عون والحريري يتبادلان الاتهامات بتعطل تأليف الحكومة

مي فارس

رؤية- مي فارس

استغل  رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري اليوم الأحد كلمته في مرور 16 سنة على استشهاد والده رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري ليكشف تفاصيل الخلاف بينه وبين الرئيس ميشال عون  متهماً إياه بتعطيل تأليف، وأكد إنه لا يمكن إنقاذ بلاده من أزمتها الحالية بدون دعم الدول العربية والمجتمع الدولي.

ورد المكتب الإعلامي للقصر الجمهوري على كلام الحريري قائلاً: “مرة جديدة استغل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ذكرى استشهاد والده الرئيس رفيق الحريري ، ليلقي كلمة تناول فيها ملابسات تشكيل الحكومة العتيدة وضمّنها مغالطات كثيرة وأقوال غير صحيحة لسنا في وارد الرد عليها مفصلا لتعذر اختصار 14 جلسة ببيان . لكن تكفي الإشارة إلى أن ما أقر به رئيس الحكومة المكلف في كلمته، كاف للتأكيد بانه يحاول من خلال تشكيل الحكومة فرض أعراف جديدة خارجة عن الأصول والدستور والميثاق”.

وألقى الحريري باللوم على عون في عرقلة تشكيل الحكومة. وقال إنه قدم لعون تشكيلة حكومة 14 مرة ولكنه لم يوافق عليها متذرعا بالحفاظ على حقوق المسيحيين وان آخر مرة كانت منذ يومين.

وأضاف الحريري إن “جواب فخامة الرئيس الأولي بصراحة لم يكن مشجعا وعاد إلى نغمة 6 زائد الطاشناق (الأرمني المسيحي) أي الثلث المعطل” في إشارة إلى ثلث أعضاء الحكومة بما يخوله الاعتراض على القرارات المهمة. لكن الحريري قال إن “هذا مستحيل.”

يعاني لبنان من انهيار مالي مع تصاعد الدين الوطني وارتفاع معدلات البطالة وتراجع العملة مما أدى إلى زيادة التضخم.

تتزعم فرنسا الجهود الدولية لإنقاذ لبنان. وسافر الحريري في الأسابيع الماضية إلى مصر والإمارات وفرنسا. وتشكل الحكومة الجديدة الخطوة الأولى في خارطة طريق فرنسية. وتتضمن المبادرة الفرنسية خطوات للتصدي للفساد المستشري وتنفيذ الإصلاحات اللازمة لتحريك مساعدات دولية بمليارات الدولارات لإصلاح الاقتصاد الذي انهار بسبب تراكم الديون.

وقال الحريري “في كل لقاءاتي العربية والدولية، وفي كل اتصالاتي التي أجريتها، هناك جهوزية واستعداد لا بل حماس، لمساعدة لبنان، لوقف الانهيار، لإعادة إعمار بيروت.

وأكد الحريري أنه “ليس هناك مخرج من الأزمة بمعزل عن العرب والمجتمع الدولي ومن دون مصالحة عميقة مع الأشقاء العرب والتوقف عن استخدام البلد منصة للهجوم على دول الخليج العربي وتهديد مصالح اللبنانيين”.

أضاف: “هذه معادلة أرساها الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل خطوة نقوم بها هي من وحي مدرسته، لخدمة لبنان واللبنانيين. ليس لخدمة أحد أخر”.

 وأدانت محكمة مدعومة من الأمم المتحدة عضوا في “حزب الله” في  كانون الأول بالتآمر لقتل رفيق الحريري في تفجير 2005.  

ولفترة طويلة كانت دول الخليج تدعم الاقتصاد اللبناني الهش، لكن هذه الدول تبدو غير راغبة في المساعدة لتخفيف أسوأ أزمة مالية في بيروت منذ عقود وتلقي باللائمة على تنامي قوة جماعة حزب الله المدعومة من إيران. وكُلف الحريري، وهو رئيس وزراء سابق، بتشكيل حكومة بعد استقالة مصطفى أديب في سبتمبر أيلول. ويجد الحريري صعوبة حتى الآن في تشكيل حكومة لتقاسم السلطة مع جميع الأطراف اللبنانية، بما في ذلك حزب الله المتحالف مع إيران.

ربما يعجبك أيضا