نتنياهو يلجأ للصهيونية الدينية لحسم الانتخابات المقبلة

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

أمام الأزمات السياسية التي تعرض لها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الانتخابات الماضية والصعوبات التي مر بها في تشكيل الحكومة الحالية، أقدم  الأخير على إبرام تحالفات سياسية جديدة مع حزب الصهيونية الدينية ستساعده بلا شك في الانتخابات البرلمانية القادمة المقرر عقدها في 23 مارس القادم، وستكون رابع انتخابات في البلاد خلال عامين.

الدعوة للانتخابات جاءت بعد فشل الائتلاف الحاكم في تمرير ميزانية الدولة لعام 2020 وسط خلاف بين نتنياهو وبيني غانتس، زعيم حزب أزرق أبيض رئيس الوزراء الإسرائيلي بالتناوب.

وقبل أيام وقعت أحزاب الصهيونية الدينية بزعامة عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش، وحزب عتسماه يهوديت بزعامة إيتامار بن غفير، وحزب نوعام بزعامة آفي ماعوز على خوض الانتخابات القادمة في قائمة واحدة.

هذا التحالف يؤكد أن نتنياهو مصر على جمع أكثر المتطرفين وعنصرية، ويحرص أيضا على ضمهم إلى الحكومة التي سيترأسها إن فاز بالانتخابات.

وهو يأتي أيضا في وقت مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس في قضايا فساد، تتضمن تهما بالرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة، بينما نفى  نتنياهو، أمام المحكمة، ارتكابَ أي مخالفات.

حزب الليكود

حيث وقع حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو وحزب (هتسيونوت هدتيت) الصهيونية الدينية الذي يترأسه عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش اتفاقا لتقاسم فائض الأصوات خلال الانتخابات، وفائض الأصوات هو عبارة عن اتفاق بين قائمتين مرشحتين للكنيست يقضي بتوزيع الأصوات المتبقية والتي لا تكفي لحجز مقعد بعد احتساب أصوات المصوتين بين قائمتين عبرتا نسبة الحسم وهي 3.25 وتعادل أربعة مقاعد في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا، ووفقا للقانون، يجب أن يتم الاتفاق بين الأطراف قبل بدء عملية الانتخابات.

شروط حزب الصهيونية الدينية

فيما أصر حزب الصهيونية الدينية على أن يلتزم نتنياهو “باتفاق لتشكيل حكومة يمينية ذات صهيونية دينية ستشمل خطوطها الأساسية الحفاظ على أرض إسرائيل وتعزيز الهوية اليهودية لدولة إسرائيل وتعزيز الاقتصاد ورفاهية المجتمع الإسرائيلي”.

كما نص الاتفاق على أن يكرس الطرفان طاقتهما “لإنجاح كلا الحزبين في الكنيست”.

وأكد حزب الصهيونية الدينية بحسب “شينخوا” في البيان أنه “على صعيد التعامل مع أزمة كورونا والاقتصاد لن نسمح بتشكيل حكومة يسار وسط وتنحية قيم الصهيونية الدينية واليمين جانبا”، مشددا على أنه “لدينا طريق وسنفعل كل شيء لتأسيس حكومة يمينية في إسرائيل”.

الصهيونية

يرى الأكاديمي اليهودي راكوف ربكن أن الصهيونية حركة علمانية ليس لها علاقة بالتوراة ولا بالدين اليهودي، وأن الكثير من اليهود يعادونها، وربكن ينتقد ليس فقط المشروع الصهيوني، وإنما ينتقد أيضًا ما يعرف بالأصولية المسيحية التي ترى في إسرائيل مشروعًا دينيًا، وفي مقدمة النسخة العربية من كتابه خص ياكوف ربكن الإعلاميين العرب بجزء من مقدمة كتابه في نسخته العربية أن هناك خلطًا كبيرًا في الإعلام العربي بين الصهيونية وأفكارها وبين الدين اليهودي، حيث يرى أن المعاداة للسامية مستورد من أوربا، وهذا الأمر غريب عن الثقافتين العربية والإسلامية التي تعايش معها اليهود لقرون طويلة في سلام وتعايش.

ويقول ربكن: إن اليهود أمة متحدة بفضل التوراة وأحكام الشريعة، ولكن المشروع الصهيوني جعل من اليهودي أحد أفراد مجموعة قومية لا علاقة لها باليهود كشعب، وهو ينتقد الحركة الصهيونية، معتبرًا أنها أعادت تكوين ماهية اليهود، فنقلتهم من التعريف الديني إلى المفهوم المدني الأكثر واقعية ومنطقية.

نتنياهو إذا لا يريد تكرار تجربة التحالف مع حزب غانتس، فالخلافات بينهما جعلت حكومة الاحتلال كالبطة العرجاء، إلا أن استعانة نتنياهو بالأحزاب اليهودية اليمينية لاشك أنه سيكون له عواقب وخيمة.

ربما يعجبك أيضا