تحت مسمى «قاسم سليماني».. ذراع إيرانية جديدة في الأراضي السورية

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

كغيرها من دول كثيرة، وعلى الرغم من محاولات مستمرة لإضعافها وإجبارها على الانسحاب، لا تزال إيران تسعى إلى ترسيخ وجودها في الأراضي السورية، وذلك عبر عمليات تجنيد مستمرة لصالح الميلشيات الموالية لها وعلى رأسها حزب الله اللبناني. يأتي التجنيد رغم المحاولات المستمرة لإضعاف وجود إيران بسوريا سواء عبر الاستهدافات الإسرائيلية أو تعزيز الروس لدورهم فيها.

وصلت ميلشيا جديدة موالية لإيران إلى مدينة البوكمال خلال الساعات الفائتة، قادمة من محافظة حلب، بغية الانتشار في المنطقة وعند الحدود مع العراق وفق ما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ووصل عشرات العناصر من ميلشيا “فوج الحاج قاسم سليماني” وهي ميلشيا مستحدثة منذ أشهر قليلة في منطقتي نبل والزهراء بريف حلب الشمالي، تضم عناصر محليين من أبناء الطائفة الشيعية، وجاء استقدام الميلشيا إلى البوكمال، بغية تعزيز نقاط المليشيات الموالية لإيران المنتشرة في بادية البوكمال وصولاً إلى الحدود السورية – العراقية.

ميلشيا جديدة

أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان من منطقة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، بأن ميلشيا جديدة موالية لإيران وصلت إلى مدينة البوكمال، قادمة من محافظة حلب، حيث وصل عشرات العناصر من ميلشيا “فوج الحاج قاسم سليماني”، وهي ميلشيا مستحدثة منذ أشهر قليلة في منطقتي نبل والزهراء بريف حلب الشمالي.

وأضاف المرصد أن هذه الميلشيا “تضم عناصر محليين من أبناء الطائفة الشيعية، وجاء استقدامها إلى البوكمال، بغية تعزيز نقاط المليشيات الموالية لإيران المنتشرة في بادية البوكمال وصولاً إلى الحدود السورية – العراقية”.

وكانت مصادر المرصد السوري من مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، أفادت في الثالث من الشهر الجاري، بأن قائد لواء “الشيخ” التابع للحرس الثوري الإيراني، اجتمع ليل الثلاثاء الماضي بشيوخ ووجهاء عشائر العكيدات والمشاهدة والبقارة والقلعيين والبوسرايا والقرعان والجحيش في مضافته الواقعة بشارع الكورنيش قرب محطة المياه في مدينة الميادين.

ووفقًا لمصادر المرصد السوري، فإن قائد لواء “الشيخ” الموالي لإيران، أبلغ المجتمعين بأن قيادة الحرس الثوري الإيراني كلفته شخصياً بدعوى عشائر المنطقة لتشكيل قوة رديفة لـ “الحرس الثوري” الإيراني، قوامها أبناء عشائر المنطقة، وأضاف أن قيادة الحرس الثوري ستتكلف بتقديم الدعم العسكري والمادي لأبناء هذه العشائر.

وبيّن قائد لواء “الشيخ” الموالي لإيران لشيوخ العشائر أن مهمة القوة العشائرية ستكون مؤازرة الميلشيات الإيرانية فقط في عملياتها العسكرية بالمنطقة، وأنهى اجتماعه بوجهاء وشيوخ العشائر بوليمة عشاء وتقديم وعود لهم بتنسيق اجتماعات بينهم وبين قيادة الحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر.

البوكمال

شهد الشهران الأخيران من عام 2020، حراكاً عسكرياً روسياً ملفتاً في مدينة البوكمال شرقي سوريا، التي تعدّها طهران أكبر مكسب لها هناك، حيث تمثل المدينة التي تقع على بعد 130 كيلومتراً من مدينة دير الزور وثمانية كيلومترات من الحدود مع العراق، أهمية استراتيجية عسكرية واقتصادية لكل من سوريا والعراق وإيران.

وتتجه الأنظار إليها لوقوعها على الطريق الذي تستخدمه الميلشيات الإيرانية للتحرك بين سوريا والعراق وإيصال إمداداتها العسكرية إلى الداخل السوري وحتى إلى حزب الله في لبنان قادمة من طهران، وهو النشاط الذي تسعى إسرائيل لوقفه، فهي ترى أن الوجود الإيراني في سوريا يقوّض جهود الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، وتتهم النظام السوري بالسماح لإيران ووكلائها باستخدام المنشآت العسكرية والبنية التحتية بسوريا لترسيخ وجودها، ما يشكل خطراً على أمنها.

ينسجم مسعى إسرائيل هذا مع رؤية الإدارة الأميركية الجديدة، إذ يعتبر الرئيس بايدن مواجهة وجود إيران ونفوذها في سوريا أولوية لدى إدارته، لأن طهران تساهم في زعزعة استقرار المنطقة بدعمها النظام في دمشق الذي يقمع شعبه بوحشية، وأيضا بضخّها الأسلحة في العراق ولبنان وسوريا.

ربما يعجبك أيضا