طهران.. انتهاكات صحية ومافيا أدوية وتلاعب بحياة المواطن الإيراني!

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

باريس – أعدت المقاومة الإيرانية تقرير هام عن القطاع الطبي داخل إيران من خلال طبيب إيراني رفض ذكر اسمه، على حد قول المقاومة بسبب القمع لا يستطيع أن يدرج أسمه ولكنه يريد إيصال صوته من خلال نشر هذا التقرير للعالم كله.

وفي التقرير شرح الطبيب كيف أن  فيروس كورونا كشف عوار النظام الإيراني وسياساته الهشة  ومباركته مافيا  شركات الأدوية المملوكة للحرس الثوري، وتصنيعها لقاحات غير مطابقة وتعطى للشعب بمنتهى الاستهانة وبمباركة النظام، وفي نفس الوقت التعامل بعدم تقدير مع القطاع الطبي، حيث ضعف الأجور وضعف المستلزمات الطبية  التي كانت سببا في هروب الأطقم الطبية الإيرانية.

كما أوضح أن اللقاح الإيراني اعتمد على أساليب قديمة في إنتاجه فخرج غير آمن ، كذلك ذكر أن الإحصاءات الميدانية   رصدت 170 ألف حالة وفاة.. ومن جانبها الحكومة تنفي “مافيا شركات الأدوية التابعة للحرس الثوري” وتمنع استيراد اللقاح.

وقال الطبيب: إن خامنئي ترك فيروس كورونا ينتشر لأنه يخشى الاحتجاجات الشعبية وأضاف لا شك أن جائحة فيروس  كورونا (19-Covid ) أحدثت هزة عالمية في الاقتصاد والصحة العامة لسكان الأرض، لكن يظل تعامل الدول مع الجائحة النقطة الفاصلة بين احتوائه أو انتشاره،وقياس تعامل كل دولة ونظامها الحاكم مع الفيروس،

وأكمل فهناك من وفر كل ما يلزم من إجراءات وقائية ومستلزمات طبية للمواجهة وحماية مواطنيه.. وهناك من انعدمت لديه مسئولية تحمل المواجهة وترك الفيروس ينتشر بين شعبه دون أدنى إحساس بجرم الآثار المترتبة. في الحوار نلقى الضوء على تعامل إيران مع الفيروس وكيف تمت المواجهة:

 ما هي تجربتك الإجمالية في علاج كوفيد -19في مستشفيات إيران؟

قال الطبيب تجربتي فيما يتعلق بالأطقم الطبية في علاج كوفيد -19 في المستشفيات الإيرانية مرضية، وهم على مستوى المعايير الصحية العالمية التي فرضتها منظمة الصحة العالمية، لكن نظام دعم الأطقم الطبية كان ضعيفا للغاية والمعدات والأجهزة اللازمة والمقدمة من قبل الحكومة غير كافية.

هذا بجانب ضعف أجر الكادر الطبي الإيراني، حيث يعتبر الأقل أجرا في المنطقة والعالم..وشهد القطاع الطبي في إيران خلال السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في أعداد الأطباء المهاجرين إلى الخارج بحثا عن الأجر الأعلى والإمكانيات وعوامل الأمان الموجودة خارج إيران.

في بداية وباء فيروس كورونا تعاقدت وزارة الصحة الإيرانية مع طاقم طبي مؤقت للسيطرة على الوباء لمدة 89 يوما ً، حتى يمكنه السيطرة على الموجة الأولى من الوباء،لكن في الموجتين الثانية والثالثة و بسبب عدم دفع الأجور وتأخير رواتب الكادر الطبي، ظهرت الاحتجاجات وسط الأطقم الطبية، مما دفع كثير من الأطباء والعديد من الطاقم الطبي وطاقم التمريض إلى الهجرة إلى دول أخرى في المنطقة وحتى إلى أوروبا، بحثا عن محيط عمل آمن وحياة كريمة.

كيف تنظرون إلى فرص تطوير اللقاح الإيراني ونشره بسرعة؟

تستخدم إيران تقنية قديمة إنتاج لقاحها، هذه التقنية آثارها الجانبية وفعاليتها غير معروفة؛ الآن التطور التكنولوجي في هذا المجال تقدم كثيرا وإيران لم تهتم بذلك.. هذا بجانب أن إنتاج اللقاحات الإيرانية يخضع لإشراف هيئة تنفيذية تحت إشراف المرشد الأعلى لإيران ومصنعها شركة بركات للأدوية. في هذه الطريقة يستخدمون فيروسا ضعيفًا في إنتاج اللقاحات، بينما في تقنيات الإنتاج الحديثة بدراسات دقيقة يتعرفون على جزء الفيروس المسبب للمرض، وفي المختبر يهيئون الجهاز المناعي للمرض، ومن خلال تقنية الجينوم (يقومون بالبحث عن الجينوم المؤتلف أو المكون.. لذلك في التقنيات الحديثة يحقنون بالفيروس).

هل اللقاحات الغير معتمدة مثل اللقاح الصيني سي نوفاك أو الروسي الذي تعاقدت عليهما إيران حل للأزمة ؟

 بداية أوضح نتيجة اللقاح الإيراني في مرحلة ما قبل التجربة  أثبت نتائج إيجابية ودون آثار جانبية، حيث  نتج عن مرحلته الأولى آثار إيجابية على 3 أشخاص حتى الآن، وفي مرحلته الثانية يتم اختباره على 56 شخصا، والمرحلة النهائية على آلاف الأشخاص، عندما تتم الموافقة على هذه المراحل الأربع من قبل منظمة الصحة العالمية، وبناء ًء على القدرة التكنولوجية، فإنها ستنتج 2 مليون جرعة بكميات كبيرة في 6 أشهر أخرى، وسوف يستغرق الأمر نحو عام للوصول إلى 12 مليون جرعة شهريًا.

وأضاف ولكن عندما حظر خامنئي استيراد اللقاحات الأمريكية والبريطانية لم يجرؤ الكثيرون على الاحتجاج على هذا القرار خوفًا من نتائج الاعتراض، لكنهم الآن يعبرون عن معارضتهم لقرار خامنئي بسبب رفضه إدخال اللقاح الروسي. وذكر رئيس لجنة الصحة بمجلس الشورى الإسلامي حسين علي شهرياري، في 30 كانون الثاني يناير الماضي، أنه من الواضح أننا لن نحصل على اللقاح الروسي، وأضاف موضحا أن اللقاح لن يتم اختباره على الإيرانيين، واكمل أن “اللقاحات ليست قضية سياسية ولا يجب الحكم عليها على أساس القرب السياسي من الأمن والموافقة”. واحتج شهرياري على هذا القرار وقتها قائلا: “الأفضل للسلطات استخدام أي لقاح يدخل إيران أولا، وإذا لم تكن هناك مشكلة فينبغي استخدامه للجمهور”، لذلك أصبح اللقاح قضية سياسية، وكان سببا في موجة الاحتجاج في المجتمع الإيراني ضد خامنئي. وأوضح أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي يقولون إن خامنئي لا يريد أن يتخلص الناس من فيروس كورونا لأنه يخشى الاحتجاجات الشعبية.

كيف يقيم القطاع الطبي طريقة التعامل الحكومي مع أزمة كورونا؟

 في ضوء الوضع الحالي يعتقد العديد من العاملين في مجال الرعاية الصحية والأطباء والممرضات في البلاد أن حياة المواطن الإيراني لا تهم النظام، وذلك واضح من إقدام الحكومة على استيراد أي لقاح غير معتمد، وكذلك اللقاحات المحلية ليس لها مستقبل. بسبب نهج الحكومة وإرشادات خامنئي، بحظر اللقاحات من الولايات المتحدة وبريطانيا، كما أكد على أن فيروس كورونا يتخذ مسارا مختلفًا في إيران وسيظهر تأثيره الخطير قريبا، ويخشى القطاع الطبي  من سقوط المزيد من الإيرانيين ضحايا له.

وقد حذر محبوب فر عضو فرقة العمل الحكومية لمكافحة فيروس كورونا، في هذا الصدد “من موجة احتجاجات غاضبة قادمة، وذلك عندما يجد الشعب الإيراني، عدد الإصابات تقل بسبب اللقاحات في دول الجوار والعكس في إيران وقتها لن يسكت الشعب، وأكمل لأن الناس  تعيش حياة صعبة تحت تأثير ضغط الحجر الصحي والمشاكل الاقتصادية، ولم يبق لهم تسامح أو فرصة للنجاة إذا استمر الوضع بهذه الطريقة.

الحرس الثوري الإيراني يتاجر بالشعب من خلال  مافيا الأدوية

أكد الطبيب على أن العديد من المهنيين الصحيين يؤكدون أيضا على الحقيقة المراوغة المتمثلة في منع استيراد لقاح فيروس كورونا، قائلين إن استيراد اللقاح من الشركات العالمية ذات السمعة الطيبة سوف يحد من سيطرة “مافيا الأدوية” المملوكة أساسا للحرس الثوري الإيراني، تطلعا إلى الفوائد الهائلة المنتظرة من توزيعه.

 وذكر ما يفيد أنه قد أقرت صحيفة Sanat-e-Jahan التي تديرها الدولة، بتاريخ 14 ديسمبر 2020، بهذه الحقيقة في صدر صفحاتها ذكرت: “إن إدارة الغذاء والدواء تتعرض لضغوط كبيرة للموافقة على لقاحات وأدوية فيروس كورونا المنتجة محليًا بسبب الحصول على الموافقة مع نهج الحكومة وتوجيهات خامنئي بحظر اللقاحات من الولايات المتحدة وبريطانيا ، سوف يتخذ فيروس كورونا مسارا مختلفًا في إيران ويظهر تأثيره الخطير وسقوط المزيد من الإيرانيين ضحايا فيروس كورونا.

هل كان تقرير الحكومة عن عدد الضحايا خلال الأزمة، من وجهة نظرك، يمثل تمثيلا دقيقا لحجم انتشار الوباء في إيران؟  فيما يتعلق بالإحصاءات الحكومية حول عدد الحالات أو الوفيات بسبب كوفيد -19، أبلغ مسؤولو وزارة الصحة عدة مرات، أن العدد الفعلي يزيد على 2 إلى 3 أضعاف.. وحذر الأطباء من المغالطة في تقدير الإحصاءات، منهم الدكتور الطبرسي رئيس مستشفى شهيد في تاجريش أهم مركز لأبحاث والوقاية في إيران، الدكتور مالك زاده نائب وزير الصحة المستقيل هو نائب آخر، حتى البرلمان الإيراني في تقريره الأخير زعم أن عدد ضحايا الفيروس كان أعلى بمرتين إلى ثالث مرات، لذلك حقيقة القول إن عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا أعلى بثلاث مرات من التقارير اليومية أقرها الكادر الطبي بناء على تعاملهم المباشر مع الحالات ومشاهدتها على أرض الواقع. من ناحية أخرى، ومن خلال فحص إحصائيات الوفيات السنوية والربع سنوية للإيرانيين، التي تعلن عنها منظمة التسجيل الإيرانية، أفاد العديد من الخبراء أن معدل وفيات الإيرانيين ارتفع مرة ونصف المرة مقارنة بالسنوات السابقة، وهذا يؤكد أن عدد الضحايا الإيرانيين بسبب فيروس كورونا يزيد على مائة وسبعين ألفًا (170000) حالة وفاة، لكن الحكومة أعلنت أن العدد أقل من سبعين ألفًا.

ربما يعجبك أيضا