراكة مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) لتصميم روبوتات الذكاء الاصطناعي لاستكشاف المحيطات، والتي تريد استخدامها لتحسين قدراتها في الكشف عن التسرب الطبيعي.

شركة أخرى للنفط والغاز ترى أن الذكاء الاصطناعي هو المفتاح لإطلاق الثورة الإنتاجية التالية في الصناعة هي شركة غازبروم، أكبر مورد للغاز الطبيعي إلى أوروبا وتركيا. أبرمت الشركة الروسية اتفاقية تعاون مع ياندكس، التي توصف أحيانًا باسم جوجل الروسية، لاستكشاف مختلف تطبيقات الذكاء الاصطناعي المحتملة.

قبل بضع سنوات أطلقت شركة شل مساعدًا ذكيا اصطناعيا للعملاء. متجسدا بواسطة الأفاتار إيما وإيثان، يتوافر مساعد شل الذكي للإجابة عن أي سؤال شائع يتعلق بزيوت التشحيم في غضون ثوان. وفقًا لشركة شل، فإن المساعد يتعامل مع أكثر من 100000 ورقة بيانات لـ3000 منتج، ويفهم 16500 من الخصائص الفيزيائية لزيوت التشحيم، ويوفر معلومات حول 18000 من أحجام العبوات المختلفة.

تحليل البيانات

تحليل البيانات الضخمة، وهي عملية تتضمن معالجة عدد كبير جدًّا من المتغيرات اعتمادًا على خوارزميات الحواسب الآلية الفائقة Superpower Computer، من أجل تحليل هذه البيانات، واستخلاص نتائج دقيقة بشأن الأنشطة المختلفة، ومن ثم المساعدة في اتخاذ قرارات أكثر رشادة في عمليات الإنتاج أو الاستثمار في صناعة النفط. فمثلًا يمكن تحسين نتائج عمليات حفر آبار النفط اعتمادًا على خوازميات الذكاء الصناعي، إذ بالإمكان معالجة كميات كبيرة من البيانات المنظمة وغير المنظمة لخصائص الآبار، مثل: الاهتزازات الزلزالية، والحرارة، ونفاذية الطبقات، بجانب المزيد من البيانات التقليدية مثل الضغط وغيرها من عوامل الطبيعة الأخرى، لتتمكن شركات النفط بذلك من تفادي عمليات الحفر العشوائية أو الفاشلة بدرجة كبيرة، وبالتالي تجنب مخاطر الاستكشاف أثناء عمليات البحث عن موارد جديدة.

ربما يعجبك أيضا