«لا تفاوض».. إيران تهدد بتقليص التزاماتها بالاتفاق النووي

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

الهوة التي بدت أنها ستتقلص بين إيران والولايات المتحدة، عقب فوز جو بايدن بالانتخابات الأمريكية، وتصريحاته بشأن هذا الملف تبدو اليوم أنها تتسع أكثر، حيث جدد الرئيس الإيراني حسن روحاني رفض بلاده العودة إلى الاتفاق النووي الموقع عام 2015 ضمن اتفاق أشمل وأوسع.

لا تفاوض

وفي كلمة بثها التليفزيون الإيراني، قال روحاني: “لن يتم إضافة أي شيء إلى الاتفاق النووي، إما أن تعودوا إليه أو ألا تعودوا”، في الوقت الذي أكد فيه المرشد الإيران علي خامنئي مجدداً على هذا الموقف، اليوم الأربعاء، بقوله: “ننتظر أفعالا لا أقوالا من أطراف الاتفاق النووي”.

وأضاف روحاني: إنه “لن تتم إضافة أي بنود إلى خطة العمل الشاملة المشتركة للاتفاق النووي، لا القضايا الإقليمية ولا برامج التسلح الدفاعي الإيرانية، وكما قلنا مرات عديدة، لا مكان للأسلحة النووية في برنامجنا الدفاعي. إذا قال العالم كله إنه من الجيد أن تمتلك إيران سلاحاً نووياً فإن رأينا لن يتغير. سوف نلتزم بالعهد الذي قطعناه في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية والضمانات”.

وتأتي هذه المواقف بعد تصريح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بأن الطريق إلى الدبلوماسية مفتوح الآن إلا أن طهران لا تزال بعيدة عن الالتزام بتعهداتها، ، لكنه لم يعلق على ما إذا كانت إدارة بايدن لديها اتصال مباشر مع المسؤولين الإيرانيين.

وشدد روحاني على أن إيران تتعاون مع المفتشين الدوليين ولا تسعى لامتلاك سلاح نووي، كما جدد التأكيد على أن بلاده ستعود لتنفيذ التزاماتها في الاتفاق إذا تم رفع العقوبات المفروضة عليها.

وأكد روحاني أن بلاده لن تقبل بأي تعديل على الاتفاق بعدما صمدت أمام كل الضغوط التي مارسها الرئيس الأمرسكي السابق دونالد ترامب، وقال مخاطبا القوى الغربية: “إما أن تقبلوا أو لا تقبلوا بالاتفاق على شكله الحالي”.

وجاءت تصريحات روحاني على عكس تصريحات محمود علوي وزير الاستخبارات الإيراني  الذي هدد بإنتاج سلاح نووي في حال استمرت الضغوط على إيران.

وقال علوي: إنه “منذ عام 1989 تحدثت أنا والسيد رفسنجاني مع المرشد الأعلى بخصوص البرنامج النووي، وكان رأينا موحدا دوما بأننا لن نذهب لإنتاج سلاح نووي وفق فتوى المرشد، لكننا نعمل على الحصول على التكنولوجيا النووية السلمية، وهذا حقنا، فنحن عضو بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية والضمانات، ونتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وننفذ شروط التفتيش، ولا نريد أن يكون لدينا برنامج سري لا اليوم ولا أمس ولا غدا”.

ويشير روحاني إلى أنه رفض طلب ترامب 8 مرات لإجراء محادثات حول الصواريخ والقضايا الإقليمية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلا “لو أردنا التفاوض حول القضايا لعاد ترامب إلى الاتفاق، وأبلغت مبعوث ترامب أنه لن تتم إضافة أية بنود على الاتفاق النووي”.

إنهاء التفتيش المفاجئ

أبلغ ممثل إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية كاظم غريب أبادي، الوكالة بشأن خطة بلاده لإنهاء سلطات التفتيش الشاملة، الممنوحة للوكالة بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وقال كاظم غريب أبادي: “سيتم تنفيذ قانون (أقره) البرلمان في الوقت المحدد، وتم إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم”، وأشار إلى أنه تم إبلاغها “لضمان الانتقال السلس إلى مسار جديد في الوقت المناسب”.

ويلزم القانون الذي أقره البرلمان الإيراني، الحكومة بإنهاء عمليات التفتيش المفاجئة التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 21 فبراير، وقصر عمليات التفتيش التي تجريها على المواقع النووية المعلنة فقط.

ونددت فرنسا وألمانيا وبريطانيا بقرار إيران إنتاج اليورانيوم المعدني، معتبرة الأمر خرقا لالتزامات إيران تجاه المجتمع الدولي، وأضافت الدول الثلاث في بيان: “نحث إيران بشدة على وقف هذه الأنشطة من دون تأخير، وعدم اتخاذ أي خطوات جديدة لا تتفق مع برنامجها النووي”.

وأضاف البيان: “بتصعيد عدم التزامها (بالاتفاق)، تقوض إيران فرصة تجددالدبلوماسية لتحقيق كامل أهداف الاتفاق النووي”.

مدير الطاقة الذرية يزور طهران

وردا على التصعيد الإيراني، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الثلاثاء، أن مديرها العام رافاييل غروسي، اقترح زيارة طهران من أجل إيجاد حل لاستمرار التعاون مع المنظمة الدولية.

وأعلن مندوب إيران لدى الوكالة كاظم غريب آبادي على حسابه في “تويتر” اليوم الأربعاء أن زيارة غروسي تهدف لإجراء “مشاورات فنية بشأن كيفية مواصلة التعاون في ظل الاتفاقات والتطورات الأخيرة”.

وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية زيارة غروسي إلى طهران، مشيرة إلى أن الزيارة «تهدف للاتفاق على حلول تمكنها من مواصلة أنشطة التفتيش الرئيسية في إيران».

رفع تخصيب اليورانيوم

في الأشهر الأخيرة، قلصت إيران التزاماتها بشكل كبير بما في ذلك رفع تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، وتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة،  كما زادت احتياطياتها من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5% بأكثر من 10 أضعاف الحد المسموح به في الاتفاق النووي.

هذا فيما أشارت إسرائيل، الثلاثاء، إلى احتمال عدم تواصلها مع الرئيس الأمريكي جو بايدن حول استراتيجية التعامل مع برنامج إيران النووي، وحثت على تشديد العقوبات على طهران وتوجيه “إنذار عسكري يعتد به” لها.

ويتحدث محللون عن فرصة لا تزال قائمة لإنقاذ الاتفاق، مؤكدين أنه يتعين على الدول الكبرى التحرك سريعا.

ويتخوف الغرب من الانتهاكات التي تسجل على صعيد الاتفاق والتي تعني أن إيران تتجه بوتيرة متسارعة نحو تحقيق “اختراق” بامتلاك قدرات بناء قنبلة نووية، في حين تشكل الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في يونيو عامل خطر كبيرا.

وينص الاتفاق النووي على توفير إيران ضمانات بالامتناع عن صنع قنبلة نووية مقابل تخفيف تدريجي للعقوبات الدولية المفروضة عليها.

ربما يعجبك أيضا