بوينج 777 تغادر السماء من جديد.. مصادفة أم عيوب فنية قاتلة

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

حادثة جديدة لطائرة “بوينج 777” بعد عطل أصاب محركها، دفع إلى تعليق رحلاتها لحين التأكد من سلامتها لتعيد للأذهان حوادث مميتة لطائرات بوينج التي تسببت في مقتل المئات خلال السنوات الماضية، فهل تنتهي التحقيقات بعودتها مرة أخرى كما حدث مع طائرات بوينج 737؟، أم تعيد الشركة اختبار طائرات قبل إطلاقها رحلة إلى المجهول قد يأخذ معه العديد من أرواح الضحايا!

بوينج توقف رحلاتها

أوقفت شركات الطيران في اليابان والولايات المتحدة العشرات من طائرات بوينج 777 بعد عطل كبير في المحرك تعرضت له رحلة United Airlines رقم 328 فوق دنفر في نهاية هذا الأسبوع.

ووفقاً للتحقيق المستمر الذي يجريه المجلس الوطني لسلامة النقل، تسببت اثنتان من شفرات المروحة في المحرك رقم 2 للطائرة في حدوث كسور.

وأصدرت إدارة الطيران الفيدرالية توجيهاً لصلاحية الطيران في حالات الطوارئ يتطلب عمليات تفتيش فورية أو مكثفة لطائرات بوينج 777 المجهزة بمحركات معينة من طراز Pratt & Whitney PW4000، الأمر الذي قد يؤدي إلى إخراج الطائرات من الخدمة.

كما طلبت بوينج من شركات الطيران التوقف عن تحليق الطائرات المجهزة بالمحرك، وأوصت بإيقاف أكثر من 120 طائرة في جميع أنحاء العالم، وفقًا لصحيفة “وول ستريت جورنال”.

إلى ذلك، أشارت شركة United Airlines إلى أنها أوقفت طواعية 24 طائرة من طراز بوينج 777 تستخدم محركاتPratt & Whitney PW4000 وتتوقع أن عددا قليلا فقط من العملاء قد يتعرضون للإزعاج.

ويأتي هذا الإجراء بعد إعلان إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية أن طائرة تابعة لشركة “يونايتد إيرلاينز” أصيبت بعطل في المحرك الأيمن بعد وقت قصير من مغادرتها مطار دنفر الدولي في طريقها إلى هونولولو يوم السبت الماضي، مما أدى إلى تناثر أجزاء منها، لكنها عادت بسلام إلى المطار.

ونشرت شرطة برومفيلد بولاية كولورادو صورًا لقطع تطايرت من طائرة “بوينج 777-200” لكن لم ترد تقارير عن أي إصابات على الأرض.

دلالات تكشف الحقائق

العطل الذي أدى إلى اشتعال محرك طائرة “اليونايتد إيرلاينز” يوم السبت الماضي، له دلالاته التي قد يكشف عنها التحقيق، لأن حادثا مشابها تماما تعرضت له في ديسمبر الماضي “بوينج 777” أيضًا، ولكن تابعة لشركة Japan Air Lines اليابانية، حيث اشتعل محركها نفسه، والذي تصنعه شركة Pratt & Whitney الأمريكية، طبقا لما ذكر “فلايت غلوبال” بتقريره الذي أنهاه بأن قائد الطائرة عاد بها إلى حيث أقلع وقام أيضًا بهبوط اضطراري.

ووفقا لما ذكرته هيئة الطيران الفيدرالية الأمريكية، فإن شركة يونايتد هي المشغل الأمريكي الوحيد لتلك الطائرات. كما تستخدمها شركات طيران أخرى في اليابان وكوريا الجنوبية، حسب الوكالة الأمريكية.

وتابعت: “وفقا للمعلومات الأولية، خلصنا إلى أن الفاصل الزمني للتفتيش يجب أن يختصر بالنسبة لشفرات المروحة المجوفة التي ينفرد بها نموذج المحرك، الذي يستخدم فقط في طائرات بوينغ 777 “.

وقالت شركة بوينج: إن مستشاريها الفنيين يتعاونون مع المجلس الوطني الأمريكي لسلامة النقل في تحقيقه.

وقالت متحدثة باسم وزارة النقل في كوريا الجنوبية إن وزارتها تراقب الوضع، لكنها لم تتخذ أي إجراء بعد.

من جهتها، طلبت اليابان من جميع شركات الطيران، التي تستخدم طائرات بوينج 777 المزودة بمحركات برات أند ويتني 4000، تجنب مجالها الجوي حتى إشعار آخر، كما أمرت شركة الخطوط الجوية اليابانية (جال) وشركة “إيه إن إيه” اليابانية الخاصة بتعليق استخدام الطائرات التي تستخدم ذلك المحرك.

وفي المقابل، لم تكن شركة “برات آند ويتني” المتخصصة في صناعة محركات الطائرات، المملوك لشركة ريثيون تكنولوجيز، متاحة على الفور للتعليق.

تاريخ حافل

يعتبر طراز بوينج 777 واحدًا من أكثر أنواع الطائرات أمانًا حول العالم، أنتج منها فقط نحو 1000 طائرة، ولم تسجل سوى بضع عشرات من الحوادث، إلا إنها قد تنذر بكوارث محتملة على المدى القريب إذا لم تعالج مشكلاتها.

وجاء أول حادث مميت في تاريخ الطائرة الذي استمر 21 عامًا في يوليو عام 2013، عندما خرجت طائرة الخطوط الجوية آسيانا من مدرج في سان فرانسيسكو الأمريكية، وأدت لوفاة ثلاثة من أصل 307 أشخاص كانوا على متنها.

وفي يناير 2008، هبطت طائرة للخطوط الجوية البريطانية من نوع 777 على مسافة 300 متر أقصر من المدرج في مطار لندن هيثرو.

وكانت رحلة الخطوط الجوية الماليزية MH370، التي اختفت في ظروف غامضة مع 239 شخصا كانوا على متنها مارس ،2014 ولم يعثر عليها أبدا، أيضا من طراز 777.

بالإضافة لذلك، كان هناك تاريخ حافل لحوادث الطيران والتي شهدتها طائرات طراز “بوينج 737″، والتي سجلت حوالي 208 حوادث منذ عام 1970، وفقا لقاعدة بيانات شبكة “سلامة الطيران”، آخرهم الطائرة الإندونيسية التابعة لشركة “ليون أير”، التي كانت متوجهة برحلة من العاصمة جاكرتا إلى مدينة بانكال بينانغ في جزيرة سومطرة.

ومن بين أشهر الحوادث التي وقعت من نوع الطائرة المنكوبة، حادثة كوبا التي شهدتها الخطوط الجوية الكوبية في مايو الماضي، حيث قتل أكثر من مئة شخص في تحطم طائرة “بوينج 737” قرب مطار هافانا الدولي.

وفي أوائل 2020، اكتشفت شركة بوينج، خلال مراجعة فنية تتعلق بطائراتها من طراز ماكس، مشكلة في أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالطائرة، في أحدث إضافة على قائمة المشاكل التي تواجهها الشركة منذ تعليق طائراتها عن العمل في 2019.

وبناءا على ذلك، تم حظر رحلات بوينج 737 ماكس، بعد تحطم طائرتين في أكتوبر 2018 ومارس 2019، وأخرجت هيئات الطيران في جميع أنحاء العالم أساطيل بوينج 737 ماكس من الخدمة، بينما أوقفت الشركة الأمريكية المصنعة للطائرات تسليم طلبيات بالآلاف.

لكن في نوفمبر 2020، ألغت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية أمر الحظر الطارئ على طائرات بوينج 737؛ ما مهد لعودتها إلى الخدمة بعد توقفها منذ مارس 2019، بعد توقف دام 20 شهرًا، شريطة تزويدها ببرامج توجيه جديدة، لكن مع أول حادث لطائرات بوينج 737، الذي وقع في إندونيسيا يوم 9 يناير 2021، تحوم الشكوك مجددًا حول مستقبل هذا الطراز من طائرات البوينج.

فهل يعتبر تعدد حوادث الطائرات من طراز بوينج خلال السنوات الأخيرة من العقد الماضي وبداية العقد الجاري؛ مجرد مصادفة؟ أم حوادث طائرات عادية؟ أم نتيجة عيوب فنية في هذا الطراز؟

ربما يعجبك أيضا