لعنة تغير المناخ تحل بتكساس.. أزمة مياه وكهرباء تعصف بالملايين

كتبت – هالة عبدالرحمن

أدت موجة البرد القارس في الولايات المتحدة لوفاة 21 شخصا على الأقل في ولاية تكساس، وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من أربعة ملايين شخص في الولاية.

وعندما بدأ الطقس البارد في الانحسار في تكساس، تمت استعادة الكهرباء في جميع أنحاء الولاية ، لكن ملايين الأشخاص ظلوا بدون مياه شرب آمنة في جميع أنحاء جنوب الولايات المتحدة حيث تكافح المنطقة للتعافي من أسبوع قاتل في درجة حرارة 10 تحت الصفر.

وفي ولاية تكساس، ما يقرب من نصف سكان الولاية، ظل حوالي 13 مليون شخص تحت إشعارات الغضب، مع تأثر أكثر من 700 نظام إمداد بالمياه، وفقًا لتحديث من لجنة تكساس لجودة البيئة الخميس الماضي، وفي أوستن وحدها، عاصمة الولاية ، أبلغت المدينة عن فقدان 325 مليون جالون من المياه بسبب انفجار الأنابيب.

في جاكسون بولاية مسيسيبي، كان معظم سكان المدينة البالغ عددهم 150 ألف نسمة بدون ماء ليلة الخميس. وقال رئيس بلدية جاكسون، أنتار لومومبا، في مؤتمر صحفي إن المدينة تواجه نقصًا في المواد الكيميائية لمعالجة المياه، على الرغم من جهود الضخ لإعادة ملء خزانات المدينة.

وفي ولاية لويزيانا، كان حوالي مليون شخص بدون مياه نظيفة يوم الخميس الماضي، مع وجود 98 نظامًا لإمداد المياه في جميع أنحاء الولاية ، وفقًا لما ذكره الحاكم جون بيل إدواردز. وافق بايدن على إعلان كارثة للدولة. سمح الرئيس بإعلان كارثة مماثل لتكساس في وقت سابق من الأسبوع، مما سمح لـ Fema بتنسيق جهود الإغاثة من الكوارث في الولاية.

ظل حوالي 370 ألف منزل بدون كهرباء في ولايات تكساس ولويزيانا وميسيسيبي صباح الجمعة، مع وجود الملايين في المنطقة بموجب تحذيرات بشأن غليان الماء، بعد درجات حرارة منخفضة قياسية دمرت الأنابيب والبنية التحتية في جميع أنحاء جنوب الولايات المتحدة.

إعلان كارثة تكساس

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه سيوافق على إعلان ولاية تكساس منطقة كوارث، مما يمهد الطريق لتقديم قدر أكبر من المساعدات بسبب الصقيع هناك، وسط زيارة سيقوم بها إلى ولاية تكساس قريبا.

وقال بايدن -الذي خسر في تكساس أمام ترامب- “كما قلت عندما ترشحت ، سأكون رئيسا لكل الأمريكيين”.

من جهتها، قالت جين بساكي، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن بايدن طلب من فريقه التعجيل بطلب تكساس إعلانها منطقة كوارث، مما يمهد الطريق لتقديم قدر أكبر من المساعدات في عاصفة شتوية عاتية مع تفكيره في القيام بزيارة لمعرفة المساعدات الاتحادية التي تحتاجها الولاية.

وهذه أول أزمة يواجهها الرئيس بايدن الذي تولى الرئاسة قبل شهر، وتمثل اختبارا لتعهده بالحكم أيضا باسم الأمريكيين الذين عارضوا ترشيحه.

ويعمل البيت الأبيض الآن عن كثب مع حاكم تكساس، الجمهوري جريج أبوت ، الذي لم يعترف في البداية بفوز بايدن في الانتخابات في نوفمبر الماضي. وفي ديسمبر حاول مسؤولو ولاية تكساس إلغاء فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية في المحكمة، لكنهم فشلوا.

فيما حذر القادة في الولاية من تأثير الدومينو على البنية التحتية لأن نقص الكهرباء يقطع إمدادات المياه، ويؤدي إلى إجهاد قدرة المستشفيات على علاج مرضى كوفيد-19 وعزل المجتمعات الضعيفة المعزولة بسبب الطرق المتجمدة.

وتحدّث الرئيس بايدن مع حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت، وأكد أن الحكومة ستواصل “التعاون الوثيق” مع السلطات الفيدرالية والمحلية لمساعدة السكان، فيما يجري التخطيط لزيارة بايدن لتكساس هذا الأسبوع.

هروب السيناتور من الأزمة

وواجه السيناتور الأمريكي عن ولاية تكساس الأمريكية، تيد كروز عاصفة من الانتقادات، الخميس، بعد مغادرته الولاية ومسقط رأسه التي ترزح قبضة تجمد شديدة وقاتلة، لقضاء عطلة عائلية إلى منتجع كانكون المكسيكي.

وقال السيناتور الجمهوري، البالغ من العمر 50 عاما للصحفيين لدى عودته إلى هيوستن “من الواضح أنه كان خطأ. بعد فوات الأوان لم أكن لأفعل ذلك”، مشيرا إلى أن قام بذلك لإرضاء بناته الصغيرات.

وأوضح تيد كروز أنه كان يخطط للبقاء خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكن انتابته أفكارا أخرى “في اللحظة التي جلست فيها على متن الطائرة تقريبا”.

ومع مصارعة الملايين من تكساس مع تداعيات عاصفة شتوية شرسة، واجه كروز، الذي يُنظر إليه على أنه مرشح رئاسي في العام 2024، الإدانة بعد أن أظهرته الصور على وسائل التواصل الاجتماعي السيناتور الجمهوري وهو يستعد للمغادرة إلى منتجع كانكون المكسيكي، وفقا لما ذكرته رويترز.

وأظهرت الصور، التي بدأ تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي مساء الأربعاء، كروز مع عائلته ينتظرون عند بوابة المطار ومعهم أمتعة، وكذلك على متن طائرة.

وانتقد بعض النقاد تصريحاته التي ألقى باللوم فيها على ابنتيه اللتين تبلغان من العمر 10 و12 عاما لقراره زيارة المنتجع حيث الطقس معتدلا ودرجة الحرارة 26 درجة مئوية، في حين درجات الحرارة في تكساس تصل إلى أكثر من 10 درجات تحت الصفر، الأمر الذي دفع حزب تكساس الديمقراطي إلى المطالبة باستقالته.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي، التي تحدثت قبل أن يتم رصد كروز في مطار كانكون: “ليس لدي أي تحديثات بشأن الموقع الدقيق للسيناتور تيد كروز”.

لعنة تغير المناخ

وشهدت الولايات المتحدة 22 حدثًا مناخيًا تكلف كل منها أكثر من مليار دولار، متجاوزًا الرقم القياسي السابق البالغ 16 حدثًا في عام واحد، وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.

وستزداد صعوبة إدارة هذه الكوارث المرتبطة بالمناخ وتداعياتها مع اشتداد الاحتباس الحراري، مما يخلق تهديدًا وجوديًا للعديد من المجتمعات الأكثر تعرضًا لتأثيرات المناخ المتغير. في تكساس ، وتساءل الكثيرون عما إذا كانت أجزاء من هيوستن المبنية على السهول الفيضية يمكن أن تنجو من الأعاصير الشديدة بشكل متزايد.

وفي الوقت الحالي، يقول الخبراء الذين يدرسون التكيف مع المناخ إن المجتمعات يجب أن تستثمر بشكل كامل في الإجراءات التي أثبتت فعاليتها ، بدءًا من تقوية البنية التحتية إلى تطوير إنتاج طاقة أكثر محلية. يقول الخبراء: إن الأهم بالنسبة للشبكة الكهربائية، يحتاج المخططون إلى القيام بعمل أفضل في التفكير بشكل شامل حول الشبكة كنظام، ودمج تقنيات مثل تخزين الطاقة.

باختصار، يتطلب المناخ الجديد طريقة جديدة في التفكير. وقد حان الوقت لكليهما بالفعل.