الأردن بمواجهة كورونا.. استشعار شعبي لعودة الإغلاقات رغم دعوات التروي ‎

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق 

عمّان – يستشعر الأردنيون أكثر من أي وقت مضى، بقرب عودة الإغلاقات وحظر التجول، مع صعود المنحنى الوبائي لفيروس كورونا لمستويات مقلقة، في البلاد، فيما يأمل القطاع الخاص التنسيق معه والتروي في أي قرارات من هذا القبيل. 

وبالتزامن مع ترقب إعلان حكومة رئيس الوزراء بشر الخصاونة قراراتها الجديدة لمواجهة الجائحة، بدأ العديد من المحاكم في الأردن، باستدعاء أشخاص لمحاكمتهم عن تهمة مخالفة أوامر الدِّفاع رقم 7/أ والتي أقامها عليهم الحق العام.

وطلبت محاكم بداية في محافظات عمَّان والزرقاء وإربد والمفرق 69 شخصا، لحضور جلسات محاكمتهم.

ونشرت المحاكم المختصة بالنَّظر بهذه التُّهم، اليوم الاثنين، أسماء الأشخاص المخالفين، ومواعيد جلساتهم في الصحف اليومية الأوسع انتشارا وهي الغد والرأي والدستور.

وبينت محاكم بداية الجزاء، أنَّ عدد المطلوبين للمحاكمة بلغ 69 شخصا موزعين على محافظة المفرق 32 شخصا، و20 في العاصمة عمَّان، و15 شخصا في الزرقاء، وشخصين في محافظة إربد.

وقالت المحاكم في تبليغها: إنَّ عدم حضور المبلَّغين للجلسات سيتم تطبيق المادة 169 من قانون أصول المحاكمات الجزائية والتي نصَّت على أنَّه إذا لم يحضر الشخص إلى المحكمة في اليوم والسَّاعة المعينين في مذكرة الدَّعوى المبلغة له حسب الأصول فللمحكمة محاكمته غيابيا ولو كان مكفولا ولها في مثل هذه الحالة الأخيرة أن تصدر مذكرة ضبط بحقه.

وحرر رجال الأمن العام الأحد، ضمن رقابتهم للتأكد من التزام الأفراد وتقيدهم بارتداء الكِمامة والتباعد الاجتماعي في المرافق والأماكن العامة والأسواق والمحلات والمولات التجارية 19 ألفا و 178 مخالفة منذ بداية الأسبوع بحق أفراد خالفوا أوامر الدفاع وعدم ارتداء الكمامة، ومخالفة 362 منشأة ومحلاً تجارياً لم يلتزم أصحابها والعاملون فيها بأوامر الدفاع.

وقرر الأردن منتصف شهر آذار مارس من عام 2020، العمل بقانون الدفاع في عهد رئيس الوزراء السابق عمر الرزاز. 

وبدأت أوامر الدِّفاع تصدر أولا بأول لتنظيم الحياة العامة وحماية المجتمع من خطر الفيروس، فيما بلغ عددها حتى الآن 25 أمر دفاع.

دعوة للتروي 

من جانبه، دعا القطاع الصناعي الحكومة إلى التروي قبل التوجه لأي قرارات تتعلق بالإغلاقات وتشديد الإجراءات المرافقة للحالة الوبائية كحظر أيام الجمع أو زيادة عدد ساعات الحظر.

واكد رئيس غرفتي صناعة الأردن وعمان المهندس فتحي الجغبير في تصريح صحفي حصلت “رؤية” على نسخة منه، اليوم الإثنين، أن الجميع يدرك حساسية الوضع للحالة الوبائية في المملكة، لاسيما بعد ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا بشكل قياسي ومقلق.

ولفت إلى أن تطبيق أي إجراءات جديدة بسبب الوضع الوبائي سيضع الاقتصاد والإنتاجية على المحك، مشددا على أن القطاع الخاص لم يعد قادرا على تحمل المزيد من الإغلاقات.

ودعا المهندس الجغبير الحكومة إلى تشديد الإجراءات الوقائية الرادعة لعدم التزام المواطنين بإجراءات السلامة العامة.

 وبين أن التأكد من مدى التزام الجميع بإجراءات السلامة والتباعد الاجتماعي يعتبر أفضل بكثير من تطبيق إجراءات الحظر.

35 طبيبا قضوا بسبب كورونا 

وفي إطار مواجهة الوباء، أعلنت نقابة الأطباء الأردنيين، ارتفاع عدد الأطباء الذين توفوا جراء إصابتهم بالفيروس ارتفع إلى 35 طبيبا.

وكان آخر هؤلاء الأطباء، الدكتور فايز عطا الرفاعي الذي توفي متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.

ودعت النقابة، الكوادر الطبية والعاملين في خط الحماية الأول إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر والتقيد بالتعليمات والإجراءات الصحية، من لبس الكمامة وغطاء الوجه الخاص بالأطباء، وذلك في ظل زيادة حالات الإصابة بالفيروس.

ويوم الأحد، سجلت وزارة الصحة 11 وفاة و 3917 إصابة بفيروس كورونا، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 4554 وفاة و 363728 إصابة.

وتلافيا لأي تفش جديد، أصدر رئيس الحكومة الأردنية، بلاغا باعتماد التعليم عن بُعد في جميع المؤسسات التعليمية ومؤسسات التعليم العالي العاملة في المملكة حتى نهاية الفصل الثاني للعام الدراسي 2021/2020 ونهاية الفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي 2021/2020.

واستثنى البلاغ، الحالات التي يقرر فيها وزير التربية والتعليم أو مجلس التعليم العالي، حسب مقتضى الحال، استخدام أساليب التعليم التقليدية في بعض التخصصات شريطة التقيد بمسافات التباعد المقررة والالتزام بوضع الكمامة، وذلك بتمديد العمل بالفقرة (6) من البند أولاً من أمر الدفاع رقم (19) لسنة 2020.

المعزولون في منازلهم “قنابل موقوتة” 

من جانبه، وصف رئيس لجنة تقييم الوضع الوبائي الدكتور سعد الخرابشة، المعزويلين غير المتلزمين بمنازلهم جراء إصابتهم بفيروس كورونا بأنهم “قنابل موقوتة” مشيرا إلى أن الأردن دخل في موجة جديدة من الوباء بداية الشهر الجاري.

وشدد الخرابشة في تصريحات صحفية، على أن الالتزام بالإجراءات الوقائية هو السلاح الوحيد للوقاية من عدوى كورونا في ظل غياب المطاعيم، مضيفا أن “خطر كورونا يزداد بالأردن وبالعالم أجمع”.

وقال: إن هنالك توجها حاليا لاتخاذ بعض الإجراءات غير الضارة بالمجتمع الأردني، على أن تتم العودة لحظر يوم الجمعة وزيادة ساعات الحظر الليلي.

وقال: “قد تلجأ الحكومة إلى هاتين التوصيتين وهذا الحد الأدنى من الإجراءات التي يمكن اتخاذها للحد من انتشار الوباء”.

ربما يعجبك أيضا