بعد نجاح المهمة.. «مسبار الأمل» في عيون الإعلام العالمي

محمود طلعت

حظي الإنجاز التاريخي التي حققته دولة الإمارات بدخول «مسبار الأمل» إلى مدار المريخ، باهتمام وسائل الإعلام ووكالات الأنباء العالمية، والتي أفردت صفحاتها لإبراز نجاح المهمة، لتصبح الإمارات، خامس دولة في العالم، وأول دولة عربية، تصل إلى المريخ.

نجاح إماراتي كبير

وكالة الأنباء العريقة «رويترز» بثت تقريرا شاملا تناول نجاح مهمة «مسبار الأمل» في الوصول إلى المريخ بعد رحلة استغرقت 7 أشهر، مما يسمح للمسبار بالبدء في إرسال بيانات عن الغلاف الجوي والمناخ المريخي.

وقالت «رويترز» في تقريرها إنها تابعت عن كثب مراحل وتطورات «مسبار الأمل»، مؤكدة أن هذا النجاح الكبير يجعل من دولة الإمارات خامس دولة في العالم تصل إلى الكوكب الأحمر عبر أول مسبار عربي يقوم برحلة علمية إلى مدار المريخ.

وأشادت وكالة الأنباء العريقة، بمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ وجهود دولة الإمارات لتطوير قدراتها العلمية والتكنولوجية وتقليص وتنويع اقتصادها، ضمن خطط التنوع الاقتصادي القائمة على الابتكار والمعرفة.

أهلا بكم في المريخ

وتحت عنوان «أهلا بكم في المريخ.. مسبار الأمل الإماراتي يدخل مداره حول الكوكب الأحمر»، نشر موقع «سبيس» العالمي المتخصص بشؤون الفضاء تقريرا عن رحلة المسبار، مشيرا إلى أن الإمارات أصبحت خامس الواصلين على مستوى العالم إلى الكوكب الأحمر بعد أكثر من عقد بقليل من إطلاق البلاد أول قمر صناعي لها، وهو «دبي سات 1».

واستعرض الموقع العلمي العالمي، رحلة «مسبار الأمل» حتى وصوله إلى المريخ ونجاحه في التحدي الأصعب الذي تمثل بإبطاء سرعته من 121,000 كيلومتر في الساعة إلى 18,000 كيلومترا في الساعة، باستخدام محركات الدفع العكسي طوال 27 دقيقة حرجة، حتى وصل للسرعة المناسبة التي سمحت بدخوله مدار الالتقاط من خلال جاذبية الكوكب الأحمر.

ولفت إلى الاحتمالات العالية لفشل المهام الفضائية السابقة نحو الكوكب الأحمر بمعدل نجاح لا يتجاوز 50%، مشيدا في الوقت ذاته بالنجاح الاستثنائي لدولة الإمارات في الوصول إلى مدار المريخ كخامس دولة تحقق هذا الإنجاز بعد وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» والاتحاد السوفيتي ووكالة الفضاء الأوروبية والهند.

وأوضح موقع «سبيس» العالمي، أن مسبار الأمل الذي بلغت تكلفته 200 مليون دولار سيعمل على دراسة الغلاف الجوي لكوكب المريخ بشكل شامل على مدى عام مريخي كامل «687 يوما أرضيا».

و لفت إلى أن «مسبار الأمل» الإماراتي، سيدأ مرحلته العلمية والتي يدور فيها حول الكوكب كل 55 ساعة لتقديم صورة شاملة عن الغلاف الجوي للمريخ في متناول المجتمع العلمي العالمي.

مناورة غير مسبوقة

أما صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فنشرت عبر موقعها الإلكتروني مقطع فيديو يؤكد نجاح دخول «مسبار الأمل» في مدار المريخ بعد مناورته المدهشة التي استخدم فيها محركات الدفع العكسي لإبطاء سرعته الهائلة بشكل ذاتي.

وذكرت الصحيفة أن «مسبار الأمل» أكمل مناورة صعبة غير مسبوقة تمثلت باستخدام محركات الدفع الستة على متنه لحوالي نصف ساعة، وهي عملية لم تطبقها أي مهمة فضائية من قبل بهذا الشكل.

وأوضحت في تقريرها أن المسبار الإماراتي سيدور حول المريخ لدراسة غلافه الجوي وتقديم صورة شاملة عنه لأول مرة في تاريخ المهام الفضائية إلى الكوكب الأحمر لمشاركة 1000 جيجابايت من البيانات العلمية الجديدة التي سيجمعها مع أكثر من 200 مؤسسة علمية ومركز بحثي حول العالم.

كما أشادت «الإندبندنت» بنجاح فريق عمل المسبار الذي يضم 200 من الكوادر العلمية والهندسية الإماراتية في مواجهة جملة من التحديات مثل تحدي تفشي وباء «كورونا»، وما أملاه من تغييرات لوجستية على خطة الإطلاق، إضافة إلى تحديات الطقس التي تسببت في تأجيل الإطلاق، إلى أن تم إطلاق المسبار بنجاح إلى الفضاء الخارجي يوم 20 يوليو 2020.

تصميم مبتكر وفريد

ولفتت الصحيفة البريطانية الشهيرة، إلى التصميم المبتكر والبرمجة المعقدة المسبقة لعمليات المسبار والتي قام بها فريق عمله والتي أهلته للعمل بشكل ذاتي دون التدخل الآني من المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي لدخول مدار الالتقاط حول كوكب المريخ.

كما أشارت إلى أن «مسبار الأمل» سيبدأ الآن دراسة تحرك الطاقة في الغلاف الجوي المريخي وسيراقب ذرات الهيدروجين والأوكسجين في أعلى الغلاف الجوي، ومراقبة العواصف الغبارية في الطبقة العليا والتي تؤثر بدرجة كبيرة على درجة حرارة الكوكب الأحمر.

كسب السباق للمريخ

من جهتها أبرزت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، نجاح مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» في الوصول إلى المريخ، متقدما على مهمتين أخريين صينية وأمريكية من المقرر أن تصلا الكوكب الأحمر خلال فبراير الحالي.

وأشادت «ديلي ميل» في تغطيتها بدخول الإمارات نادي الدول الخمس العالمية التي وضعت مركبة فضائية في مدار المريخ، وكونها أيضا أول دولة عربية تحقق هذا الإنجاز. كما نقلت الاحتفالات المبهجة بعد الترقب الذي ساد مرحلة انتظار وصول إشارة الاتصال بالمسبار التي استغرقت حوالي 11 دقيقة بسبب المسافة بين الأرض والمريخ.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن «مسبار الأمل» سيوفر ولأول مرة تحديثات منتظمة عن طقس المريخ، وسيقوم طوال سنة مريخية كاملة بمسح ودراسة الغلاف الجوي للكوكب، يشارك بياناتها الحيوية والهامة مع 200 مؤسسة علمية ومركز بحثي حول العالم دون مقابل.

وبرسوم توضيحية شرحت «ديلي ميل» كيف استخدم «مسبار الأمل» لأول مرة في تاريخ المهام الفضائية مناورة تشغيل محركات الدفع الستة على متنه لإبطاء سرعته ذاتيا، ومن ثم الدخول لمدار المريخ بنجاح.

نجــاح إماراتي مُلهم

بدوره قال موقع «سي نت» الدولي المتخصص بأخبار التكنولوجيا المتقدمة والإنجازات العلمية المبتكرة، إن دولة الإمارات أصبحت الآن خامس دولة في العالم، وأول دولة عربية، تصل بنجاح إلى المريخ.

ونقل موقع التكنولوجيا العالمي، تهنئة توماس زوربوشن، المدير المساعد في وكالة ناسا، لفريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ مسبار الأمل، مغردا: «ستلهم مساعيكم الجريئة لاستكشاف الكوكب الأحمر كثيرين آخرين للوصول إلى النجوم».

وتتجلى الأهداف الاستراتيجية لمشروع «مسبار الأمل» في تطوير برنامج فضائي قوي، وبناء موارد بشرية إماراتية عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء، وتطوير المعرفة والأبحاث العلمية والتطبيقات الفضائية التي تعود بالنفع على البشرية.

إن المرحلة الأخيرة في رحلة «مسبار الأمل» هي المرحلة العلمية المقرر لها أن تبدأ في أبريل المقبل، حيث سيقوم المسبار بتوفير أول صورة كاملة عن مناخ المريخ والظروف الجوية على سطحه على مدار اليوم وبين فصول السنة، ما يجعله فعليا أول مرصد جوي للكوكب الأحمر.