«الغرب» يدعم تواجده في العراق.. الأهداف والمهام

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

في توجه مخالف لسياسة “البيت الأبيض” السابقة التي خفضت عدد القوات الأمريكية في العراق إلى 2500 جندي بعد هزيمة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في انتخابات الثالث من نوفمبر الماضي، ومجيء جو بايدن رئيسًا، فتحت وزارة الدفاع الأمريكية “بنتاجون” الباب أمام احتمال إرسال المزيد من القوات الأمريكية إلى العراق كجزء من مهمة تدريبية موسعة حديثًا لحلف شمال الأطلسي “ناتو” بهدف دعم القوات العراقية وضمان عدم عودة النشاط للتنظيمات الإرهابية.

ورغم سحبها مؤخرًا حاملة الطائرات الأمريكية نيميتز من المنطقة، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) جون كيربي أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب التهديد الذي تشكله إيران على المنطقة. فيما يرى الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط “مضر بالمنطقة”، معربًا عن أمله في أن “تعيد الولايات المتحدة النظر في سياستها”.

في سياق متصل، أعلن الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج أن حلف شمال الأطلسي قرر توسيع مهماته في العراق بزيادة عدد الأفراد بثمانية الأضعاف، من 500 حتى أربعة آلاف شخص، بحسب “روسيا اليوم”.

بغداد وطهران

قبل أسبوعين، اعتبر رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف أن الاهتمام بمطلب الشعب العراقي بخروج القوات الأمريكية يمثل عاملًا ضروريًا في الاستقرار السياسي والأمني بالعراق والمنطقة، وخلال استقباله وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، قال قاليباف: “نحن ندعم العملية السياسية في العراق وسلامة أراضيه، كما ندعم مشاركة العراق في التفاعلات الإقليمية ونعتقد أن للعراق وزنًا مهمًا في التفاعلات السياسية والاقتصادية في المنطقة”.

وأضاف: “لا شك أن إيران والعراق دولتان مؤثرتان، ويمكن أن تحدث تطورات كثيرة في المنطقة نتيجة التعاون بين البلدين”. واعتبر أن “السبب الرئيسي للمشاكل القائمة هو الوجود العسكري والتدخل الأمريكي في المنطقة”.

وتابع: “الاهتمام بمطالب الشعب العراقي التي تبلورت في تنفيذ قرار مجلس النواب العراقي بشأن انسحاب القوات الأميركية من العراق، يمثل عاملًا هامًا في الاستقرار السياسي والأمني بالعراق والمنطقة”. وتابع: “لا شك أن تواجد الأمريكيين في المنطقة لا يساعد في إرساء الاستقرار واستتباب الأمن في العراق والمنطقة”.

مهام “الناتو” في العراق

وبحسب قناة العربية، قال الأمين العام لحلف الناتو: إن حلف الناتو اتخذ قرارًا، أمس الخميس، بتوسيع مهمة الناتو للتدريب في العراق، لدعم القوات العراقية والتأكد من أن تنظيم داعش الإرهابي لن يعود، موضحًا أن برامج التدريب للناتو ستشمل بفضل هذا القرار المزيد من المؤسسات الأمنية العراقية والمناطق خارج العاصمة بغداد.

ولفت ينس ستولتنبيرج إلى أن زيادة تعداد مهمة الناتو ستأتي تدريجيًا، مبديًا التزام الحلف التام بسيادة العراق ووحدة أراضيه، مشيرًا إلى أنه بحث هذا الموضوع في وقت سابق من الأسبوع الجاري مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وطمأنه بأن جميع خطوات الحلف ستتخذ حصرًا بالتنسيق مع حكومة بغداد.

وقال أمين عام حلف الناتو: إن داعش لا يزال يتحرك في العراق وسجلنا زيادة اعتداءاته، مؤكدًا أن مهمة الحلف ستتسع جغرافيًا وتدريجيًا في العراق، وتابع ينس ستولتنبيرج: نحترم سيادة العراق وننسق بشكل كامل مع الحكومة في بغداد.

الدفاع عن المصالح

وقال جون كيربي -في مقابلة خاصة مع قناة (الحرة) الأمريكية- إنه “من الشائع أن تقوم وزارة الدفاع بإعادة نشر القطع البحرية، لكن لدينا أصول بحرية للدفاع عن مصالحنا وتلبية احتياجاتنا واحتياجات حلفائنا الأمنية بالمنطقة”.

وأكد أن الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، سيكون “داعمًا للدبلوماسية”، التي ستتبعها إدارة الرئيس جو بايدن، وأضاف: “ندرك حجم التهديدات الإيرانية ويتم الآن إعادة تقييم وجودنا العسكري في المنطقة، ونحن على اتصال مع الجنرال ماكينزي، قائد القيادة الوسطى، بشأن هذه القدرات”.

زيادة التواجد الأمريكي

التمهيد لزيادة القوات الأمريكية في العراق بداعي دعم الدبلوماسية آتى مع الأسابيع الأولى لرئاسة جو بايدن للقطب الأكبر في العالم (الولايات المتحدة) التي تتواجد في العراق منذ سنوات في مهام لمحاربة الإرهاب والتنظيمات المتطرقة ودعم الديمقراطية وإرساء الاستقرار.

وقال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، إن الولايات المتحدة ملتزمة بهزيمة تنظيم داعش الإرهابي واحترام سيادة العراق وضمان الاستقرار الإقليمي على المدى الطويل، وفقًا لمصادر إعلامية. وأضاف وزير الدفاع الأمريكي، أن الهجوم الصاروخي في أربيل يؤكد أهمية استمرار عمل الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة.

ورغم ما تروج له الآلة الإعلامية الغربية بأن التواجد الأمريكي وقوات الناتو في أرض الرافدين، لدعم الديمقراطية وإرساء الاستقرار والتصدي للتنظيمات المتطرفة ومواجهة الإرهاب، لم ينعم العراق إلى الآن بأي استقرار أو يتراجع الإرهاب وإن كان انتهى دور أكبر التنظيمات المتطرفة (داعش) على الأرض، وبقيت فلوله وجيوبه الإرهابية تفخخ وترهب أهل العراق كل يوم.

ربما يعجبك أيضا