على خط إسرائيل – أمريكا.. ما قصة رقم نتانياهو ومناشدة بايدن الاتصال به؟

 رؤية – أشرف شعبان  

عرض الدبلوماسي الإسرائيلي داني دانون، سفير تل أبيب السابق لدى الولايات المتحدة، رقم هاتف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة، مناشدا الرئيس الأمريكي جو بايدن الاتصال به.

وغرد سفير إسرائيل السابق لدى الأمم المتحدة قائلا: «بايدن اتصل بزعماء 10 دول مختلفة، بما في ذلك حلفاء الولايات المتحدة القدامى مثل كندا والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا».

وتسأل الدبلوماسي الإسرائيلي قائلا: «هل حان الوقت للاتصال بزعيم إسرائيل، أقرب حليف للولايات المتحدة؟».

وأرفق سفير داني دانون إلى تغريدته رقم هاتف قال إنه يخص نتانياهو، الأمر الذي عرض ساسة إسرائيل للإحراج والسخرية من قبل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.

واتصل بايدن بعدد من قادة العالم بعد تولي سلطاته، بينهم الرئيس الروسي والرئيس الصيني.

وبحسب مراقبين، فإن نشر هاتف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، حتى وإن كان الرقم قديما ولم يعد في الخدمة، بحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، إلا أنه كشف عن دلالات قوية في العلاقات الإسرائيلية الأمريكية.

تغريدة الدبلوماسي الإسرائيلي تم إعادة نشرها أكثر من 1000 مرة، بما في ذلك من قبل جيك تابر من قناة “سي إن إن”، وكذلك من قبل الممثل سيث روغن، الأمر الذي يكشف عن الاهتمام من قبل بعض الدبلوماسيين والمراسلين والشخصيات العامة الأخرى باتصال بايدن.

وينظر البعض إلى عدم اتصال بايدن بنتانياهو منذ توليه الحكم على أنه ازدراء، وأدى إلى تكهنات حول مقاربته لإسرائيل.

فيما رأى البعض في حزب «الليكود» أن دانون أصدر التغريدة لإحراج نتانياهو وحثه على تعيينه في منصب جديد، بحسب موقع «زمان يسرائيل».

من المعروف أن دانون، الذي انتهت ولايته في يوليو، هو عضو في حزب “الليكود” بزعامة نتانياهو لكنه ليس على قائمة الحزب في انتخابات مارس المقبلة، وقد قرر حزبه، قبل ساعات من التغريدة، إقالته من منصبه كرئيس لليكود العالمي، بعد خلاف داخلي حول المنصب.

القنصل العام السابق للاحتلال الإسرائيلي في جنوب شرق الولايات المتحدة، أوفير أفيران، علق على تصريحات دانون: «أنت مصدر إحراج لنا في إسرائيل. ليس لديك أدنى فكرة عما تعنيه الدبلوماسية».

كذلك سخر جيرار أرو مبعوث فرنسا السابق إلى الولايات المتحدة وإسرائيل والأمم المتحدة، من الساسة في إسرائيل، إذ كتب مثلا فرنسيا يقول: عندما تخونك زوجتك، لا تصرخ بذلك من فوق الأسطح“.

وعلى الرغم من أن الإدارة الأميركية الجديدة قالت إنها لا تفكر بنقل سفارتها مجددا من القدس أو سحب الاعتراف بالمدينة عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، إلا أن العلاقات الأميركية الإسرائيلية لا تمر بأفضل حالاتها في الوقت الحالي، بحسب مراقبين.

وأثار تجاهل الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن لبنيامين نتانياهو القلق في معسكر حزبه الليكود. فبعد ثلاث أسابيع من تنصيبه لم يتصل بايدن بعد بنتانياهو لمناقشة ملف السلام الفلسطيني-الإسرائيلي.

وعزا البعض، تأخر اتصال الرئيس الأمريكي بنتانياهو إلى أن الأول يبدو غير متعجّل للتقرّب منه أو الخوض في الملف الإسرائيلي-الفلسطيني الشائك وهو ما يدل عليه تأخر اتصاله هاتفيا بنتانياهو.

ويرى رئيس المنظمة الأمريكية اليهودية التقدميّة «جي ستريت» جيرمي بن عامي أن الوضع مختلف تماما مع إدارة بايدن، خاصة وأن فريقه هو الذي كان يتولّى زمام الأمور بين 2009 و2017 في إدارة باراك أوباما التي كانت علاقتها مع إسرائيل أكثر توترا.

وكان مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، قد زعم أن مرتفعات الجولان «ستبقى إسرائيلية»، وذلك في تعليق على تصريحات لوزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن.

وكان وزير الخارجية الأميركي قد لمح، في مقابلة تلفزيونية مع شبكة سي إن إن الأميركية، الاثنين، إلى أن دعم الولايات المتحدة لسيطرة إسرائيل على الجولان «ليس ثابتا»، مشيرا إلى أن الجولان «مهم جدا لأمن إسرائيل» لكن «المسائل القانونية شيء آخر».