مكافحة الإرهاب..حملات ألمانية ضد جمعيات تركية متطرفة

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

تشن الشرطة الألمانية حملة مداهمات واسعة منذ صباح اليوم الخميس ضد جمعية “تركية ” قريبة من تنظيم “داعش” الإرهابي.

ونقلت صحيفة بيلد الألمانية عن مصادر أمنية قولها إن “الشرطة تشن في العديد من مقاطعات برلين وفي براندنبورغ منذ الساعة 6 صباحًا مداهمات ضد إسلاميين”.

محاربة التطرف

أوضحت مصادر قريبة من السلطات الألمانية أن “حوالي 800 من عناصر القوات الخاصة في الشرطة قامت بتفتيش أهداف منذ 6:06 صباحًا، في مناطق ماركيشيس فيرتيل ونيوكولن ويدينج وتيرغارتن في برلين”، مضيفة “هناك مداهمات أيضا في مقاطعة براندنبورغ”.

وتتعلق المداهمات بتنفيذ أمر حظر ضد جمعية تركية عربية، تشتبه السلطات في أنها قريبة من “داعش”، وفق بيلد.

فيما كتبت وزارة الشؤون الداخلية والرياضة في ولاية برلين على تويتر أنها “حظرت الجمعية المعروفة باسم جامعاتو برلين أو توحيد برلين. وتابعت “هناك مداهمات في الوقت الحالي تنفذها الشرطة في برلين وبراندنبورغ. ولم تنته المداهمات حتى الساعة 8 بالتوقيت المحلي.

وقال المتحدث باسم شرطة برلين، مارتن سترالو في تصريحات صحفية “نحن في مهمة مع 800 عنصر من الشرطة بناء على طلب من وزارة الشؤون الداخلية في برلين.. والمهمة لا تزال جارية”.

وتابع أن “الهدف من العملية هو تأمين الأدلة”، مضيفا “لا توجد أنباء في الوقت الحالي عن تنفيذ الشرطة أي اعتقالات”.

ووفق المعلومات الأولية، فإن الجمعية التركية العربية لا تدير مسجدها الخاص، ولكن يلتقي أعضائها في شقق خاصة.

ونقلت بيلد عن مصادر أمنية أن “أحد أعضاء الجمعية البارزين معروف للشرطة، وكان على علاقة قوية بأنيس العامري منفذ هجوم برلين” الذي راح ضحيته 12 شخصا في نهاية عام 2016.

الذئاب الرمادية هي الأخطر

رغم أن أنقرة تنشر عدة أذرع متطرفة في الأراضي الألمانية، فإن تنظيم الذئاب الرمادية سيئ السمعة يعد الأخطر والأكثر تطرفا، ويعمل على إشعال التوترات في أوساط الجالية التركية، ويمثل تهديدا للأمن والديمقراطية.

ويتخذ التنظيم من “الذئب الرمادي” رمزا له، وهو أسطورة تركية قديمة ترمز إلى القوة والعدوانية. وينشر التنظيم الأفكار القومية والعرقية المتطرفة، ويهدف للقضاء على المعارضين السياسيين.

ووفق دراسة للمركز الاتحادي للتدريب السياسي في ألمانيا، فإن تنظيم الذئاب الرمادية متواجد في الأراضي الألمانية منذ عقود، ويملك العشرات من التنظيمات الصغيرة والمتوسطة، مثل Türk Federasyon و”ايتيب”.

ويشن التنظيم المتطرف حملات دعاية ضد المعارضين الأتراك المقيمين في ألمانيا من اليساريين والأكراد والأرمن.

ويملك 18 ألف عضو في الأراضي الألمانية، ما يجعله أكبر تنظيم متطرف في البلاد، إذ يبلغ عدد أعضائه ومنظماته 3 أضعاف حزب “إن بي دي”، أخطر حزب نازي في ألمانيا، وفق المصدر ذاته.

قانون موحد          

يرى مراقبون ان أي قانون أوروبي موحد لمكافحة الإرهاب يجب أن يواجه الدول الداعمة له وخاصة لتنظيمات الإسلام السياسي على غرار التنظيمات المتشددة الذين تمتعوا لعقود بمنافع قوانين حقوق الإنسان واستغلوها لنشر الأفكار المتطرفة.

وكانت الجماعات الكتطرفة والجماعات القريبة منها شكلوا هياكل مالية وتنظيمية في الدول الأوروبية بحجة مطاردتهم من قبل الأنظمة العربية ليتضح أن أوروبا وأمنها الداخلي تحولا إلى ضحية الفكر المتطرف الذي غرس داخل الجاليات المسلمة.

ويرى مراقبون أن الدعوات من قبل المسؤولين الأوروبيين قد تأخرت ولكنها ضرورية لمواجهة خطر التطرف حيث تحولت الأراضي الأوروبية إلى منطقة رخوة لتفريخ الإرهاب بحجة حقوق الإنسان والدفاع عن الديمقراطية.

وإلى جانب فرنسا اتخذت النمسا قرارا بإغلاق ما وصفته بـ”المساجد المتطرفة” بعد الهجوم الإرهابي في فيينا وسط تصاعد الدعوات الأوروبية لإنهاء كل أشكال التساهل مع التطرف الديني.

ربما يعجبك أيضا