هل تواجه إمبراطورية ترامب شبح الانهيار الكامل؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

استدعاءات جديدة في التحقيق الجنائي بشأن أعمال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التجارية، والاشتباه في تورط شركته في سلوك إجرامي يشمل تزوير مستندات والتهرب الضريبي. بحسب «رويترز» فإن مكتب المدعي العام في مانهاتن لم تقل إلا القليل حول التحقيق، ولكن لوحظ في إيداعات المحكمة أن ملف القضية كان مركزا على «السلوك الإجرامي المحتمل واسع النطاق وطويل الأمد» في مؤسسة ترامب، بما في ذلك التزوير المزعوم للسجلات، والاحتيال في التأمين والضرائب.

TrumpFinances

تفاصيل صادمة

صحيفة «نيويورك تايمز » قالت إن التحقيقات تتوسع بشأن أعمال الرئيس ترامب التجارية في نيويورك، لتشمل إعفاءات ضريبية بملايين الدولارات، ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن التحقيقين أحدهما جنائي، يجريه مكتب المدعي العام في مانهاتن، سايروس فانس جونيور، والآخر مدني يجريه مكتب المدعية العامة لولاية نيويورك ليتيشيا جيمس.

بحسب الصحيفة فإن تحقيقا استقصائيا أمريكيا كشف تفاصيل صادمة حول ضرائب ترامب، بعد أن حصلت على سجلات الرجل الضريبية وشركاته خلال عقدين، وكشفت أن ترامب لم يدفع أي ضرائب دخل خلال 10 أعوام من أصل 15 عاما قبل توليه الرئاسة عام 2016 .

تحجج ترامب طوال تلك السنوات بأنه يخسر أكثر مما يكسب كي يتهرب من الدفع. بالنظر في سجلات الرجل الضريبية،فإن 750 دولارا فقط دفعها ترامب خلال عام 2016 و 750 أخرى خلال العام 2017 .

سجلات ترامب تصور رجل أعمال يجني مئات ملايين الدولارات سنويا ورغم هذا يعاني من خسائر مزمنة يوظفها بقوة لتفادي دفع الضرائب ! التحقيق كشف أن ترامب عليه ديون بقيمة 421 مليون دولار تستوجب السداد خلال 4 سنوات.

لكن ليس هذا فحسب، بل إن ترامب تمكن من استرداد مرتجعات ضرائب بقيمة 72.9 مليون دولارا أخذها من الحكومة الأمريكية حين أبلغ عن خسارة أكثر من 700 مليون دولار في إقراره الضريبي لعام 2009 .

قضية التدقيق في سجلات ترامب الضريبية ما تزال مفتوحة أمام المحاكم الأمريكية منذ أعوام وإذا صدر حكم ضده، فعليه وقتها دفع نحو 100 مليون دولارا ما بين ديون وفوائد وعقوبات.

العلامة السامة

قبل عام 2016 وتحديدا قبل ترامب البيت الأبيض، كانت علامته التجارية «ترامب» تشير إلى الترف والفخامة، وبنهاية ولايته في 2021 أضحت «سامة» بما تحويه من قيم التعصب والتطرف ورفض الآخر .

فمن الفنادق الفخمة إلى المنازل والأملاك الفاخرة مرورا بملاعب الجولف، يتصدر اسم ترامب جميع المباني التابعة لمنظمة ترامب التي تتخذ مقرا في برج «ترامب تاور» على الجادة الخامسة في نيويورك.

ولخص تيم كالكينز أستاذ التسويق في كلية كيلوغ لإدارة الأعمال في جامعة نورث وسترن، الوضع بالقول: إن العلامة التجارية «ترامب» باتت «سامّة» لأنها باتت ترتبط بالفوضى والعنصرية، لا سيما بعد اعتداءات الكونجرس مطلع هذا العام، مشككا في إمكانية ترميمها نظرا إلى جسامة الأضرار التي لحقت بها.

مستقبل قاتم

بذل دونالد ترامب الكثير من الجهد والوقت من أجل بناء إمبراطوريته الاقتصادية، حتى صار اسمه علامة تجارية رائجة، قبل أن يستغلها سياسيا، وتقوده إلى أن يصبح سيد البيت الأبيض.

بشعبية كبيرة حقق الفوز وأقصى منافسته الديمقراطية المخضرمة، هيلاري كلينتون، لكن ومنذ اليوم الأول من دخوله البيت الأبيض بدأت هذه الشعبية في التناقص تدريجيا، بسبب سياساته وقراراته العنصرية والمتطرفة تجاه الملونين والمسلمين، فضلا عن الشرخ الكبير الذي تسببت فيه سياساته وتصريحاته وحتى قراراته على الداخل الأمريكي.

وبعد سنوات أربع عجاف داخل البيت الأبيض اتخذ فيها ترامب مواقف وقرارات أثارت الجدل في الداخل والخارج، خصوصا الأسابيع الأخيرة التي شهدت هجوما عنيفا شنه أنصاره على مقر الكونجرس في واشنطن، باتت أعمال عائلة ترامب في خطر.

إذ تجنبت شركات ومؤسسات عالمية كبرى التعاطي مع الأعمال التجارية لترامب ومع بعض أنصاره، من بينها لاعبين رئيسيين دعموه في السابق، منها منصة شوبيفاي ودويتشه بنك، أكبر مقرض لترامب، وبنك سيغناتشر، فضلا عن سلسلة الفنادق العملاقة ماريوت.

جرد الرجل من الدرجات الفخرية التي منحتها له بعض الجامعات، وقاطعت جمعية لاعبي الجولف المحترفين الأمريكية ونادي الجولف الملكي القديم مضمارين يملكهما ترامب .

بحسب المحللين الاقتصاديين فإن العلامة التجارية لترامب التي تعرف بالفخامة والنخبوية والزبائن الأثرياء، قد لا تتعافى بالكامل من تداعيات مواقف ترامب، مع الأخذ في الحسبان أوضاع الفنادق والمنتجعات في جائحة كورونا، فإن إمبراطورية ترامب قد تواجه خطر الانهيار بالكامل.

ربما يعجبك أيضا