وسط اتهامات لـ«الهوتو» وإدانات عربية ودولية.. الدبلوماسية الإيطالية تنعى مقتل ممثلها بالكونغو

حسام السبكي

حسام السبكي

من جديد ومن داخل القارة السمراء، يلطخ ثوب الدبلوماسية الدولية بالدماء، من خلال هجوم مسلح، راح ضحيته السفير الإيطالي في دولة الكونغو، بعد ساعات قليلة من إصابته في الهجوم، لتكون أفريقيا شاهدة مرة أخرى، على اغتيال الدبلوماسية الدولية، ما يدفع بالاضطرابات والفوضى والعنف مجددًا، ويقضي على فرص الاستقرار والعيش والسلام.

مقتل السفير الإيطالي

قبل ساعات، أُعلن عن مقتل سفير إيطاليا لدى كينشاسا، بالرصاص خلال هجوم مسلّح استهدف موكب برنامج الأغذية العالمي أثناء زيارة قرب غوما في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، وفق ما أفاد مصدر دبلوماسي.

وقال مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في كينشاسا بحسب “وكالة الأنباء الفرنسية”، إن السفير لوكا أتاناسيو “توفي متأثراً بجراحه“.

وأكد المتحدث باسم الجيش في منطقة شمال كيفو الرائد غيوم دايك أن شخصين آخرين قُتلا في الهجوم، دون تحديد هويتي الضحيتين.

الصورة
الصورةالصورةالصورة

وقالت وزارة الخارجية الإيطالية في بيان، الإثنين، إن سفيرها وأحد أفراد الشرطة العسكرية الإيطالية قتلا في الهجوم.

وأبلغت إدارة المتنزه وفقًا لـ”رويترز” بأن القافلة تعرضت للهجوم في نحو العاشرة والربع صباحا (0815 بتوقيت جرينتش) خلال محاولة خطف نفذها مهاجمون قرب بلدة كانياماهورو على بعد بضعة كيلومترات إلى الشمال من العاصمة الإقليمية جوما.

وكان المتنزه أعلن في وقت سابق أن اثنين في القافلة قتلا وأن السفير أٌصيب. وأفادت مصادر دبلوماسية بأن القتيل الثالث سائق.

فيما كشف موقع Actualite الإخباري المحلي أن الهجوم استهدف قافلة لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، مشيرا إلى أن الحادث وقع قرب مدينة غوما بمقاطعة نورد كيفو. وذكر المصدر نفسه أن القافلة وقعت في كمين منصوب من قبل مجهولين كانوا يخططون لخطف رهائن.

ويشير موقع وزارة الخارجية الإيطالية على الإنترنت إلى أن أتاناسيو كان يرأس بعثة إيطاليا في كينشاسا منذ 2017 وبات السفير عام 2019.

وتعمل عشرات من المجموعات المسلحة في فيرونجا والمناطق المحيطة بها على امتداد حدود الكونجو مع رواندا وأوغندا. وتعرض حراس المتنزه للهجمات مرارا، وقتل ستة منهم في كمين الشهر الماضي.

اتهامات وتعهدات

وعقب وقوع الحادث، اتهمت وزارة الداخلية الكونغولية، الإثنين، المتمردين الهوتو الروانديين بالوقوف خلف الهجوم الذي أسفر عن مقتل سفير إيطاليا في كينشاسا وشخصين آخرين في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

من جانبه، قال وزير خارجية الكونغو نتومبا نزينزا “أتعهد للحكومة الإيطالية بأن حكومة بلادي ستبذل كل ما في وسعها لمعرفة من يقف وراء هذه الجريمة الخسيسة”.

سيل من الإدانات

توالت ردود الأفعال سريعًا، عقب وقوع الحادث الأليم، والتي كان أولها من وزارة الخارجية الإيطالية ذاتها.

إذ قالت الخارجية الإيطالية، قالت الخارجية الإيطالية، في بيان، “تؤكد وزارة الخارجية الإيطالية بأسف عميق وفاة السفير الإيطالي لدى جمهورية الكونجو الديمقراطية لوكا أتاناسيو في جوما اليوم إلى جانب شرطي من الكارابينييري (قوات الأمن الإيطالية)”.

وأضافت “السفير والجندي كانا مسافرين في سيارة ضمن موكب لبعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونجو الديمقراطية (مونوسكو)”.

وإيطاليًا أيضًا، قدمت الحكومة الإيطالية تعازيها للرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا في مقتل سفير البلاد في الكونغو.

وعبر حسابه على “تويتر”، قال وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو: “إنه يوم مظلم وحزين لإيطاليا”.

وأضاف دي مايو: “علمنا بجزع شديد وألم شديد بوفاة سفيرنا لدى جمهورية الكونغو الديمقراطية، لوكا أتاناسيو، وجندي الكارابينيري فيتوريو إياكوفاتشي”.

من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عبر حسابه على “تويتر”: لقد أعربت عن أعمق تعازيّ لوزير الخارجية الإيطالي للخسارة المأساوية للسفير لوكا أتاناسيو وآخرين، الذين عملوا على النهوض بالديمقراطية وحقوق الإنسان والسلام والفرص في جمهورية الكونغو الديمقراطية”.

كما قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب عبر حسابه على “تويتر”: “ أفكاري مع عائلات السفير الإيطالي لوكا أتاناسيو، حارسه الشخصي وسائق برنامج الأغذية العالمي، الذي قُتل في هجوم مروع على قافلة للأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية. المملكة المتحدة تقف مع إيطاليا وبرنامج الأغذية العالمي في هذا الوقت”.

بدوره، قدم وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو تعازيه لإيطاليا في مقتل سفيرها، قائلًا: “بصدمة وحزن عميقين لوفاة السفير لوكا أتاناسيو وضابط من الكارابينيري في هجوم مروع في جمهورية الكونغو الديمقراطية. خالص التعازي لإيطاليا الصديقة والأسر الثكلى والأمة الإيطالية”.

كما قدمت ميليزا هاراديناغ وزيرة خارجية كوسوفو تعازيها لإيطاليا في مقتل السفير، حيث قالت عبر حسابها على “تويتر”: “خالص التعازي لإيطاليا وعائلة السفير الإيطالي لدى الكونغو لوكا أتاناسيو، وعائلة الضابط من الكارابينيري اللذين قتلا في هجوم استهدف قافلة الأمم المتحدة هذا الصباح”.

كما أعرب وزير خارجية لاتفيا إدجارس رينكيفيتش، عن تعازيه الحارة لأسرة السفير الإيطالي في جمهورية الكونغو الديمقراطية لوكا أتاناسيو الذي اغتيل صباح اليوم بالقرب من بلدة كانياماهورو في الكونغو.

وعبرت الخارجية اليونانية عن تضامنها مع نظيرتها الإيطالية في عن وفاة السفير لوكا أتاناسيو وشرطي عسكري خلال هجوم على القافلة الأممية في الكونغو.

وأبدى شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي حزنه وصدمته لاستهداف القافلة الأممية في الكونغو، ما أسفر عن مقتل السفير الإيطالي، مطالبًا بضمان الأمن والسلام في المنطقة.

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، عبر حسابه على “تويتر”: “ علمنا بجزع أن السفير الإيطالي لوكا أتاناسيو وضابط من الكارابينيري قتلا في الكونغو في هجوم على قافلة للأمم المتحدة. تعازينا وعواطفنا مع أسر الضحايا”.

كما عبر الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي، نائب رئيس المفوضية، جوزيب بوريل، نيابة عن مع جميع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عن تضامنهم من وزير الخارجية الإيطالي والأمة الإيطالية، في مقتل ثلاثة أشخاص في الكونغو، بما في ذلك السفير الإيطالي لوكا أتاناسيو.

وأكد بوريل: “ما زلنا مصممين على مواصلة مكافحة كل أعمال العنف في المنطقة”.

وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة الهجوم على قافلة الأمم المتحدة للأغذية، التي قامت بجولة ميدانية مشتركة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، أسفرت عن مقتل السفير الإيطالي في البلاد وحارسه الشخصي وزميل في برنامج الأغذية العالمي.

وطالب غوتيريش بتقديم الجناة إلى العدالة.

عربيًا، قال أيمن الصفدي، وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين: “ندين الاعتداء الغاشم على قافلة لبرنامج الغذاء العالمي في الكونغو والذي ذهب ضحيته السفير الإيطالي وشخصان آخران رحمهم الله جميعًا. أحر التعازي لذوي الضحايا وللزملاء في وزارة الخارجية الإيطالية والأمم المتحدة والكونغو”.

كما أدانت الخارجية الإماراتية الهجوم الدامي، حيث أكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها، أن دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وتتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والإنسانية.

كما أعربت الوزارة عن خالص تعازيها ومواساتها لذوي الضحايا، جراء هذه الجريمة النكراء.

وأدانت الخارجية البحرينية، الهجوم المسلح الذي وقع في جمهورية الكونغو الديمقراطية واستهدف قافلة لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، مما أدى إلى مقتل سفير جمهورية إيطاليا لدى الكونغو، واثنين من المرافقين، معربة عن خالص التعازي والمواساة إلى حكومة وشعب الجمهورية الإيطالية الصديقة وإلى أهالي وذوي الضحايا في هذا الحادث الإجرامي الجبان، مؤكدة شجبها واستنكارها الشديد لكافة أعمال العنف والتطرف.

كما أعرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية عن خالص التعازي وصادق المواساة في مقتل السفير الإيطالي لدى جمهورية الكونغو الديمقراطية لوكا أتاناسيو، وذلك أثر هجوم شنه مسلحين على قافلة الأمم المتحدة، مع الدعوات بأن يلهم الله أسرته وذويه الصبر والسلوان.

وأعربت الخارجية القطرية عن إدانتها واستنكارها الشديدين لمقتل السفير الإيطالي لدى جمهورية الكونغو الديمقراطية وضابط إيطالي وشخص ثالث في هجوم مسلح على قافلة تابعة للأمم المتحدة في مدينة غوما شرقي الكونغو.

وجددت وزارة الخارجية، موقف دولة قطر الثابت من رفض العنف والإرهاب والأعمال الإجرامية مهما كانت الدوافع والأسباب.

وشددت على ضرورة ملاحقة العناصر الضالعة في الهجوم وتقديمها للعدالة.

وعبرت الوزارة عن تعازي دولة قطر لذوي الضحايا ولحكومة وشعب إيطاليا.

ربما يعجبك أيضا