نظام المدفوعات السعودي «سريع».. ابتكار تنافسي على مسار الشمول المالي

كتب – حسام عيد

في خطو مصرفية تنافسية مرنة، من شأنها تمكين العملاء من إرسال واستقبال الحوالات المحلية منخفضة القيمة برسوم منخفضة لا تتجاوز ريالًا واحدًا، دشن البنك المركزي السعودي يوم الأحد الموافق 21 فبراير 2021، نظام المدفوعات الفورية “سريع”.

النظام الجديد سيتيح خدمات أخرى للمستفيدين، كاستخدام رقم الجوال للتعريف بدلًا من رقم الآيبان للتحويل بين البنوك.

وقد أشار فهد العقيل -المدير التنفيذي لشركة المدفوعات السعودية- إلى أن “سريع” سيتيح للعملاء التنفيذ الفوري للحوالات بين البنوك التي لا تتجاوز قيمتها 20 ألف ريال في المرحلة الحالية.

ونظام المدفوعات الفورية يشرف عليه البنك المركزي، ويُعدّ خطوة أساسية لتعزيز مركز المملكة كإحدى الدول المتقدمة في خدمات القطاع المصرفي والتقنية المالية، وتحويلها إلى مركز رائد للابتكار في قطاع التقنية المالية. ويساهم النظام في تنفيذ مستهدفات برنامج تطوير القطاع المالي أحد برامج رؤية المملكة 2030 في التحول إلى مجتمع أقل اعتماداً على النقد.

قيمة مصرفية مضافة ونوعية

محافظ البنك المركزي السعودي الدكتور فهد بن عبدالله المبارك أكد خلال حفل افتراضي نظمته شركة “المدفوعات السعودية” يوم السبت 20 فبراير، أهمية النظام وما يمثله من قيمة مضافة ونوعية لقدرات البنية التحتية الوطنية للمدفوعات، مواكباً رحلة التطوّر التي يشهدها قطاع المدفوعات الوطنية في المملكة منذ أكثر من ثلاثين عامًا.

تدشين نظام “سريع” يأتي ضمن سلسلة مبادرات يقودها البنك المركزي؛ للارتقاء بمنظومة المدفوعات الوطنية، وتطوير بنيتها التحتية لتحقيق الشمول المالي.

وتؤدي أنظمة المدفوعات الوطنية دوراً رئيساً في تعزيز ريادة المملكة في القطاع المالي، وتسهم في توفير خيارات دفع آمنة ومتطوّرة، تلبّي احتياجات مختلف الشرائح، وتزيد من فعالية دوران السيولة  في النظام المالي، وتقلل الاعتماد على التعاملات النقدية وما يصاحبها من تكاليف تشغيلية، وتسهل إجراءات الدفع والتحصيل، وتزيد التعاملات الإلكترونية، إلى جانب أهميتها في دفع مسيرة التحوّل الرقمي في المملكة عبر زيادة حجم التعاملات المالية الإلكترونية.

مرونة تنافسية وريادة مالية

المدير التنفيذي لشركة المدفوعات السعودية فهد بن إبراهيم العقيل، من جهته، قال إن تدشين نظام المدفوعات الفورية “سريع” هو ثمرة عمل وجهد استمر على مدار الأشهر الماضية مع جميع الشركاء، ورغم التحديات التي ظهرت إثر جائحة كورونا، إلا أن سرعة تطبيق النظام في جميع البنوك المحلية تعدّ الأسرع على مستوى أنظمة المدفوعات الفورية في العالم.

خدمات “سريع” ستمكن عملاء القطاع المصرفي من إرسال واستقبال الحوالات المحلية منخفضة القيمة، على مدار 24 ساعة وبرسوم منخفضة لا تتجاوز ريالًا واحدًا، إضافة إلى خدمات ومميزات أخرى يتيحها النظام للمستفيدين كاستخدام رقم الجوال معرفًا بديلًا عن رقم الآيبان للتحويل بين البنوك، وإمكانية التحقق من صحة حساب الطرف المستقبل للحوالة قبل التحويل.

نظام المدفوعات الفورية “سريع” سيتيح للعملاء التنفيذ الفوري للحوالات بين البنوك التي لا تتجاوز قيمتها ٢٠ ألف ريال بالمرحلة الحالية، بحيث يتم إيداع الحوالة بحساب المستفيد فوريًا وعلى مدار اليوم، كما سيمكن النظام العملاء من الاستفادة من خدمة التحويل السريع؛ دون الحاجة لإضافة المستفيد في القنوات البنكية أو تفعيله، وذلك للحوالات التي لا تتجاوز قيمتها 2500 ريال، على أن يوافق العميل على تفعيل الخدمة ويحدد الحد الخاص به لدى البنك، حيث تهدف الخدمة لتسريع تحويل الأموال بين الأفراد بمختلف البنوك المحلية.

وسيعزز النظام الذي طورته “المدفوعات السعودية”، التنمية الاقتصادية عبر زيادة فاعلية المعاملات المالية بين جميع الأطراف في قطاعي الشركات والتجزئة، وتمكين المؤسسات المصرفية وشركات التقنية المالية، من تحسين المنتجات المالية الحالية، وإدارة التدفقات النقدية لقطاع الأعمال، وسيساهم أيضاً في زيادة الشفافية في المدفوعات بين الشركات والأفراد، وتفعيل الابتكار في الخدمات المالية، علاوة على رفع مستوى جودة الخدمات المقدمة للمستفيدين النهائيين.

تعزيز التحول الرقمي الشامل

نظام المدفوعات الفورية، وفق الخبراء والمسؤولين المصرفيين والماليين في المملكة العربية السعودية، هو خطوة جوهرية في مسيرة تطوير نظم المدفوعات في المملكة، وأحد أهم الشواهد على مستوى تطور البنية التحتية الرقمية في المملكة وإبراز قدراتها التشغيلية الفائقة، خاصةً على مستوى نظم المدفوعات الرقمية.

كما سيمكّن البنوك وشركات التقنية المالية -على وجه الخصوص- من تطوير خدمات مالية مبتكرة، تواكب متطلبات الاقتصاد الرقمي الذي تنتهجه المملكة ضمن استراتيجيتها للتحوّل الرقمي الشامل.

ربما يعجبك أيضا