المواقف العربية والدولية من جريمة أبها.. لعنات تلاحق الميلشيا الإرهابية

حسام السبكي

حسام السبكي

ما بين الشجب والاستنكار الشديدين، والتلويح بعقوبات وشيكة، أبدى العالم العربي والمجتمع الدولي، استياءه الشديد، من الجريمة التي نفذتها أيادي الخسة والنذالة الإيرانية، ممثلة في ميلشيا الحوثي الانقلابية، التي سرقت “اليمن السعيد” قبل نحو 7 سنوات، فحولته إلى خراب، وسالت الدم أنهارًا بطول البلاد وعرضها، ولولا نجدة التحالف العربي لليمنيين، في 2015، لسارت الأمور إلى ما لا يحمد عقباه، إلا أن المحصلة النهائية، هي أن الحوثي لا يريد حلًا سياسيًا، ولا يحمل الخير لليمن وأهله، وإنما ينفذ بطريقة عمياء، الحلم الإيراني الخبيث في “هلال شيعي” يشيع في بلاد العرب الخراب والدمار.

فمع قرب حلول مساء أمس الأربعاء، استهدفت ميلشيا الحوثي، بطائرات إيرانية مسيرة، مطار أبها السعودي، فأحدث به خرابًا ودمارًا، وهو ما استعرضناه تفصيلًا، في تقرير عبر شبكة رؤية، قبل ساعات، بعنوان رغم جهود إحلال السلام.. ميلشيا الحوثي تُصعد هجماتها الإرهابية.

في السطور التالية، سنستعرض أبرز وأهم ردود الأفعال العربية والدولية، التي توالت وما زالت، ردًا على الجريمة الحوثية النكراء.

الموقف العربي

نبدأ مع الخارجية الكويتية، التي أعربت في بيانٍ لها، عن إدانة واستنكار الهجمات الإرهابية، التي استهدفت مطار أبها السعودي، من قبل ميلشيا الحوثي.

وأكدت الوزارة في بيانها، أن مواصلة هذه الأعمال الإرهابية الآثمة، يؤكد على ما تمثله من خطر على الأمن والاستقرار بالمنطقة.

بدورها، دانت البحرين بأشد العبارات الاعتداء الإرهابي الجبان الذي استهدف مطار أبها الدولي من قبل ميلشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.

وأكدت وزارة الخارجية البحرينية “موقف مملكة البحرين الثابت والراسخ الداعم بقوة للمملكة العربية السعودية ولكل ما يحفظ أمنها واستقرارها والمتضامن معها فيما تتخذه من تدابير وإجراءات في مواجهة هذه الأعمال الجبانة التي تستهدف المدنيين وزعزعة الأمن”.

الجامعة العربية، وعبر أمينها العام أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أدانت بأشد العبارات، التصعيد الحوثي الخطير في الأيام الأخيرة، وبخاصة استهداف مطار أبها بالطائرات المُسيرة المُفخخة، واصفاً ما تمارسه ميلشيا الحوثي من استهدافٍ للمدنيين بالعمل الإرهابي الجبان وجريمة الحرب المُشينة، مشدداً على حق المملكة في الدفاع عن نفسها ضد هذه الهجمات الإرهابية.

ونقل مصدر مسؤول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية عن أبو الغيط استنكاره للتصعيد الحوثي الممنهج بهدف إحباط مساعي تحريك العملية السياسية، بما في ذلك الهجمات التي شنتها ميلشيا الحوثي مؤخراً على مدينة مأرب بالصواريخ الباليستية والطائرات المُفخخة، وكذا المحاولات المستمرة والفاشلة لاستهداف الأراضي السعودية.

وأكد الأمين العام للجامعة العربية أن وقف إطلاق النار يُمثل شرطاً ضرورياً لإطلاق عملية سياسية جدية بين الحكومة الشرعية والحوثيين، مُحملاً جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عن تخريب جميع المحاولات المبذولة من أجل تهيئة الأجواء لمُحادثات سياسية بناءة تُنهي الصراع الدائر في اليمن منذ 2015.

كما أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن)، الأربعاء، استهداف مطار أبها السعودي بطائرة مسيرة ما عرض حياة مئات المسافرين للخطر، واصفا هذا العمل بـ”الإرهابي والتخريبي الذي يزيد من حدة التوتر في المنطقة”.

وأعرب الرئيس الفلسطيني، وفقا لـ”وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)”، عن وقوف بلاده إلى جانب المملكة العربية السعودية ملكا وحكومة وشعبا، مؤكدا ثقته في قدرة المملكة على تجاوز كافة الأزمات بعزم واقتدار.

وشدد على أن هذه الهجمات لا تستهدف المملكة فقط، إنما تهدف إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة برمتها.

كما أعربت دولة الإمارات عن إدانتها واستنكارها الشديدين للاعتداء الإرهابي الجبان الذي قامت به ميلشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.

واعتبرت دولة الإمارات، في بيان صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي، أوردته “وكالة الأنباء الإماراتية (وام)”، أن استهداف المطار يعد تصعيدًا خطيرًا وعملاً جبانًا، يهدد أمن وسلامة وحياة المدنيين والمسافرين، وهو بمثابة جريمة حرب تستدعي اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية الأعيان المدنية من تهديدات الحوثيين.

وجددت دولة الإمارات تضامنها الكامل مع المملكة إزاء هذه الهجمات الإرهابية، والوقوف معها في صف واحد ضد كل تهديد يطال أمنها واستقرارها، ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها.

وأكد البيان أن أمن الإمارات العربية المتحدة وأمن المملكة العربية السعودية كل لا يتجزأ، وأن أي تهديد أو خطر يواجه المملكة تعتبره الدولة تهديداً لمنظومة الأمن والاستقرار فيها.

واعتبرت الوزارة هذا الهجوم دليلاً جديدًا على سعي هذه الميلشيات إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة، وعلى رفضها وعرقلتها لجهود السلام لحل الأزمة اليمنية.

الموقف الدولي

على الصعيد الدولي، أبدت الولايات المتحدة استهجانًا واستنكارًا شديدين، من الجريمة العبثية الحوثية، والتي تهدف لتقويض السلام، وإطالة أمد الحرب في اليمن!.

فقد طالبت الولايات المتحدة، جماعة الحوثي، بالتوقف فوراً عن الانتهاكات والهجمات ضد السعودية والمدنيين في اليمن.

ورداً على استهداف الحوثيين للمملكة بأربع مسيّرات مفخخة، قال نيد برايس، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن الولايات المتحدة تدعو إلى وقف فوري للهجمات الحوثية التي تطال المدنيين في السعودية وداخل اليمن، معتبرة أن تصرفات الحوثيين لا تجلب إلا مزيداً من المعاناة للشعب اليمني.

وأكد برايس، في بيان، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يتخذ خطوات فعلية لإنهاء الحرب في اليمن، وذلك بتأييد من السعودية، حاثاً جماعة الحوثي على الامتناع عن الأعمال المزعزعة للاستقرار، وإظهار التزامهم بالمشاركة البناءة في جهود مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث.

وفي تصريحات عبر قناة “العربية”، قالت الخارجية الأمريكية: “سنقف مع حلفائنا في السعودية. ولدينا خيارات للتعامل مع الحوثيين، من بينها العقوبات”.

وأضافت: “الحوثيون مسؤولون عن الهجمات التي تستهدف السعودية بدعم من إيران”، و: “سنواصل الضغط على الحوثيين وطهران التي تقدم الدعم لهم، وسنبحث في آليات جديدة للتعامل معهم”.

في غضون ذلك، بحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بحث مع نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان الجهود المشتركة لتعزيز الدفاعات السعودية.

وأوضح بلينكن في بيان نشره الموقع الرسمي للوزارة أن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الهجمات التي تتعرض لها السعودية من جانب مليشيات الحوثي.

بدوره، أعلن البيت الأبيض، الأربعاء، أن الولايات المتحدة تدين استهداف مطار أبها الدولي في السعودية.

وخلال موجز صحفي، قالت المتحدثة باسم الإدارة الأمريكية، جين بساكي: “ندين هجوم الحوثيين على مطار أبهة المدني الدولي في المملكة العربية السعودية“.

وقالت بساكي: إن “الحوثيين باستهدافهم المملكة يستمرون في إبداء رغبتهم بإطالة الحرب، في الوقت الذي تعتزم فيه الولايات المتحدة مواصلة جهودها الدبلوماسية.. حتى إنهاء الحرب عن طريق المفاوضات”.

في السياق نفسه، أدان السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون، الهجمات الحوثية على مأرب والجوف، وقال في تغريدة إنه «يجب عليهم وقف هذه الهجمات على الفور وإثبات جديتهم في الرغبة في السلام من خلال دعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة».

أمريكيًا أيضًا، وصف قال وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو إلغاء إدراج الحوثيين في قائمة الإرهاب بالـ”هدية للإيرانيين”، وبكونه “سيسمح للحوثيين بمواصلة إثارة الإرهاب” في جميع أنحاء العالم.

وقال بومبيو عبر تغريدة على حسابه في “تويتر”: “إنها حقيقة أن إيران ترعى الحوثيين.. إنها حقيقة أن الحوثيين يمارسون الإرهاب“.

وأضاف: “الحقيقة هي أن إلغاء التصنيف الإرهابي للحوثيين يعتبر هدية للإيرانيين وسيسمح للحوثيين بمواصلة إثارة الإرهاب في جميع أنحاء العالم”.

في السياق نفسه، أدان السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون، الهجمات الحوثية على مأرب والجوف، وقال في تغريدة إنه «يجب عليهم وقف هذه الهجمات على الفور وإثبات جديتهم في الرغبة في السلام من خلال دعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة».

ربما يعجبك أيضا