ملامح دراما رمضان 2021.. تكسر تابو الـ 30 حلقة وهيمنة للبطولة النسائية

أماني ربيع

أماني ربيع

بدأت الدراما المصرية مسيرتها في السيتينيات والسبعينيات عبر تقديم حلقات قصيرة من خماسيات أو سباعايات ثم أصبحت بعد ذلك 12 أو 15 حلقة، ومع منتصف التسعينيات تحولت إلى 30 حلقة بشكل عام تصل أحيانا إلى 40 أو 45 في المسلسلات التي تتناول حقبة تاريخية معينة، أو المسلسلات الاجتماعية ذات الأجزاء.

لكن في هذه الفترة لم يسيطر شكل معين للدراما على الشاشة، فكانت هناك السهرات التلفزيونية المكونة من حلقة واحدة، والمسلسلات القصيرة، بخلاف انتشار دراما الأجزاء بقوة في وجود كتاب كبار مثل محمد جلال عبد القوي وأسامة أنو عكاشة ومحفوظ عبد الرحمن، وكان هناك تنوع بين التاريخي والاجتماعي والديني والرومانسي، بخلاف المسلسسلات المتصلة المنفصلة.

ومع بداية الألفية، مثلت الثلاثون حلقة مشكلة حقيقية بالنسبة للمؤلفين، وتحدث النقاد والمشاهدون على السواء عن أسلوب المط والتطويل الذي يطال الأحداث بسبب “تارجت” الـ 30 حلقة المطلوب خصوصا في دراما شهر رمضان.

واللافت خلال آخر 3 سنوات، هو انتشار ظاهرة المسلسلات الـ 45 حلقة والـ 60 حلقة، على غرار المسلسلات التركية والمكسيكية والبرازيلية، والتي تمتد أحيانا إلى أكثر من موسم.

وأظهرت هذه المسلسلات وجود أزمة حقيقية في الكتابة الدرامية في مصر، من ناحية سطحية التناول وركاكة الحوار والفكرة التي تكون غالبا معتمدة على فورمات أجنبي، ما جرد الدراما المصرية التي تعتبر جنسا فنيا أصيلا له تاريخ من الإبداع من الأصالة والهوية، وجاءت تلك الأعمال ممسوخة ولا تشبه المجتمع، في مجاراة لموضة تعتمد بشكل أساسي على الترويج علر السوشيال ميديا والتريند والإعلانات، ثم يمسى كل شيء عنها بعد ذلك ولا تبقى في الذاكرة.

دراما مكثفة بلا ملل

لكن بمرور الوقت بدأ بعض الكتاب يحاولون التنويع وتقديم أفكار جديدة لجذب الجمهور الذي تزايد وعيه، وباتت هناك أعمالا أخرى تجتذبه منها أعمال المنصات الرقمية ذات الحلقات القليلة والتي تمتاز بحبكات ممتازة وكتابة وإخراج جيدين.

كانت أولى التجارب مسلسل “نصيبي وقسمتك” من بطولة هاني سلامة، بمشاركة مجموعة من النجمات والذي نجح بشكل كبير عبر قصص متصلة منفصلة كل قصة مكونة من عدة حلقات، شكلت وجبة متنوعة للمشاهدين، وحازت الإعجاب بسبب الأفكار الجديدة والكتابة المتميزة لعمرو محمود ياسين الذي قدم مواسم جديدة من المسلسل.

بعد ذلك انتشرت فكرة المسلسل الذي يدور في إطار معين وغالبها عن المرأة ويقدم حكايات مختلفة بأبطال مختلفين سواء في خمس حلقات أو عشر حلقات ومنها مسلسل “إلا أنا” الذي ناقش عدة قضايا تخص المرأة، منها صورة المرأة المطلقة، وتكيف المصابين بالبهاق مع المجتمع، وغيرها من القضايا.

وفي 2019، قدمت الفنانة دنيا سمير غانم مسلسل في رمضان بعنوان “بدل الحدوتة 3” وفي برومو المسلسل تحدثت بشكل مباشر عن الهدف منه وهو تقديم حكايات مختلفة منعا لملل المشاهد وقدمت 3 حكايات منفصلة بـ 3 شخصيات مدة كل حكاية 10 حلقات.

وساهمت دراما المنصات الرقمية في الترويج لهذه المسلسلات، حيث قدمت منصة شاهد من إنتاجتها الأصلية مسلسلات “جمجوم وبمبم” و”إلا أنا”، و”اللعبة” في موسمين و”في كل أسبوع يوم جمعة” من 10 حلقات، وقدمت منصة “ووتش إت” مسلسل “شديد الخطورة” في 7 حلقات و”حشمت في البيت الأبيض” 13 حلقة.

وخارج السباق الرمضاني، لاحظنا أيضا مؤخرا اتجاها كبيرا للمسلسلات الخماسية والسداسية والسباعية، حيث عرض منها مسلسل “شديد الخطورة” بطولة أحمد العوضي، والذى أذيع في ٧ حلقات فقط، فيما تصور الفنانة إلهام شاهين حاليا خماسية بعنوان “حتة منى” تأليف شهيرة سلام وإخراج حسام على.

فيما عرض العام الماضى مسلسل “ليه لأ” بطولة أمينة خليل، في ١٥ حلقة، وكذلك مسلسل “جمجوم وبمبم” في ١٥ حلقة، ومسلسل “في كل أسبوع يوم جمعة” قُدم خلال ١٠ حلقات فقط، أما مسلسل “حشمت في البيت الأبيض” بطولة بيومي فؤاد فتم تقديمه في ١٣ حلقة.

النجوم والـ 15 حلقة

وبدأ هذا الاتجاه يتزايد ويغزو الدراما الرمضانية وهو ما سنشاهده هذا العام، حيث تسعى شركات الإنتاج لتقديم دراما مكثفة بعيدا عن المط والتطويل.

ويكسر عدد من النجوم تابو الـ 30 حلقة في رمضان، وسيقدمون أعمالا من 15 حلقة، وكعادتها في حب التغيير، وقررت دنيا سمير غانم هذا العام أن تقوم بهذه المغامرة من خلال مسلسل “المدينة” الذي يكتبه هشام جمال وعمرو وهبة، ويخرجه هشام جمال.

ومن أوائل المتحمسين للفكرة أيضا الفنان يوسف الشريف عبر مسلسل “كوفيد 25″، حيث أعلنت زوجته الكاتبة إنجي علاء أن المسلسل من 15 حلقة فقط.

ويعرض في رمضان أيضا مسلسل “حكايتها” الذي سيتكون من خماسيات، والذي تشارك فيه الفنانة إلهام شاهين بعد غياب عن الدراما بحكاية “حتة مني” من تأليف شهيرة سلام وإخراج حسام علي، ويناقش مشكلات المرأة بعد الأربعين.

وهو نفس عدد حلقات مسلسل “بين السما والأرض” من بطولة هاني سلامة ودرة الذي سيشارك به في رمضان المقبل، والمأخوذ عن قصة الأديب نجيب محفوظ الشهيرة التي تحولت إلى فيلم، ويكتب سيناريو العمل الحديد إسلام حافز، ويخرجه ماندو العدل.

ويشارك فنان “مسرح مصر” علي ربيع في ماراثون رمضان أيضا، بمسلسل من 15 حلقة فقط، وكالعادة يدور في إطار كوميدي ويخرجه معتز التوني.

حضور لافت لتاء التأنيث

واللافت هذا العام هو الحضور المميز للبطولات النسائية في الدراما الرمضانية، حيث تتصدر عدد من النجمات مسلسلات ذات ميزانيات مرتفعة وتتناول قضايا متعددة، ومعظمهن من نجمات الصف الأول الشابات، بخلاف فنانات يخضن تجربة البطولة المطلقة لأول مرة.

من رمضان الماضي يأتي مسلسل “تقاطع الطرق بطولة منى زكي، والذي كان من المفترض أن يعرض العام الماضي لكن حالت كورونا دون ذلك، ويشاركها في بطولة المسلسل نجمان من العيار الثقيل هما محمد فراج ومحمد محمود، والكتابة والإخراج للمتميز تامر محسن صاحب “بدون ذكر أسماء” و”هذا المساء”.

وللعام الثاني تنافس النجمة ياسمين عبد العزيز في رمضان بدراما رومانسية وفي هذا العام الجديد هو مشاركتها البطولة  في مسلسل “اللي مالوش كبير” مع زوجها أحمد العوضي في أول عمل مشترك بعد الزواج، حيث شاركها من قبل في مسلسل رمضاني سابق هو “لآخر نفس”.

وبعد نجاح تجربتها في “ليه لأ” الذي كان من المفترض أن يحلق بالموسم الرمضاني السابق، ثم تراجع منتجوه ليعرض خارج رمضان بنجاح، تقدم أمينة خليل هذا العام أول بطولة مطلقة لها في رمضان بعنوان “خلي بالك من زيزي” ويشاركها في بطولته محمد محمود، وكتبته ورشة تأليف بإشراف مريم نعوم، وسيناريو وحوار منى الشيمي ومجدي أمين، وإخراج كريم الشناوي.

ولأول مرة هذا العام أيضا، تنتقل الفنانة حنان مطاوع من خانة البطلة الثانية إلى البطولة المطلقة بمسلسل “ورد” الذي يشارك في بطولته كل من أحمد صيام، نضال الشافعي، سارة الشامي.

وتقدم روجينا هذا العام أيضا أول بطولة مطلقة لها في رمضان بمسلسل “بنت السلطان” الذي يشاركها في بطولته باسم سمرة، أحمد مجدي، ومن تأليف أيمن سلامة، وإخراج أحمد شفيق.

وتشارك روبي في رمضان هذا العام بمسلسل “شقة 6″الذي يدور في إطار من الإثارة والغموض داخل عمارة سكنية وبلا مشاهد خارجية تقريبا، ويشاركها بطولته شريف سلامة، صلاح عبد الله، محمود البزاوي، وسيناريو وحوار رفيق وسعاد القاضي، محمود وحيد، نبيل شعيب، ومن إخراج محمود كامل.

وفي ثاني بطولة مطلقة لها برمضان، بعد “لما كنا صغيرين” تقدم ريهام حجاج هذا العام “كل ما نفترق” والذي يشاركها في بطولته رانيا يوسف وآيتن عامر.

وتستمر دينا الشربيني في المنافسة الرمضانية بعد نجاح أعمالها السابقة “زي الشمس” و”لعبة النسيان”، وتقدم هذا العام مسلسل “قصر النيل” الذي يدور في إطار بوليسي حول لغز جريمة قتل تشاركها بطولته ريهام عبد الغفور ومن تأليف محمد سليمان عبد الملك.

ومن المستمرين أيضا في سباق رمضان أيضا، النجمة يسرا التي تقدم مسلسل لا يزال باسم مؤقت هو “حرب أهلية” ، ويشاركها في بطولته باسل خياط، جميلة عوض، تأليف أحمد عادل واخراج سامح عبدالعزيز.

كما تشارك نيللي كريم بمسلسل “ضد الكسر”، الذي يشاركها بطولته مصطفى درويش، حمزة العيلي، تارا عماد وهشام إسماعيل وعارفة عبدالرسول، من تأليف عمرو الدالي، وإخراج أحمد خالد.

ربما يعجبك أيضا