لماذا يستميت الحوثي لاحتلال «مأرب» معقل الشرعية اليمنية ؟

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

في هجمة حوثية هي الأعنف والأخطر منذ سنوات، تشن الميلشيات الحوثية الإرهابية الموالية لإيران هجوما ضاريا على مأرب معقل قوات الشرعية التي يمثلها الجيش اليمني والقبائل المساندة، حيث تحاول مليشيات الحوثي الانقلابية التقدم والدخول إلى معقل الشرعية الرئيسي في محافظة مأرب، ولكن تم التصدي لها، إلا أنها واصلت الحشد.

معركة الجوف ومأرب، معركة وجود وليست كأي معارك أخرى في اليمن، فسقوط مأرب سيعني بشكل كبير سيطرة ميلشيا الحوثي على كامل الشمال اليمني، وهو ما يعني انتهاء قوات الشرعية بشكل كبير، فالمعركة مصيرية، ولا شك أن إيران وقادة الحرس الثوري الإيراني هم من خططوا لهذا المعركة، خصوصا أنها تأتي ضمن مخططات إيران التوسعية في المنطقة، والتي جاهرت بها طهران، وكذلك لأن محافظة مأرب تضم أكثر منابع النفط في اليمن، والسيطرة عليها تعني أن ميلشيا عبدالملك الحوثي أصبح لها قوة اقتصادية ليست بالهينة.

صحيح أن المليشيات الحوثية لم تنجح في احتلال مأرب طوال 5 سنوات أو تحييد قبائلها أو استمالتهم، وبالتالي فما لم تنجح فيه الميلشيا وهي في أوج قوتها، من المفترض أنها لن تحققه بعدما أصبحت ضعيفة وهزيلة وخسرت الآلاف من عناصرها، إلا أنها أخيرا أعلنت ما يسمى “النكف القبلي”، ودفعت بآلاف البسطاء والأطفال بصورة إجبارية لمحاور القتال.

مأرب كذلك هي بوابة صنعاء الاستراتيجية وهي الأمل الوحيد لتحرير صنعاء، ومأرب حصن الجمهوريين في اليمن في مواجهة الكهنوت الإمامي الجارودي، ودعم ثبات وصمود مأرب في مواجهة الهجمة الحوثية الوحشية، يعني كسر تلك الميلشيا وتفكيك مفاصلها، فعبدالملك الحوثي، ومن خلفه إيران، يعتبرون معركة مأرب معركة “حياة أو موت”، والتضحيات التي تقدمها وقدمتها قوات الشرعية في مأرب ستسطر في صفحات من نور عبر الأجيال.

المليشيات الحوثية زجت بعشرات الآلاف من المغرر بهم والأطفال في معارك ليس لهم فيها ناقة ولا بعير، الأمر الذي أدى لمقتل العشرات من هؤلاء الأبرياء.

استنزاف بلا نهاية

فيما قال المحلل السياسي في معهد كارنيجي أحمد ناجي، “إن كانت هناك مواجهة في حرب اليمن صُممت بدقة لالتهام أكبر عدد من المقاتلين، فهي معركة مأرب. ذلك أن المواجهات العسكرية التي تدور رحاها منذ خمس سنوات بين “الحوثيين” والتشكيلات العسكرية الموالية للحكومة المعترف بها دوليًا، والتي زادت وتيرتها مؤخرًا، أدت إلى مقتل الآلاف من الطرفين، في معارك الهجوم والهجوم المضاد. لا هزيمة كاملة في هذه الجبهة ولا انتصار كامل أيضًا. يُقاتل الطرفان في مساحة من الصعوبة تجاوزها. وتبدو الحرب فيها عملية استنزاف واسعة، وظيفتها الرئيسية إنهاك الجميع. حتى وإن قادت المواجهات إلى انتصار أحد الأطراف، فسيكون المنتصر أمام معركة استنزاف جديدة”.

وأضاف: لذلك، يبدو المشهد في مأرب كمعركة صفرية، لا يرى طرفاها سوى مواصلة القتال مهما بلغت التكاليف المادية والبشرية. الطرفان يدركان أن هذه المعركة ستحدد مصير خارطة السيطرة، والتحالفات، وجزءاً كبيراً من المشهد العام في اليمن في قادم الأيام. فهي ليست معركة جزئية على الهامش، بل مواجهة مؤجلة ومكثفة تدحرجت منذ العام 2014 من الكثير من المناطق، واستقرت في جبال مأرب وصحرائها.

صمود مأرب والعناصر العقائدية

ميلشيا الحوثي زجت كذلك بالآلاف من المقاتلين في هجومها على مأرب ورغم هزائم الجماعة والفاتورة الثقيلة التي تكبدتها في الأرواح والعتاد، إلا أنها استمرت في الهجوم ولكن حتى كتابة هذه السطور يتم صدها وتحرر المناطق التي احتلتها، ولكنها تحتفظ بالعناصر العقائدية التي تدربت على أيدي الحرس الثور الإرياني في آخر الصفوف، وتزج بالمجندين قسريا من الأبرياء والمدنيين الذي لا ناقة لهم ولا جمل في المعركة.

سيناريو السقوط

مأرب كذلك هي بوابة صنعاء الاستراتيجية وهي الأمل الوحيد لتحرير صنعاء، ومأرب حصن الجمهوريين في اليمن في مواجهة الكهنوت الإمامي الجارودي، ودعم ثبات وصمود مأرب في مواجهة الهجمة الحوثية الوحشية، يعني كسر تلك المليشيا وتفكيك مفاصلها، فعبدالملك الحوثي، ومن خلفه إيران، يعتبرون معركة مأرب معركة “حياة أو موت”، والتضحيات التي تقدمها وقدمتها قوات الشرعية في مأرب ستسطر في صفحات من نور عبر الأجيال.

ربما يعجبك أيضا