خشية من العقوبات.. طهران تهدد بتمزيق اتفاقها مع الوكالة الدولية

يوسف بنده

رؤية

تسعى الولايات المتحدة الأميركية، أثناء اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية غدا الاثنين، على دعم الدول الأخرى لتمرير قرار مقترح يهدف إلى زيادة الضغط على إيران بشأن أنشطتها النووية المتصاعدة، حسبما ذكرت وكالة بلومبيرج.

وفقا لتقرير بلومبيرج، وزع الديبلوماسيون الأميركيون وثيقة تشير إلى استياء الولايات المتحدة الأميركية، من الإجراءات الإيرانية في خفض الالتزامات النووية ويطلب من طهران التعامل الكامل مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وكانت وكالة أنباء “رويترز” قد أعلنت أنها حصلت على رسالة من إيران تهدد فيها بأنها قد تنهي اتفاقها الأخير مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذا دعم مجلس المحافظين التابع للوكالة، خلال اجتماعه غدا الاثنين، مشروع القرار الأميركي المقترح ضد الأنشطة النووية الإيرانية.

ومن المقرر أن يجتمع مجلس المحافظين في فيينا الأسبوع المقبل لمراجعة تقرير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن زيادة إنتاج الوقود النووي واكتشاف جزيئات اليورانيوم في مواقع غير معلنة في إيران.

وكتبت بلومبيرج أن الوثيقة الأميركية المقترحة تؤكد على “القلق البالغ بشأن نتائج الوكالة الدولية للطاقة الذرية” ويعكس المخاوف المتزايدة بشأن تعاون إيران.

بينما رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية التعليق على التقرير، ذكرت بلومبيرج أن مسؤولين أوروبيين اثنين أكدا استلام الوثيقة، قائلين إنهما يدرسان مضمونها.

وقد يعتبر اجتماع مجلس المحافظين الأسبوع المقبل اختبارًا أساسيًا ومبكرًا لاستراتيجية الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه إيران.

خفض الالتزام النووي

وفي إطار سياسة خفض الالتزام النووي التي اتبعتها طهران للضغط على المجتمع الغربي؛ أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، الأحد 28 فبراير/شباط، إرسال بلاده رسالة تهديد إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وعلى هامش اجتماع لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية التابعة للبرلمان الإيراني، صرح صالحي: “إذا أصدر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارًا ضد إيران بشأن تعليق البروتوكول الإضافي، فسيكون رد فعل إيران مناسبًا، وقد تم إرسال رسالة في هذا الصدد”.

وحول مفاد الاتفاق الجاري بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي تم التوصل إليه خلال زيارة غروسي إلى طهران، قال صالحي إن تفاصيل هذا الاتفاق سرية “لأسباب أمنية”.

ووفقًا لقرار البرلمان الإيراني، فقد أوقفت طهران التنفيذ الطوعي للبروتوكول الإضافي يوم 23 فبراير/ شباط الحالي.

وكانت أميركا والدول الأوروبية الثلاث الأعضاء في الاتفاق النووي، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، قد أصدروا مؤخرا بيانا مشتركا أعربوا فيه عن قلقهم العميق إزاء “وقف تنفيذ البروتوكول الإضافي وإجراءاته الشفافة بموجب الاتفاق النووي”، واعتبرت أن ذلك القرار “خطير”

رفع العقوبات أولًا

كانت صحيفة “نيويورك تايمز” قد ذكرت مؤخرًا أن إدارة بايدن أعلنت عن استعدادها لحضور الاجتماع المقبل بين إيران وباقي أعضاء الاتفاق النووي؛ وهي القضية التي لاقت ترحيبا من قبل الاتحاد الأوروبي.

وعلى الرغم من هذا، فإن بعض المسؤولين الإيرانيين بمن فيهم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، قالوا إن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق النووي، ولا يمكنها المشاركة في المحادثات.

وتؤكد إيران على أن الولايات المتحدة يجب أن ترفع العقوبات أولا.

وكان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف قد دعا الاتحاد الأوروبي إلى التوسط بين طهران وواشنطن، ولكن إيران لا تزال ترفض التفاوض المباشر مع أميركا.

وقد نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”، اليوم الأحد 28 فبراير/شباط، عن دبلوماسيين غربيين كبيرين قولهما إن إيران رفضت عرضا من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لإجراء محادثات مباشرة مع واشنطن، بشأن الاتفاق النووي في الأسابيع المقبلة.

وأضاف المسؤولان أن رفض إيران لهذا العرض يهدد بزيادة التوترات مع واشنطن.

وبعد ساعات من تقرير وول ستريت جورنال” أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، تقرير “وول ستريت جورنال”، حول رفض بلاده التفاوض مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة، في إطار الاتفاق النووي. وقال إن الوقت لم يحن لقبول مقترح المنسق العام للاتحاد الأوروبي

وقال الدبلوماسيان الغربيان لصحيفة “وول ستريت جورنال” إن إيران رفضت حضور اجتماع خطط له الاتحاد الأوروبي، وتؤكد أنه يجب ضمان أن ترفع الولايات المتحدة بعض العقوبات عن إيران بعد ذلك الاجتماع.

يشار إلى أن هذا الاجتماع جاء باقتراح مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، وكان بوريل يأمل في أن تستضيف أوروبا الاجتماع في الأيام القادمة.

وقالت الولايات المتحدة إنها مستعدة لحضور الاجتماع لكنها قالت إنها غير مستعدة لرفع العقوبات دون إجراء محادثات مباشرة مع إيران.

وقال الدبلوماسيان الغربيان لصحيفة “وول ستريت جورنال” إن رفض إيران للعرض الأمريكي لا يعني أن الآمال في إجراء محادثات مباشرة بين طهران وواشنطن ستتبدد في الأشهر المقبلة، وأنه من المحتمل أن إيران تسعى للحصول على ركائز في المحادثات المستقبلية.

وأضافا: “يمكن أن تتم هذه المحادثات حتى قبل عطلة النوروز (رأس السنة الإيرانية)، لكن قرار إيران بتجنب المشاركة في اجتماع أعضاء الاتفاق النووي بحضور الولايات المتحدة سيزيد التوترات في الأيام المقبلة”.

وكان المرشد الإيراني، علي خامنئي، قد أكد في سبتمبر/أيلول الماضي، أنه لن تكون هناك أية مفاوضات بين إيران وأميركا على “أي مستوى كان”.

الجدير بالذكر أن تصريحات المرشد هذه جاءت خلال فترة رئاسة دونالد ترامب.

وقد قال المحلل السياسي، حسن بهشتي بور، في مقال له بصحيفة “آرمان ملي”، إن الولايات المتحدة الأمريكية لن ترفع العقوبات استجابة للسياسات الإيرانية مثل تعليق العمل بالبروتوكول وما شابه، وإنما ستقوم برفع العقوبات في حالة واحدة، وهي أن تشعر بأن العقوبات ليس لها تأثير على الاقتصاد الإيراني، أو يكون تأثيرها محدودًا بالحد الأدنى.

وذكر بهشتي بور أن الوضع الإيراني صعب للغاية، وليس جيدا على الإطلاق، فأميركا لن تتراجع عن سياساتها، ولا يبدو أن إيران أيضا ستتجه نحو خفض التوتر مع واشنطن، مشيرا إلى اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومحاولات واشنطن إصدار قرار من المجلس ضد طهران.

وقال المحلل السياسي بهشتي بور: إن الأدلة والشواهد على الأرض تدل على أننا لا نسير نحو حل الأزمة مع الولايات المتحدة، بل إن كل شيء يدل على أننا سائرون نحو التصعيد وزيادة التوتر.

ربما يعجبك أيضا