كيف سيدير بايدن العلاقات مع نظام الأسد ؟

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

جاء اختيار الرئيس الأمريكي الجديد، ليؤكد أن نظام الأسد سيعيش أياما صعبة للغاية، بل إن غالب تعيينات بايدن في إدارته الجديدة جاءت بمسؤولين لديهم مواقف حادة من الأسد شخصيا قبل نظامه، فوزير الدفاع الجديد لويد أوستن، ونائبة الرئيس كامالا هاريس، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جاك سوليفان، هاجموا النظام والأسد بشكل متواصل على مدار السنوات الماضية.

مستشار الأمن القومي جيك ساليفان ووزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن أكدا أن سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا ستكون مختلفة عن سياسة إدارة الرئيس باراك أوباما، التي لم تستطع حماية المدنيين، وقال معاذ مصطفى، المدير التنفيذي “لفريق عمل الطوارئ السورية” وهي مؤسسة مرخصة في الولايات المتحدة وعلى تواصل مع الإدارة الأمريكية الجديدة: “إنهم الساسة في الإدارة الجديدة يشعرون بالعار لعدم اتّخاذ إدارة أوباما في وقتها الخطوات اللازمة لوقف حمّام الدم في سوريا. من هنا كلنا أمل بأن تُصحح الإدارة الجديدة سياسة سلفها الديمقراطي”.

أول تصريح عن سوريا

وزير الخارجية الأمريكي قال: “فشلنا في منع وقوع خسائر مروعة في الأرواح وفي منع النزوح الجماعي للناس داخليًا في سوريا، وبالطبع في الخارج كلاجئين”، وأضاف: “في الوقت الذي كان لدى الولايات المتحدة نفوذ ما متبق في سوريا لمحاولة تحقيق بعض النتائج الإيجابية، لسوء الحظ ، قامت إدارة ترامب بتحويل ذلك إلى حد ما للانسحاب بالكامل في سوريا”.

فيما أدلى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، بأول تصريح من إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن حول سوريا، جدد فيها الدعوة إلى حل سياسي بموجب قرار الأمم المتحدة 2254.

بايدن، خلال حملته الانتخابية، ولقاءاته مع الجاليات الإسلامية في أمريكا، عبر عن بالغ حزنه عما يعانيه الشعب السوري، وتعهد برفع الظلم والجور، مستشهدا بالحديث النبوي الشريف، “من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه..”.

وقال برايس إنه “بالنسبة إلى سوريا نحن سنجدد جهود الولايات من أجل التوصل لحل السياسي وإنهاء الحرب الأهلية في سوريا بالتشاور مع حلفائنا وشركائنا وإشراك الأمم المتحدة”، وأضاف أن “أي تسوية سياسية يجب أن تدرس وتبحث الأسباب الجذرية للصراع الذي امتد لأكثر من عشر سنوات، وأن الإدارة الأمريكية ستستخدم الأدوات المتوفرة لها بما فيها الضغط الاقتصادي للدفع نحو إصلاح جدي والمحاسبة ومتابعة الأمم المتحدة دورها في التفاوض على تسوية سياسية بما يتوافق مع القرار الأممي 2254″، ووصف المتحدث الأمريكي سوريا بأنها “كارثة إنسانية”، داعياً إلى بذل المزيد من الجهود لمساعدة النازحين السوريين في الداخل والخارج.

فيما أكد المحلل السياسي مالك الحافظ  “أن ملف سوريا سيكون في عهدة وزارة الخارجية الأمريكية وليس مجلس الأمن القومي، ونحن نعوّل على المستشار جيك ساليفان للدفع به قدماً من أجل وضع حدّ لمأساة السوريين”، وأردف: “مواجهة روسية أمريكية مرتقبة في سوريا، لا سيما وأن الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، أفاد خلال أول خطاباته حول السياسة الخارجية الأمريكية برغبته في التخلص من استبداد روسيا”.

قيصر 2

متحدث باسم الخارجية الأمريكية قال إن إدارة بايدن “لن تتهاون في تطبيق قانون قيصر مع الحفاظ على المسار الدبلوماسي وتسهيل العمل الإنساني والإغاثي، للوصول إلى حل سلمي في البلاد، يتّجه فريق عمل قيصر إلى توسيع رقعة القانون من أجل تضييق الخناق على النظام ورئيسه بشار الأسد”.

وبحسب معلومات لـ”العربية.نت”، يعمل “فريق عمل قيصر” على قانون قيصر-2 لتقديمه إلى الكونغرس الأمريكي قريباً.

ويتضمّن بنوداً جديدة مرتبطة بتضييق طرق النظام لدفع رواتب عناصر الجيش السوري وتأمين السلاح له، وذلك لوقف عملياته العسكرية ضد المدنيين، كما يهدف قانون قيصر-2 وفق المعلومات إلى شدّ حبل المشنقة أكثر حول عنق النظام السوري ورئيسه بشار الأسد وكل من يُقدّم له الدعم المادي والعسكري، كي يتوقف عن ارتكاب المجازر بحق المدنيين السوريين، وبالتالي سيكون قيصر-2 أكثر تشدداً وقساوةً على النظام وحلفائه سواء كانوا أفراداً أو كيانات، وكل من يتواصل معه.

ربما يعجبك أيضا