تركيا في الصومال.. التعليم سلاح أردوغان لتتريك البلد العربي

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

لم تسلم دولة الصومال المنهكة بفعل الحروب الأهلية والمجاعات من مخططات الرئيس التركي رجب أردوغان بالرغم من بعد المسافة بينهما، إذ يسعى دائمًا لاختراقها ووضع يده عليها للاستفادة من ثرواتها وموقعها الاستراتيجي المطل على القرن الأفريقي والمحيط الهندي لتوسيع نفوذها في “القارة السمراء”.

كعادة النظام التركي دائمًا في اختراق الدول يبدأ بالغزو الناعم عبر المساعدات والتعليم، إذ تمكنت المدارس التركية في الصومال والتي يدعمها وقف الشؤون الدينية بأنقرة “ديانت” من الانتشار السريع في المجتمع الصومالي، وأصبحت ذات صيت ذائع هناك، خاصةً أن الوقف يدعم بعض الملتحقين بالمدارس التركية التي تمنح شهادة فاتح سلطان وإمام خطيب. 

محاولات التتريك

المدارس التركية تمنح أرفع الشهادات في مقديشو ويقبل عليها أبناء النخب الحاكمة، إضافةً إلى الطبقات الأخرى، ويتقدم لها كل عام أكثر من 2000 وبسبب القدرة الاستيعابية لها تقبل 1000 فقط، تقدم أنقرة منح للطلاب مما يمثل حافزًا لجذب أكبر عدد للالتحاق بالمدارس التركية وترك نظيراتها العربية، إذ التحق بالمؤسسات التعليمية، بعد اجتياز دورات في اللغة التركية، وذلك لتتريك الصوماليين وغزوهم داخل المؤسسات التعليمية والفكرية، بحسب سكاي نيوز عربية.

أنشأت الهيئة الإغاثية IHH كلية الأناضول التابعة لجامعة زمزم الصومالية، التي تعد أول كلية زراعة في البلاد التي يتلقى فيها 40 طالب مجانًا باللغة الإنجليزية ويدرس فيها الأساليب الزراعية الحديثة، بالإضافة إلى اشتمالها على مكتبة كبيرة تحتوي مختلف الكتب باللغة الإنجليزية والعربية والتركية، ومختبر تحليل الماء والتربة، تم افتتاحها في عام 2014، وأنشأت الكلية من أجل تحسين الإنتاج الزراعي وزيادة خبرة أهل المنطقة أمام ما تواجهه من مجاعات.

مشاريع «تيكا»

كما قامت وكالة تيكا للمساعدات بترميم مدرسة صوناد لضعاف السمع، وجهزتها بأحدث الأجهزة مثل الحاسوب والطباعة وذلك في عام 2016، وأنشأت مركزًا لتعليم الطيران في عام 2016، وسلمته لوزارة النقل، وذكر وزير النقل والطيران الصومالي محمد عبدالله صلاد حينها أن المركز سيساهم في تطوير الطيران المدني ويشكل خطوة أولى لعودة مؤسسة الطيران والأرصاد الجوية التي تم نقلها إلى العاصمة الكينية نيروبي عقب انهيار الحكومة المركزية في الصومال.

كما نفذت الوكالة مشاريع للمدارس والجامعات، منها ترميم مدارس وتوفير مستلزمات التعليم ومختبرات عملية، وأجهزة حاسوب، وأجهزة عرض ضوئي بالجامعات.

سيطرة على العقول

لم يكتف الأتراك بالتعليم النظامي فقط لنشر ثقافتهم ولغتهم في الصومال، بل اعتمدوا على وسائل أخرى منها فتح مدارس خاصة لتعليم الكبار باللغة التركية وإعطاء الأولوية في فرص العمل في مؤسساتهم للذين يتحدثون التركية، من أجل تحفيز خريجي المدارس الثانوية والجامعات لتعلم اللغة، ما أدى إلى إقبال كبير على تلك المعاهد للاستفادة من الفرص المتاحة في الميناء والمطار والمستشفيات التي ترعاها المؤسسات التركية، حتى أصبح الصوماليون الذين باتوا يجيدون اللغة التركية في مقديشو وحدها يتجاوز عددهم الـ6 آلاف أغلبهم من الشباب وخريجي المدارس الثانوية، وفقا لموقع العربية نت.

كما نجح النظام التركي في السيطرة على المدارس المخصصة لتعليم مناهج الأزهر، بمساعدة رجال الحكومة الموالية لأردوغان وبدأت مؤسستي نايل وأناضول إدارة مدرسة الشيخ صوفي الثانوية ومدرسة 15 مايو التي تحولت إلى معهد  لتدريب الفتيات بإدارة تركية، كما تم تغيير الأسماء من أسماء عربية إلى أسماء تركية، وبدأت مثلًا بمعهد كان يطلق عليه اسم معهد العلوم الصحية، حيث تم تغيير اسمه إلى معهد أردوغان المهني العالي للعلوم الصحية.

كما تم إنشاء مركز تعليمي آخر باسم مركز أناضول التعليمي ويشمل كافة المراحل التعليمية من الابتدائية إلى الثانوية، بالإضافة إلى مدرسة البدير التابعة لمؤسسة نايل، وتدار بشكل رسمي من جانب الحكومة التركية، إضافةً إلى مدرسة بنادر التي تمت تسميتها بمدرسة “كبلونوما”، وتقوم كل هذه المدارس بتعليم اللغة التركية، ونشر الثقافة التركية.

ربما يعجبك أيضا