مغامرات كلوب مع «الريدز» تواصل الانهيار.. وطوفان جوارديولا يُغرق الجميع

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

هزيمة جديدة لأبناء ليفربول، وأخطاء فادحة باتت تُكلفهم الخروج المُبكر من سباق المنافسة على حصد لقب الدوري الإنجليزي لكرة القدم هذا الموسم.

ففي الوقت الذي تنهار فيه مغامرات المدرب الألماني يورجن كلوب مع الريدز شيئًا فشيئًا، لمعت نجوم مانشستر سيتي رفقة بيب جوارديولا في سماء البريميرليج، محققين للعديد من الأرقام المربحة خلال هذا السباق الشرس، أهمها التحليق في الصدارة، الأمر الذي وضع حامل لقب الموسم الماضي في حالة طوارئ حقيقية!

الهزائم تتوالى

جانب من لقاء اليوم

بهزيمة جديدة وأخطاء فادحة، واصل ليفربول مسلسل الهزائم والنتائج السلبية، اليوم السبت، في مشواره هذا الموسم بمسابقة البريميرليج، إذ سقط في فخ الخسارة أمام مضيفه ليستر سيتي بثلاثة أهداف مقابل هدف، في المباراة التي أقيمت على ملعب “كينج باور”، ضمن مواجهات الجولة الرابعة والعشرين.

بدأ كرنفال الأهداف، النجم الدولي المصري محمد صلاح بتسجيل هدف الريدز الوحيد في الدقيقة 67 بعد تمريرة رائعة من البرازيلي فيرمينو، لكن الرياح عادة تأتي بما لا تشتهي السفن، ليفاجئ ثعالب ليستر الجميع بتمزيق شباك حامل اللقب بثلاثة أهداف قاتلة دمرت حارس مرماه وتلاعبت بخطوط دفاعه.

7 دقائق في هذه المباراة، كانت كفيلة بقلب الطاولة على أبناء ليفربول، ليستمر مسلسل النتائج المخيبة لـ3 مباريات متتالية، والتي تعد هي الأولى لليفر في الدوري الإنجليزي منذ نوفمبر 2014 والتي كانت تحت قيادة براندن رودجرز مدرب ليستر الحالي.

الثلاث هزائم المتتالية اختتمها أبناء كلوب بهزيمة اليوم أمام ليستر، وعلى ما يبدو فهم لم يتعلموا الدرس مطلقًا، خاصة بعد الضربة القوية التي تعرضوا لها على يد مانشستر سيتي بالوقوع في فخ الهزيمة أمامهم بحصن الـ”آنفيلد” الأسبوع الماضي بـ4 أهداف مقابل هدف يتيم، ضمن منافسات الجولة الـ23.

بداية التعثر الحقيقية، جاءت في مطلع شهر فبراير الجاري، بعد أن مُني الليفر بخسارة مفاجئة على أرضه أمام برايتون 0-1، الأمر الذي بدأ في تعقيد مهمة الفريق بشكل أساسي في سعيه للحفاظ على اللقب.

فبعد أن بدا أن رجال يورجن كلوب قد اجتازوا المرحلة الحرجة بتحقيق انتصارين ضد توتنهام ووست هام، بعد خمس مباريات من دون فوز، جاء برايتون المتواضع لقلب الأمور مجددًا، لتكون هذه الهزيمة هي أولى خطوات التعثر الحقيقي لليفر في مشواره هذا الموسم، إذ وضعت الريدز -حينها- في المركز الرابع بفارق سبع نقاط عن مانشستر سيتي المتصدر، والذي حافظ على صدارة الترتيب منذ ذلك الحين، وحتى يومنا هذا.

أخطاء كارثية

11 1

مباراة اليوم، وبشكل مخيف أظهرت حجم المعاناة التي يمر بها ليفربول هذا الموسم، مما طرح التساؤلات حول ما إذا كان الفريق قد نفذت كل أفكاره؟ أم أنه بات مسلمًا للأمر الواقع؟

مما لا شك فيه أن الليفر يمر بفترة صعبة للغاية، خاصة في غياب العديد من اللاعبين بسبب كثرة الإصابات التي شلت حركة الفريق، وأظهرت مزيد من نقاط الضعف التي من شأنها قلب النتائج للنقيض.

ظهر ذلك جليًا في مباراة اليوم، حيث جاء التهديد الحقيقي لمرمى الريدز، بعد مرور نصف ساعة من بداية اللقاء، بعرضية من هارفي بارنز في الدقيقة 35 سددها فاردي برأسية تصدى لها أليسون بسهولة.

وبعد 7 دقائق انفرد فاردي بمرمى أليسون لكن تسديدته تصدت لها العارضة، وفي الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول انفرد فاردي مرة أخرى لكن تلك المرة تصدى لها أليسون، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.

في الشوط الثاني، ورغم أن النجم صلاح قد حسم الأمور إلى حد ما بعد مرور أول 10 دقائق بتسجيل الهدف الأول للريدز، إلا أن الأخطاء الكارثية بدأت في الظهور رويدًا رويدًا.

ففي الدقيقة 80، استطاع جيمس ماديسون تسجيل هدف التعادل بتسديدة أرضية مرت من الجميع، وسكنت شباك الريدز، لكن حكم الراية رفض احتساب الهدف، لتحتسبه تقنية الفيديو هدفًا فيما بعد.

لم تمر دقيقة واحدة فيما بعد مرور الكرام، إذ ارتكب دفاع ليفربول خطأ فادحًا بعدما فشل حارس مرماه أليسون بيكر ومدافعه أندرو روبرتسون في تشتيت كرة طولية ليمهداها لفاردي الذي سجل في الشباك الخالية بسهولة.

وفي الدقيقة 86 أضاف هارفي بارنز الهدف الثالث بعد تمريرة بينية من ويلفريد نديدي، ليسجل على يسار أليسون، معلنًا انهيار ليفربول بثلاثية ليستر المدمرة.

وبهذه النتيجة، رفع ليستر رصيده إلى 46 نقطة، منتزعًا المركز الثاني من مانشستر يونايتد “45 نقطة”، الذي يلعب غدًا الأحد، ضد وست بروميتش ألبيون.

أما ليفربول فتوقف رصيده عند النقطة 40 في المركز الرابع وهو معرض لخسارة هذا المركز إذا ما فاز تشيلسي الخامس “39 نقطة” على نيوكاسل الإثنين في المرحلة عينها.

مستشفى ليفربول.. وتفاقم «الأزمات»

55 1

كثرة إصابات “الريدز” هذا الموسم تُعد من أبرز المشكلات، -إن لم تكن صلب المشكلة ذاتها- التي أدخلت حامل اللقب في نفق مظلم هذا الموسم، إذ لم تكتف القائمة الطويلة التي تحتوي على عدد لا حصر له من اللاعبين في مستشفى ليفربول، لتعلن عن إصابة جديدة قد تزيد الطين بلة، وتفاقم الأوضاع من السيئ للأسوأ.

ففي مباراة اليوم، تعرض جيمس ميلنر لإصابة مبكرة، وتم استبداله في الدقيقة 15 من شوط المباراة الأول ليحل تياجو ألكانتارا بديلًا له.

وتُعد إصابة ميلنر هي الإصابة الرابعة لليفربول خلال 6 أيام، حيث انضم لفابينيو، بن ديفيز، يفوك أوريجي، وديوجو جوتا ونابي كيتا.

ومن قبل كان الثلاثي فيرجل فان ديك، جو جوميز، وجويل ماتيب قد تعرضوا أيضًا لإصابات نهاية الموسم، لتشكل لعنة الإصابات كابوسًا حقيقًا وتحديًا للمدرب الألماني الذي بات على وشك الانهيار.

وفنيًا، نجد أن كل هذه الإصابات، أعاقت بالطبع حركة ليفربول هذا الموسم، الأمر الذي اضطر كلوب لاستخدام لاعبين في غير مراكزهم، مثل وضع لاعبي الوسط فابينيو وجوردان هيندرسون في خط الدفاع، مما أدى إلى أخطاء كارثية ظهرت بشكل واضح في لقاءات الليفر أمام خصومه.

من ناحية أخرى، يواجه الليفر عقبات أخرى، تلخصت في المشاكل الفنية والنفسية لثلاثي الهجوم الشهير، محمد صلاح، ساديو ماني، وروبرتو فيرمينو، التي بدأت بالتفاقم هذا الموسم، حتى أصبح الثلاثي الأكثر فتكًا في أوروبا، عاجزًا تمامًا على التسجيل في مباريات عديدة.

وبالرغم من أن صلاح -على الصعيد الفردي- حافظ نسبيًا على معدله التهديفي برصيد 17 هدفًا موسعًا الفارق مع منافسيه آملًا في تحقيق لقب هداف البطولة هذا الموسم، إلا أن فيرمينو وماني تراجعا كثيرًا، ليفقد الثلاثي التناغم فيما بينهم، مما أفقد الفريق بريقه وقوته.

كلوب يرفع الراية البيضاء

Scoring table premier league Liverpool Leicester City

انهيار نتائج ليفربول، ومواصلة مسلسل نزيف النقاط، وضع الألماني يورجن كلوب اليوم في حالة يرثى لها، مما جعله يرفع الراية البيضاء، مؤكدًا على تنازل الريدز عن المنافسة على لقب البريميرليج هذا الموسم، إذ أعلنها كلوب بكل وضوح خلال تصريحاته الخاصة بالمؤتمر الصحفي عقب مباراة اليوم.

فعند سؤاله على الاستمرار في المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي، وما إذا كانت هذه الهزيمة ستجعل الفريق يتنازل عن الدفاع عن لقبه، أجاب كلوب قائلًا: “لا أصدق ما أقوله، ولكن للأسف نعم، هذا صحيح”.

وعن أحداث اللقاء، تابع كلوب: “سجلنا هدفًا رائعًا لكننا استقبلنا هدفًا غريبًا، من تسلل”، مضيفًا: “علينا مواصلة العمل، لنفوز بالمباريات، ونعود للنتائج الإيجابية، علينا أن نتجنب تلك الأخطاء، ولكن أخطاء حكام الفيديو لا يمكننا تجنبها”.

وعن أوزان كاباك، الذي ظهر لأول مرة في تشكيل ليفربول، قال كلوب: “كنا نعلم أن أوزان لاعب جيد، ولكننا نعلم أنه غير معتاد على طريقة لعبنا، أليسون يحب الخروج من المرمى، وهو لم يعلم ذلك، حدثت هذه الأخطاء الآن، رغم أن الوقت الصحيح لها أن تحدث في فترة ما قبل الموسم”.

وأشار: “لدينا مباراة صعبة يوم الثلاثاء أمام لايبزيج، ثم سنلعب الديربي، نحن نفكر في هذه المباريات الآن ولا نبحث عن الأعذار، كان علينا أن نفعل ما هو أفضل اليوم”.

وكان كلوب قد علق على سقوطه أمام السيتي الأسبوع الماضي أيضًا، وعن فرص تواجد الليفر في المراكز الأربعة الأولى، قائلًا: “سنحاول كل شيء، هناك عدد كاف من المباريات لتأمين ذلك، لكن علينا تحقيق الانتصارات أولًا”.

طوفان جوارديولا

5 3

ومن هزائم الليفر، إلى طوفان مانشستر سيتي الذي أغرق بصحوته هذا الموسم العديد من الأندية، كان على رأسها ليفربول ذاته، وفي عقر داره كما أشرنا من قبل.

وفي مهمة جديدة، أتمها أبناء الإسباني بيب جوارديولا، اليوم على أكمل وجه، حقق السيتي فوزًا كبيرًا في قمة مباريات الجولة رقم 24 من منافسات البطولة، بحسم قمة توتنهام بثلاثية نظيفة على ملعب الاتحاد.

وسجل ثلاثية السيتي رودريجو من ركلة جزاء في الدقيقة 23، وإلكاي جوندوجان هدفين في الدقيقتين 50 و66.

وبهذه النتيجة عزز السيتي صدارته لجدول الترتيب، بعدما رفع رصيده إلى 53 نقطة، بينما تجمد رصيد البرتغالي جوزيه مورينيو عند 36 نقطة في المركز الثامن.

ومباراة اليوم، ثأر السيتي من خلالها لخسارته أمام الفريق اللندني صفر-2 في المرحلة التاسعة في 21 نوفمبر الماضي من ناحية، ومن ناحية أخرى حقق الفوز في آخر 16 مباراة له في جميع المسابقات.

وعلى الصعيد الفردي عزز اللاعب “غوندوغان” موقعه على لائحة الهدافين برصيد 11 هدفًا، بينها ثمانية أهداف هذا العام.

وفي تصريحات ما بعد المباراة، قال جوارديولا: “أنا سعيد بمستوى جوندوجان، لقد فاز بجائزة لاعب الشهر بالدوري الممتاز في يناير، وإذا واصل اللعب بنفس الطريقة، سيفوز أيضًا بالجائزة لشهر فبراير”.

وعن لقاء الليفر قال جوارديولا: “بالطبع ليفربول يمكن أن يخسر المباريات، لكنه نفس الفريق الذي واجهته في السنوات الماضية، ليس لديهم الحسم داخل المنطقة كما اعتادوا أن يفعلوا في الماضي، ولكن أمام ليستر أظهروا أن لديهم القدرة”.

وتابع: “كرة القدم عبارة عن مجموعة من المشاعر وليست تكتيكات طوال الوقت، ليفربول ما زال يحتفظ بإمكانياته، جودة الضغط على المنافس، اللعب الهجومي، وهم يصنعون فرص أكثر من المنافس، أنا أستمتع بمشاهدة ليفربول”.

الفيتشر 5

في النهاية وما بين هذا وذاك، أكد سيتي بطوفان انتصاراته المتتالية على استعداده الجيد للقمم المرتقبة المقبلة ضد إيفرتون الأربعاء، المقبل وأرسنال الأحد المقبل في المرحلتين 25 و26 من منافسات البريميرليج.

وعلى صعيد آخر، يستعد السيتي لثمن نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا أمام بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني ذهابًا في 24 فبراير الحالي، قبل أن يستضيفه إيابًا في 16 المقبل.

أما الليفر فيبتعد حاليًا بفارق 13 نقطة كاملة، عن السيتي المتصدر في الدوري، كما خرج من منافسة كأس الاتحاد، ومني بهزائم تاريخية هذا الموسم، إلى جانب أنه معرض لتهديد حقيقي بالإقصاء من دوري أبطال أوروبا.

ربما يعجبك أيضا