علم الجمهورية في جبال هيلان.. انتصارات واسعة للشرعية اليمنية

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

يبدو أن الخسائر الفادحة التي تكبدتها مليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران، تسببت بخلخلة صفوفها، وبالتالي لخسارتها لمواقع استراتيجية هامة، ولرفع علم الجمهورية اليمنية معظم سلسلة جبال هيلان الاستراتيجية دلالات جيوسياسية لا تخفى على اليمنيين خاصة، وعلى كل متابع للشأن اليمني عامة، فالسلسة تقع في مديرية صرواح غرب مأرب ويربطها مع جبهة نهم بوابة العاصمة اليمنية صنعاء.

وإن تمكنت قوات الشرعية من صد هجمات الحوثي “الجنونية” على جبهات هيلان، فسيعني ذلك حسم المعركة كذلك في جبهات صرواح، وستنتقل المعركة إلى تخوم العاصمة صنعاء عن طريق مديرية خولان.

وهذه الانتصارات في جبهات هيلان وصرواح والكسارة وباتجاه الجوف، تؤكد أن مأرب معقل الشرعية كسرت شوكة المليشيات الكهنوتية الموالية لإيران، مأرب التي كسرت ميلشيا الحوثي وهي في أوج عنفوانها قبل سنوات تعيد الكرة، وتتكفل اليوم بدفن مخططات خامنئي في اليمن رغم كل الصعوبات وربما “الخذلان”.

والحقد الحوثي على مأرب ليبس له مثيل، فهي حالت دون سيطرة ميلشيا الحوثي على كامل اليمن وبالتالي تغيير هوية المجتمع اليمني العربي، الميلشيا الإرهابية وبأوامر من الحرس الثوري الإيراني أطلق عدد من الصواريخ البالستية على المدنيين والنازحين في مدينة مأرب.

والآن يستميت الحوثي في جبهات هيلان وصرواح والكسارة ويستخدم مجددا أسلوب الأمواج البشرية كما استخدمته إيران في حربها مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي، و هو ما يسميه أهل اليمن “الانساق”، وهذا الأسلوب يعني الهجوم بموجات من مئات أو آلاف العناصر في وقت واحد ، وكلما فشلت موجة أرسلوا الأخرى، وتلك المليشيات زجت بأعداد كبيرة من المجندين قسريا من المدنيين اليمنيين ، وهي تحتفظ بنخبتها التي تدربت على أيدي الحرس الثوري الإيراني وميلشيا حزب الله اللبنانية في الصفوف الخلفية.

سلطان العرادة

بدوره أشاد محافظ محافظة مأرب اللواء سلطان العرادة بالانتصارات الأخيرة التي حققها الجيش اليمني والمقاومة الشعبية في صرواح و هيلان والسيطرة على أهم المواقع العسكرية في جبل هيلان، ورفع العلم الجمهوري عليها.. لافتا إلى أن هناك ترتيبات في مختلف الجبهات.

وأضاف المحافظ العرادة خلال زيارته لإذاعة مأرب “وقفت مأرب ومعها شرفاء الجمهورية والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، سداً منيعاً أمام هذا المشروع منذ بدايته الأولى، ونحن اليوم نراهن على الله ثم على النضوج الفكري لأبناء المحافظة وساكنيها من كل المحافظات، وأردف “نحن ندرك أن ميلشيا الحوثي تنطلق في حربها على مأرب من منطلق انتقامي لأن مأرب هي من حال دون استقرار مشروعها الانقلابي وتغيير هوية المجتمع

قتلى وخلافات

وكانت جبهات مأرب خلفت بحسب مواقع محلية يمنية، عدد كبير من قتلى المليشيات بينهم قيادات بارزة كان منهم: القيادي الحوثي المنتحل صفة عميد، محمد محمد عبدالله شرف الدين، وهو وكيل نيابة لدى القضاء العسكري التابع للميلشيات، وتربطه مصاهرة مع زعيم الميلشيات عبدالملك الحوثي، إلى جانب العميد محمد الصغير مقبل قايد الرضي، والعميد بشير شاقي الصوفي، والعميد صدام علي الوظاف، والعميد يحيى يحيى القاسمي، ونصيب عبدالله طاهر عثمان، إلى جانب سبعة برتبة مقدم، وأربعة برتبة رائد، وأربعة برتبة نقيب، وتسعة برتبة ملازم.

كما شهدت الصفوف الأولى من قيادات الحوثيين خلافات كبيرة على خلفية الهزيمة التي منيت بها عناصرهم في جبهات مأرب المختلفة، حيث أدت إلى إزاحة عبدالخالق الحوثي، شقيق عبدالملك الحوثي عن المشهد في مأرب، وتعيين القيادي الحوثي المدعو “محمد الغماري” خلفاً له، في رئاسة ما يسمى المنطقة العسكرية المركزية لعناصرهم القتالية.

يقول الباحث والخبير اليمني عبدالسلام محمد: “ما يحصل من قتل وسحل من قبل الحوثي لأنصاره من القيادات القبلية مؤشر على  تمرد قبلي شعر به فعليا أو  تمرد متوقع للقبيلة نتيجة الظلم والاضطهاد الذي يمارسه خاصة في اختطاف الشباب وإجبارهم على القتال وهذا أكثر القرارات التي أدت إلى تصادم الحوثيين مع حلفائهم من القادة القبليين، ومن خلال تلك المؤشرات فإنه يبدو أن جماعة الحوثي استفدت خياراتها وأحرقت مراحلها، بسرعة أكثر من المتوقع ، وهذا سيدفعها إما لمراجعة الثمن الذي دفعته ودفعه اليمنيون بسبب اختيارها لطريق العنف،  أو توقيع المشهد الأخير بيدها وإسدال الستار على أكثر حركة عنصرية إجراما عرفها تأريخ اليمن!”.

ربما يعجبك أيضا