هل تقطع موسكو علاقاتها بالاتحاد الأوروبي؟

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

حالة من التوتر تشهدها العلاقات الروسية الأوروبية، في ظل تهديد أوروبي بفرض عقوبات اقتصادية بسبب سجن المعارض الروسي أليكسي نافالني، الأمر الذي أثار الحديث عن احتمال فرض عقوبات جديدة.

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن موسكو مستعدة لقطع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي إذا فرض عليها عقوبات اقتصادية مؤلمة.

وأعلن 3 دبلوماسيين أوروبيين لرويترز، الخميس، أن من المرجح أن يفرض الاتحاد الأوروبي حظراً على السفر وتجميداً لأصول حلفاء للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومن المحتمل أن يكون ذلك هذا الشهر، بعدما لمحت فرنسا وألمانيا إلى رغبتهما في المضي قدماً في الأمر.

محاكمة مثيرة للجدل

وعاد أليكسي نافالني إلى ساحة القضاء، اليوم الجمعة، لمحاكمته باتهامات بالقذف والسب وهي تهم يقول نافالني إن وراءها دوافع سياسية. وسُجن نافالني أبرز منتقدي فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي لنحو ثلاث سنوات بتهمة انتهاك الإفراج المشروط في قضية يصفها نافالني بأنها ملفقة.

وفي قضية القذف والسب، يواجه نافالني الاتهام بتشويه سمعة أحد قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية الذي شارك في مقطع فيديو ترويجي يدعم التعديلات الدستورية العام الماضي التي سمحت لبوتين بالترشح لفترتين أخريين في الكرملين بعد 2024 إذا رغب في ذلك.

ووصف نافالني المشاركين في الفيديو بأنهم خونة وإمًعات فاسدون. ويتهم السلطات باستخدام تهم القذف والسب لتشويه سمعته، بينما أثار اعتقاله احتجاجات في الشوارع بمختلف أنحاء روسيا.

التلويح بقطع العلاقات

وتعاني روسيا من عقوبات غربية أثرت عليها وهي تخشى فرض حزمة جديدة من العقوبات التي ستحدث ضررا على وضعها الاقتصادي خصوصا وهو ما دفعها إلى التلويح بقطع العقوبات.

وفي المقابل ترى موسكو أن لديها من الأوراق ما يكفي لإيلام الأطراف الساعية لفرض عقوبات عليها خاصة وأنها قادرة على التحكم في إمدادات النفط والغاز إلى الدول الأوروبية.

 ويعتبر الاتحاد الأوروبي ثالث أكبر تكتل في العالم مستهلك للطاقة، فيما تعتبر روسيا من أهم موردي الطاقة في العالم، وأهم مصدر للغاز والنفط للاتحاد الأوروبي.

ويرى مراقبون أن قرار فرض عقوبات على موسكو يحتاج إلى إجماع غير متوفر، خصوصاً أن هناك أصواتاً أوروبية تدعو لإعادة النظر في مشروع خط أنابيب الغاز “نورد ستريم2” وهو ما تصرّ عليه ألمانيا، إضافة إلى أن دولاً أوروبية تعارض في الأساس العقوبات الأوروبية على روسيا.

وكانت ألمانيا حذرت من أن روسيا قد تواجه المزيد من عقوبات الاتحاد الأوروبي بسبب سجن نافالني، لكنها أكدت مرة أخرى أن خط أنابيب “نورد ستريم 2” مع روسيا لا يمكن المساس به.

وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على كيانات في روسيا في أكتوبر 2020 على خلفية تسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني بمادة نوفيتشوك.

وعلى غرار ذلك تستشعر روسيا مخاوف جدية من إمكانية تشكيل تحالف غربي تقوده إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن التي لا تخفي عداءها لموسكو.

وتواجه العلاقات بين روسيا والغرب ضغوطا جديدة بسبب العديد من الملفات من أبرزها موضوع الحريات العامة، والاعتراض على توقيف نافالني وعلى التدخل الروسي في أوكرانيا.

وتحدث مصادر دبلوماسية أوروبية عن إمكانية فرض الاتحاد الأوروبي حظرا على السفر وتجميدا لأصول حلفاء للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعدما لمحت فرنسا وألمانيا إلى رغبتهما في المضي قدما في الأمر.

وزاد ضغط العقوبات منذ أن أثارت موسكو غضب الدول الأوروبية في الأسبوع الماضي بطرد دبلوماسيين من ألمانيا وبولندا والسويد بدون إخطار مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي الذي كان يقوم بزيارة لموسكو. وتقول باريس وبرلين إنه يتعين أن يكون هناك رد فعل.

وأعرب الكرملين عن استعداده لخطوة العقوبات المنتظرة على لسان المتحدث باسمه دميتري بيسكوف الذي قال “على موسكو الاستعداد للعقوبات الأجنبية.”

وردت وزارة الخارجية الألمانية الجمعة على التصريحات التي أدلى بها لافروف بأنها “مثيرة للقلق”.

ويقول مراقبون أن قطع العلاقات من مختلف جوانبها يبقى خيار مستبعدا جدا لأنه سيلقي بظلال سلبية على العلاقات بين موسكو والغرب ولئن كانت ستعود بضرر كبير على روسيا نفسها وستتحول بالنسبة لها إلى معركة كسر عظام.

ربما يعجبك أيضا