«قلادة رغد صدام حسين» تثير الجدل بين أبناء العراق بالخارج

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

أمستردام- أثار ظهور ابنة الرئيس الراحل صدام حسين “رغد صدام حسين” في قناة العربية، جدلا كبيرا بين  أبناء الجالية العراقية في أوروبا وربما في العالم كله، فهناك من استقبل حديث رغد بشيء من النقد  والرفض وكانت السخرية من الثمن الباهظ على حد قولهم  للقلادة التي ارتدتها  إبنة الرئيس، وفي المقابل  هناك من رحب بالحديث، ورفض الكلام على القلادة وملابس ابنة الرئيس بالسلب والسخرية.

ومن جانبه انتقد السياسي العراقي الدكتور محمد الشيخلي أبنة الرئيس في رسالة نشرها على صفحته على الفيسبوك، من ضمن ما كتب في رسالته “سيدتي رغد دعيني أكون ناصح أمين أن ظهورك الأخير على قناة العربية لم يكن موفقا ( بجوانبه وأبعاده الإنسانية ) وسيكون سبب لقطع أرزاق عوائل أبرياء حتى وإن تبرعت بقيمة أو ثمن العقد القلادة  التي ترتدينها فإنه لن يكفي لسداد من ستقطع رواتبهم ويحرمون من تقاعدهم ، وسوف يعيشون ذل السؤال فلا تكوني عونًا للظالم على ظلمه حتى وإن كان بحسن النية فارحموا عزيز قوم ذل”.

 ولكن رعد الفيصل رئيسة اتحاد النساء العراق بالمجلس الوطني للمعارضة العراقية، رفضت هذا الحديث ودافعت عن رغد صدام  حسين بوصفها بالقيمة الوطنية الكبيرة، وقالت نرفض التشهير بها والتشكيك في وطنيتها، والحديث عن مصدر ثروتها، ودافعت بالقول رغد ورثت عن زوجها وعملت بالتجارة، و مصدر ثروتها معلوم للجميع.

وأكملت ولكن التشكيك الهدف منه إبعادها عن الأضواء، لأهداف سياسية، وأوضحت الفيصل أن هناك فصيل من المعارضة  يدعي الانتماء لنظام صدام حسين، وإنه معارض للتدخلات الإيرانية والأمريكية في العراق ولكنه اتضح أنه ادعاء غير صحيح، على حد قولها.

وعلق المحلل السياسي العراقي الدكتور صلاح المختار عن ذلك بالقول، بداية لم أحاول إعطاء رأي في ظهور السيدة رغد صدام حسين في قناة العربية لأنني كنت أنتظر الحصيلة النهائية لردود الأفعال وأقرر هل ثمة حاجة لإبداء وجهة نظري أم لا، أما وقد طفت فوق السطح أصوات اهتزت شوارب أصحابها ليس رجولة ولا حرصًا على شعب العراق بل أنانية أو بدافع آخر، فإنني ملزم بأن أضع النقاط على الحروف، كي ينتبه من غطس في بحر أوهامه وظن أنه صار أكبر من آلاف الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء للعراق بعد الغزو وقبله.

وأكمل العيب كل العيب في شوارب ترتجف لأنها تظن أن فرصتها التي حلمت بها قد ضاعت بعد مقابلة رغد  ولا ترى أن عراقية باسلة قد حققت النجاح الإعلامي والنفسي والسياسي لصالح قضية العراق والذي لم يحققه غيرها لا عراقيا ولا عربيا ولا عالميا كما سنرى.

لهذه الأسباب رغد صدام عملت لمصلحة العراق وليس العكس!

أول الحقائق الواجب عدم نسيانها هي أن رغد صدام تربعت إعلاميا على عرش.

لم يسبقها إليه أحد سوى صدام ، وهو ما أكدته المشاهدات التي سجلتها كافة منصات التواصل الإعلامية طوال السنوات الماضية وذكرت أن صور صدام كانت طاغية وحصدت أكثر من مائة مليون مشاهدة.

 ثم تأتي ابنة صدام لتسجل أعلى رقم سجل حتى الآن في تلك المنصات وهو 105 مليون مشاهدة كما اعترفت قناة العربية، وهذه الحقيقة بحد ذاتها كان يجب أن تكون مفخرة لأي معارض للاحتلال،  فلو افترضنا أن نصف هؤلاء – أي أكثر من 50 مليون إنسان- مع تحرير العراق فذلك كسب غير مسبوق إعلاميا.

لنضع النقاط على الحروف، إن الحكم على أداء رغد هو النتائج فقد سجل مشاهدات لم يسجلها أحد قبلها، والحقيقة الأبرز التي طغت وأسقطت حملات الشيطنة لصدام وللنظام الوطني طوال 17 عاما من الكوارث هي أن صدام ما زال قوة الحاضر ورمز المستقبل بنظر الغالبية الساحقة حد اسقاط اكثر  الأوهام لدى عراقيين وعرب  فاهتزت شواربهم  نخوة  وهم يرون ان كارثة العراق وإعدام صدام تبعتها كوارث اليمن وسوريا وليبيا ولبنان وكل الأقطار العربية، وأكمل حقدا وانتقاما من ماض سجل فيه العرب خصوصا عراقهم الناهض العظيم مفاخر وثقتها الأمم المتحدة ومنها زراعته التي أشبعت البطون وصناعته التي ارتوت منها العيون التي كانت مرتاعة من التخلف، والطب والتعليم المجانيين وعشرات الإنجازات العظيمة.

أن المائة وخمسة ملايين مشاهدة التي سجلتها رغد كانت نتاج لوعة الضمائر الحية التي عرفت الحقيقة وانحازت لها بلا تردد بعد أن زهقت من وعود العملية السياسة فوجدت في رمزية رغد فرصتها للمساهمة في النضال العربي ! وهذا الرقم فاق أرقام نجوم ومشاهير العالم كله من علماء وفنانين وأدباء الذين غزو مخيلة الناس حبا وإعجابا فجاءت ابنة صدام لتدفع بكل هؤلاء خلفها  وتسجل للعرب وليس للعراقيين فقط أعلى انتباه وأعمق تأثير في الضمائر ، لقد شاهدت الملايين صدام يهز أركان أمريكا والإسرائيليتين الغربية والشرقية بفروسيته وتنكره للذات وتسجيله ما لم يسجله أحد في ذاكرتنا قبله حتى في الأساطير القديمة عندما أرادوا إذلاله في المحاكمات فأذلهم ببطولته واستعداده للموت من أجل قضية الشعب فحولها إلى محاكمة للجواسيس والغزاة وازاح بقوة الضمير الحي أطنان الأكاذيب التي لفقت لشيطنة النظام الوطني.

وهكذا رأى العالم  كله مشهدا أسطوريا لم يحملق في مثله من قبل بدهشة وإعجاب حتى إنه أجبر جبابرة التزييف والأحقاد على التراجع عن اتهاماتهم وتلفيقات هم، وجون نيكسون ضابط المخابرات الأمريكية أحد الأمثلة الحية على هزيمة الشيطنة أمام عظمة صدام وكان هذا الضابط في المخابرات الأمريكية يمثل شخصية صدام في المخابرات الأمريكية كجزء من أساليبها طوال سنوات وكلف بالتحقيق معه بعد أسره، فغاض سيده بوش بامتداح صدام أمامه وهو مسحور به، ولم يكتف بذلك بل وثق اعترافاته بأنه هو وأمريكا بكل أجهزتها كانت تزيف حقيقة صدام في كتاب أصدره مؤكدا أن صدام شخصية فذة وعظيمة.

وأضاف غاضبا كيف يتجرأ وطني واحد على أن يضع نفسه في صف واحد مع خامنئي وتغوله في العراق ومع نتنياهو وبوش الصغير وهو يرى ابنة صدام وهي تهدم بعظمة صدام كل عروش الأكاذيب وتضيف للعراق والعرب مفخرة التفوق في الشعبية والاحترام على كافة نجوم العالم ومشاهيره ثم ينكلون بها؟ فكيف، كيف، وكيف يغطس وطني حقيقي في بحر الأنانية وهو يفجع بتفوق رغد إعلاميا لأنه صدم بأن الفرصة التي حلم بها فقدها عندما رأى فجأة حقوق الدم والاستشهاد هي الأقوى لأن من صمد وناضل يستحق مركز الصدارة في تمثيل العراق جنبا إلى جنب مع كل عراقي وقف معه وضحى مثله من أجل عراق متحرر وليس من أجل منافع خاصة؟ فكيف، كيف، وكيف  لعربي انحاز للحق ألا يرى في مقابلات رغد كل تلك الهالة الوطنية المشعة للعراق أولا وثانيا وعاشرا وهي تزيل الهالات الزائفة التي رسمها أعداء الأمة العربية فيغمض عينيه ليرى فقط أن حلمه بدور ومكسب قد تلاشى بعد أن تبين للجميع أن العراق ليست مزرعة لا حارس لها؟

وأكد أن رغد كانت مستقرة وهادئة ومسيطرة ولم تفقد نباهتها رغم أنها ابنة المأساة العائلية والوطنية حيث استشهد الأب صدام، والأخوان الوحيدان لها عدي وقصي، وابن الأخ مصطفى، وعمان هما برزان وسبعاوي، وابن عم والدها علي حسن المجيد استشهد كل هؤلاء من أجل العراق فهي مكلومة وفي أشد حالاتها مأساوية وليس ثمة شك في أن من تجاوز حدود نقدها بالإساءة إليها لا يملك ولو واحدًا بالألف من تضحياتها العائلية، كما أن رغد تعرضت للتهجير والتهديد والغربة عن الوطن ومع ذلك بقيت مسيطرة وأثبتت أنها ابنة صدام بقوتها وجلدها وبعد نظرها، وتلك سمات خاصة سجلت بها أنها رقم صعب في مسيرة العراق ومستقبله وهي حقيقة لم يكن أقرب الناس إليها قد اكتشفها قبل المقابلة الأخيرة.

وقال المختار موضحا كان على كل وطني وهو يرى رغد المستقلة حزبيا تتوهج بحضورها القوي الاقتناع بحقها الطبيعي كمواطنة عراقية في المشاركة في تقرير مصير العراق ومستقبله كغيرها من أبناء العراق ولكن خارج إطار العملية السياسية الحالية وليس فيها، كان على كل وطني حقيقي أن يدعمها ويعدها إضافة نوعية لمن أكدوا طوال سبعة عشر عاما من الغزو أن لا هم لهم سوى تحرير العراق، لا أن ترتجف الشوارب حسدا عندما يرى حاملوها فوق شفاههم عراقية ترتفع متوهجة فيظن أنها ستدفعه للخلف.

رغد بذاتها مقتدرة وهو ما أثبته في المقابلات وبذلك لم تعد رغد صدام حسين فقط بل هي أيضًا رغد التي وقفت على رجليها معتمدة على نفسها ونجحت بقدرتها، وإن كان سحر صدام  قد دعمها واكتسبت منه بعضا من قوتها، ونحن في مرحلة نحتاج فيها للناجحين لا أن نقتلهم بارتجاف الشوارب غيرة وحسدا أما من توكأ على عكازة أن ظهور رغد قدم المبرر لحملات اجتثاث للمناضلين في الداخل وحرمان لمن يعيش على الراتب التقاعدي فهي حجة من لا يعرف معنى النضال أصلا وليس مستعدا للمساهمة في إنقاذ العراق لان همه الوحيد هو مصلحته الشخصية ، وتلك صفة  غريبة على من يدعي أنه يريد تحرير العراق.

ربما يعجبك أيضا