«حماية محدودة».. لقاحات كورونا في مواجهة سلالة أفريقيا

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

حالة من القلق زادت حدتها بشأن فاعلية اللقاحات الحالية لفيروس كورونا مع السلالات المتحورة، مع وجود ما يقرب من 4 آلاف سلالة متحورة من كوفيد 19 بجميع أنحاء العالم، وهو ما دفع شركات إنتاج اللقاحات مثل فايزر وأسترازينيكا إلى تقديم أفضل في إنتاج اللقاحات المكافحة للفيروس بطرق أكثر فاعلية.

ومن جانبهم أكد علماء بريطانيون أن العالم يواجه  4 آلاف نوع من الفيروس، وتم توثيق الآلاف من المتغيرات مع تحور الفيروس، فعندما يتعلق الأمر بالأعراض الشديدة والعلاج في المستشفيات، فضلا عن المتغيرات البريطانية والجنوب أفريقية والبرازيلية المزعومة والتي يبدو أنها تنتشر بسرعة أكبر من غيرها مؤكدين أن الباحثون بدؤوا في استكشاف جرعات خلط من Pfizer وAstraZeneca في العالم الأول.

حماية محدودة

00158c89 1600

قالت شركة “أسترازينيكا” إن لقاحها قد لا يوفر سوى حماية محدودة ضد الاعتلال الخفيف الناجم عن النوع الجنوب إفريقي من مرض كوفيد-19، وذلك بناء على بيانات مبكرة من تجربته.

وذكر تقرير لصحيفة “فاينانشيال تايمز” أن الدراسة التي أجرتها جامعة ويتووترسراند في جنوب إفريقيا وجامعة أكسفورد أظهرت أن تأثير اللقاح كان ضعيفا بشكل كبير ضد النوع الجنوب إفريقي.

وقال متحدث باسم “أسترازينيكا” ردا على تقرير الصحيفة: “في هذه التجربة الثانية الصغيرة من المرحلة الأولى أظهرت البيانات المبكرة فعالية محدودة ضد الأعراض الخفيفة الناجمة أساسا عن المتغير البديل بي.1.351 الجنوب إفريقي”.

وأضاف: “لكن لم نتمكن من التأكد بشكل صحيح من تأثيره ضد الأعراض الشديدة ودخول المستشفيات نظرا لأن الأشخاص الذين خضعوا للتجربة كانوا في الغالب من البالغين الأصحاء”.

وقالت الشركة إنها تعتقد أن لقاحها يمكن أن يقي من الأعراض الشديدة نظرا لأن نشاط الأجسام المضادة المعادلة كان مماثلا للقاحات كوفيد-19 الأخرى.

ومن بين تحورات فيروس كورونا التي تثير قلق العلماء وخبراء الصحة العامة حاليا ما يسمى بالمتغيرات البريطانية والجنوب إفريقية والبرازيلية، التي يبدو أنها تنتشر بسرعة أكبر من غيرها.

وعلى الرغم من أن ما يزيد عن 2000 مريض شملتهم الدراسة، لم يمت منهم أحد أو ينقل إلى المستشفى إلا أن النتائج التي لم يتم مراجعتها حتى الآن من باحثين آخرين ربما تعقد السباق في إنتاج لقاحات في ظل ظهور سلالات جديدة.

وخلال التجارب والفحوص البشرية على دماء الذين تم تطعيمهم باللقاح، فإن جرعة اللقاح أظهرت فاعلية محدودة بشكل كبير ضد الفيروس المسبب للسلالة الجديدة المنتشرة في جنوب إفريقيا، وفقا للدراسة التي اطلعت عليها الصحيفة.

ووفقا للدراسة التي قادتها جامعة ويتواترسراند في جنوب إفريقيا وجامعة أكسفورد فإن الحصول على جرعتين من اللقاح لم يساعد في الحماية من الفيروس.

خارج عن السيطرة

2020 4 8 11 29 50 907

قال العلماء: إن اللقاحات الجديدة التي تحمي من طفرة كورونا في جنوب إفريقيا يجب أن تكون جاهزة بحلول الخريف في شهر أكتوبر القادم. وقال البروفيسور أندرو بولارد، مدير مجموعة أكسفورد للقاحات، إن العمل على تصميم لقاح جديد يمكن أن يكتمل بسرعة، بينما تحاول الحكومة البريطانية جاهدة للسيطرة على سلالة جنوب إفريقيا من خلال عمليات الإغلاق الواسعة.

يأتي ذلك وسط مخاوف من أن السلالة الجديدة، التي تم اكتشافها في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وقد تكون أكثر مقاومة للقاحات الموجودة، وفقا لتقرير جريدة “Mirror” البريطانية.

أظهرت الدراسات أن أنواع فيروس كورونا ذات الطفرة المقلقة E484K التي ظهرت بجنوب إفريقيا، يمكن أن تجعل اللقاحات أقل فعالية، على الرغم من أنه ما يزال من المتوقع أن توفر حماية جيدة ضد المرض والأمراض الشديدة.

وقد تم العثور على الطفرة في البديل الجنوب إفريقي للفيروس، حيث دفعت الطفرة إلى إجراء اختبارات في 8 مناطق في إنجلترا حيث يُخشى انتقال المجتمع.

تم اكتشافها أيضًا في بريستول في البديل الذي تم تحديده لأول مرة في كينت، وفي ليفربول في نوع جديد من السلالة الوبائية الأصلية.

قال البروفيسور بولارد: “أعتقد أن العمل الفعلي على تصميم لقاح جديد سريع جدًا جدًا لأنه في الأساس مجرد تبديل للتسلسل الجيني لبروتين السنبلة ، للمتغيرات المحدثة، وبعد ذلك هناك تصنيع يجب القيام به ثم دراسة على نطاق صغير، بعد ذلك.

لذا يمكن إكمال كل ذلك في فترة زمنية قصيرة جدًا ، والخريف هو حقًا توقيت توفير لقاحات جديدة للاستخدام وليس لإجراء التجارب السريرية.”

وأضاف  البروفيسور بولارد، أنه من المحتمل أن التجارب السريرية على اللقاحات الجديدة للتعامل مع متغيرات Covid-19 ستشمل “مئات” الأشخاص على الأكثر، والسبب في هذا العدد الصغير هو أنه مع لقاح محدث ، فإن السؤال هو ما إذا كانت الاستجابات المناعية لا تزال تبدو كما هي ولكن ضد المتغيرات الجديدة عند ظهورها، فنحن لسنا بحاجة إلى إجراء دراسات على نطاق واسع لإثبات فعاليتها. ولهذا السبب فهي أسرع وأصغر بكثير في إجرائها”.

أخبر البروفيسور بولارد أيضًا، بأن التباعد الاجتماعي يجب أن يستمر في الوقت الحالي ، على الرغم من تحليل أكسفورد الذي أظهر تأثيرًا كبيرًا على انتقال العدوى.

من جانبه قال السير مين بانغالوس ، نائب الرئيس التنفيذي لأبحاث وتطوير المستحضرات الصيدلانية الحيوية في شركة  AstraZeneca: “طموحنا أن نكون مستعدين للجولة التالية من التطعيمات التي قد تكون ضرورية مع دخولنا الشتاء المقبل، وهذا ما نهدف إليه”.

وتابع: “نهدف بشدة لمحاولة الحصول على شيء جاهز بحلول الخريف، هذا العام”.

50 مليون جرعة لبريطانيا

أفاد تقرير نشر في صحيفة الديلى ميل البريطانية، عن توقيع بريطانيا صفقة للتعاقد على 50 مليون جرعة من لقاحات فيروس كورونا، لمواجهة تفشى المتغيرات الجديدة من الفيروس التاجي، خاصة بعد أن أعلنت شركة أكسفورد عن فاعلية لقاحا أسترازينيكا ضد متغير السلالة البريطانية الجديدة والتي أطلق عليها “كينت”، واستهدفت الصفقة الحصول على جرعات من لقاحات فيروس المختلفة لمواجهة السلالات التي ظهرت حديثا في مختلف أنحاء العالم، بعد أن كشفت الاختبارات أن بعضها قد يكون قادرًا على تفادي المناعة التي يسببها المحصول الحالي من اللقاحات.

يأتي ذلك في إطار الصفقات التي وقعتها  بريطانيا مع شركة  CureVacالألمانية للتكنولوجيا الحيوية ، بهدف تعزيز ترسانة المملكة المتحدة ضد المتغيرات الناشئة، خاصة بعد أن أظهرت بعد الدراسات أن البديل الجنوب أفريقي  قد يؤثر على فاعلية الجرعات الراهنة ويجعلها أقل فاعلية.

كورونا حول العالم

أظهرت بيانات مجمعة أن إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا في أنحاء العالم يقترب من 105.8 مليون حتى صباح اليوم الأحد.

وأظهرت أحدث البيانات المتوفرة على موقع جامعة “جونز هوبكنز” الأمريكية، عند الساعة 0600 بتوقيت جرينتش، أن إجمالي الإصابات وصل إلى 105 ملايين و 763 ألف حالة.

كما أظهرت البيانات أن عدد المتعافين يقترب من 58.9 مليون، فيما تجاوز إجمالي الوفيات المليونين و309 آلاف حالة.

وتتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث عدد الإصابات، تليها الهند ثم البرازيل والمملكة المتحدة وروسيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وتركيا وألمانيا وكولومبيا والأرجنتين والمكسيك وبولندا وجنوب أفريقيا وإيران.

كما تتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث أعداد الوفيات، تليها البرازيل والمكسيك والهند والمملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا.

ربما يعجبك أيضا