تشكيل الحكومة.. خلافات متصاعدة بين القوى السياسية اللبنانية

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

تستمر الخلافات بين القوى السياسية في لبنان، وبالتالي تستمر معضلة تشكيل الحكومة اللبنانية،  حيث يعجز لبنان حتى اليوم عن تشكيل حكومة لتخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة حسان دياب، والتي استقالت في 10 أغسطس/ آب الماضي، بعد 6 أيام من انفجار مرفأ بيروت.

ورغم تكليف زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، وإعلانه أنه قدم إلى عون “تشكيلة حكومية تضم 18 وزيرا من الاختصاصيين غير الحزبيين” أي التكنوقراط، لكن عون وتياره أعلنوا اعتراضهم على ما اعتبروه بـ”تفرد الحريري بتسمية الوزراء، خصوصا المسيحيين، دون الاتفاق مع الرئاسة”.

كذلك فإن تعنت “الثنائي الشيعي” الممثل في حركة أمل ومليشيا “حزب الله” اللبنانية ، أي القوى التي تهيمن بسلاحها غير الشرعي على لبنان، ساهم كذلك في منع تشكل الحكومة، فتلك القوى الموالية لإيران تنظر باستعلاء لمختلف القوى والأحزاب اللبنانية وتسعى لفرض إرادتها على الحكومة اللبنانية الجديدة، وهو الأمر الذي أشعل خلافات بين الطوائف على تولي الوزارات حيث تتمسك القوى الشيعية الرئيسية بحقيبة وزارة المالية.

الدولة اللبنانية عانت من الأزمات بسبب عدم تخصص الكثير من الوزراء الذي كانوا يعينون في بعض المناصب تبعا لطائفتهم وليس لتخصصهم.

كذلك فإن عون تجاوز حدود صلاحياته التي أقرها الدستور اللبناني، فهو ليس شريكا لرئيس الوزراء المكلف في تأليف الحكومة، وهو متعنت في ذلك حتى لة استمر لبنان في الشهور القادمة في ظل حكومة تصريف أعمال “عرجاء”،

فهو يريد أن يتدخل في وزراء الطوائف الأخرى من غير “المسيحيين” وهذا لم يحدث من قبل، وهو يستقوي بحزب الله الموالي لإيران في ذلك وهذا تجاوز لصلاحيات رئيس الوزراء السني.

كما أعلن “حزب الله” اللبناني، تمسكه بتسمية وزرائه في الحكومة الجديدة، مؤكدا رفضه قيام أطراف أخرى بذلك، وجاء في بيان الحزب “نرفض بشكل قاطع أن يسمي أحد عنا الوزراء الذين ينبغي أن يمثلونا في الحكومة أو أن يضعوا حظرا على تسلم المكون الذي ننتمي إليه حقيبة وزارية ما وخصوصا وزارة المالية”.

خطر الزوال

أما الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط يرى أن “البعض لا يفهم على ما يبدو أن الجهود التي تقودها فرنسا لإخراج لبنان من الأزمة هي الفرصة الأخيرة لإنقاذ البلاد”، مرددا تحذيرا من باريس بأن لبنان يواجه خطر الزوال بدون تنفيذ الإصلاحات.

فيما قال المحلل السياسي البارز إياد أبو شقرا: “لماذا كثرة الكلام وإضاعة البوصلة؟ لا مستقبل للبنان بوجود مشروع حزب الله، ورئاسة ميشال عون، وأطماع جبران باسيل، وإذا كان الرئيس ماكرون يرفض تشخيص الداء، ومستعداً للتعاون مع مَن لا يعترفون بالدولة، ولا بعملون في إطار مشاريع إقليمية (للأسف تؤيدها باريس) فالسيناريو واضح، كانت بداية تسوية، وانتهت أساس مشكلة وقضاءً مبرماً على وطن”.

وتابع: فصل مؤسف جديد، ولكن خلفه قناعات قديمة، في علاقات فرنسا بالشرق الأوسط، فتبنيها الكامل لمخطط إيران في المشرق عابق بإرثي “المسألة الشرقية” و “حلف الأقليات”، فرصة قيام دولة حقيقية في لبنان.. باتت بحجم فرصة نجاح  “حل الدولتين” لأزمة فلسطين.

ربما يعجبك أيضا