ضمن مخطط الملالي.. مليشيات إيران تتموضع في دير الزور السورية

رؤية – محمود سعيد

تستمر مخططات مليشيا الحرس الثوري الإيراني في سوريا وخصوصا في دير الزور فتارة يؤسس مليشيا جديدة، وتارة يعمل على استقطاب الشباب في ريف دير الزور الشرقي، بهدف بناء ميليشيات مسلحة مقابل رواتب مغرية، وتارة يستحوذ على ممتلكات العرب السنة في المنطقة.

وتعتبر مدينة البوكمال في دير الزور أهم نقطة استراتيجية بالنسبة لنظام الملالي في قم وطهران،لأنها عقدة وصل بالطريق البري الواصل بين طهران وبيروت اللبنانية عبر العراق وسوريا، كذلك تشهد البادية السورية تنافسا بين الحلفاء إيران وروسيا ، فكل منهما يحاول تعزيز نفوذه في المنطقة على حساب الآخر.

وقبل أيام قليلة نقل الحرس الثوري الإيراني من الضفة الغربية لنهر الفرات​ بريف ​دير الزور​ الشرقي، شحنة ​أسلحة​ جديدة إلى ​الأراضي السورية​، نقلها من إيران عبر العراق وصولا لسوريا​، عبر ممعبر غير شرعي بين العراق و​سوريا​ قرب قرية العباس التابعة لمنطقة الجلاء في ريف مدينة ​البوكمال​ شرقي دير الزور.

تمدد إيراني في ريف دير الزور

كتائب “حزب الله العراقي” انتشرت بعمق عشرين كيلومترا في بادية الميادين في ريف دير الزور الشرقي، كما تواصل القوات الإيرانية سعيها لترسيخ نفوذها أكثر فأكثر داخل المناطق التي تخضع لسيطرتها على الأراضي السورية، وذلك عبر طرق وأساليب عدة كعمليات التجنيد واستقطاب الشباب، بالإضافة لكسب ود الأهالي بفعاليات ومساعدات.

وكذلك للمركز الثقافي الإيراني في مدينة دير الزور جهود في نشر التشيع كما منها أخيرا تنظيم رحلة وصفت بالترفيهية لنحو 30 طفلًا من أبناء المدينة إلى “حديقة الأصدقاء” التي أنشأها المركز الإيراني في منطقة حويجة صكر.

“مليشيا فاطميون” الأفغانية الموالية لإيران قامت بحل “اتحاد الفلاحين” التابع لحكومة الأسد في مناطق تواجدها بريف الميادين، وبدأت تستثمر الأراضي الزراعية من خلال قيامها بإنشاء ورشات لحراثة الأراضي الزراعية بأسعار أقل من المتعارف عليها، وقدمت عروضاً للفلاحين في المنطقة لدعم محاصيلهم مقابل الاستثمار بحصاد الأراضي الزراعية وعدم بيعها لغيرهم.

ميليشيا جديدة في دير الزور

كما أنشئ “الحرس الثوري” الإيراني ميليشيا جديدة تدعى “هاشميون” شرق سوريا بهدف حماية ما أسماه  “المقدسات الشيعية” في محافظة دير الزور، وقال الناشط والمحلل السوري عهد الصليبي: “المجموعة نشطت خلال الفترة القصيرة الماضية في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي”، وأضاف بحسب “نداء بوست” أنّ “المجموعة مؤلفة من 15 عنصراً جميعهم من عشيرة المشاهدة، ويدّعون أثناء التعريف عن أنفسهم بأنهم من آل البيت، شكلوا مجموعة مسلّحة برعاية مليشيا (الفوج 47) الإيرانية، واتخذوا من أحد مقراتها في الشارع العام بمدينة البوكمال مركزاً  لهم”.

إخفاء الأسلحة

كما نقلت المليشيات المسلحة التابعة للحرس الثوري الإيراني في سوريا كميات كبيرة من صواريخ الكاتيوشا وأسلحة ثقيلة إلى شبكة أنفاق في مدينة الميادين شرقي دير الزور، خوفا من استهدافها من قبل طيران إسرائيل أو التحالف الدولي، مليشيا فاطميون الشيعية الافغانية نقلت كميات كبيرة من الصواريخ والأسلحة الثقيلة التي كانت مخزنة في خانات معدة لتربية المواشي بمنطقة حاوي في الميادين إلى شبكة أنفاق كان تنظيم داعش قد حفرها إبان سيطرته على المدينة.

وكانت المليشيات المتعددة الجنسيات الموالية لإيران عمدت أيضا إلى نقل مقرات قديمة إلى مواقع جديدة، ونقل سلاح وذخيرة إلى مستودعات مختلفة في منطقتي البوكمال والميادين وأطراف مدينة دير الزور بعد أن تصاعدت المخاوف الإيرانية من تجدد استهداف “الطائرات المجهولة” قواتها في سوريا.

هجمات تستهدف مليشيا إيران

فيما قتل 6 عناصر وأصيب آخرون من ميليشيات الحرس الثوري الإيراني، جرّاء هجوم شنه مجهولون على إحدى نقاطهم في محافظة ديرالزور، وقال موقع “نهر ميديا” المحلي، إن مجهولين هاجموا نقطة لميليشيا الحرس الثوري تقع بالقرب من الشريط النهري على نهر الفرات غربي مدينة العشارة بريف دير الزور تسمى “علي 14″، والتي تستعملها المليشيا كمعابر غير شرعية تربط بين مناطق سيطرة قوات الأسد ومناطق سيطرة مليشيا قسد.

اشتباكات حلفاء الأمس

كما دارت اشتباكات بين قوات “الدفاع الوطني” المقربة من روسيا، وعناصر من “الفوج 47” التابع لـ “الحرس الثوري الإيراني” في مدينة البوكمال شرق ديرالزور، ونقلت شبكات إعلامية محلية، إن منطقة دوار المصرية في البوكمال، شهدت اشتباكات بين “الدفاع الوطني” و”الفوج 47″ أدت إلى إصابة عنصر من الأخير وإصابة مدني.

وأضافت أن الاشتباكات تطورت بين الطرفين نتيجة ذلك، موضحة أن عناصر “الفوج 47” هاجموا مقر “الدفاع الوطني في شارع المعري بالبوكمال واندلعت اشتباكات بمحيط المقر أسفرت عن وقوع جرحى من الطرفين، بالإضافة إلى أسر عناصر من الفوج 47”.