مصر وإفريقيا.. السيسي يضع روشتة لتحقيق التنمية والسلام في القارة السمراء

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته في الجلسة الرئاسية بالنسخة الثانية من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، أن التحديات التي فرضتها جائحة كورونا على قارة أفريقيا، لن تثني دول القارة السمراء عن النهوض بأجندتها الأفريقية، مبرزا أهم القضايا التي تحتاج إفريقيا إليها لتحقيق التنمية والسلام المستدامين.

“أجندة إفريقيا”

الرئيس المصري بدأ حديثه بالإشارة إلى أن مصر حرصت على عقد الدورة الثانية من المنتدى بشكل افتراضي للبناء على قوة الدفع الذي ولدته الدورة الأولى وما حققته من نجاحات، بعد تعذر الاجتماع خلال العام الماضي بسبب جائحة كورونا، للدفع بأجندة طموحة تعمل على توثيق العلاقة بين استقرار حالة السلم والأمن وتحقيق التنمية المستدامة في قارتنا، وعلى تعزيز التعاون بين دولنا ومع شركائنا.

وأضاف السيسي -خلال كلمته في الجلسة الرئاسية بالنسخة الثانية من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، والتي جاءت تحت عنوان “سبل التعافي من جائحة كورونا بما يعزز السلام والتنمية المستدامين في إفريقيا”- “لقد أثبتنا خلال العام الماضي أن التحديات التي فرضتها الجائحة وتبعاتها لن تثنينا عن النهوض بأجندتنا الأفريقية، بل هي تزيد من إصرارنا على المضي قدماً في تنفيذ خططنا وإعادة البناء بشكل أفضل من أجل تحقيق أهداف أجندة الاتحاد الأفريقي 2063”.

وأكد السيسي أن تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية في مطلع هذا العام لخير مثال على نجاح جهودنا الجماعية، وضرورة الإسراع في تنفيذ استحقاقاتها واستكمال مراحل التفاوض بشأنها وتفعيل السياسات الخاصة بها، لافتا إلى مشروعات البنية التحتية تعتبر ركيزة أساسية لجهود التنمية والتعافي في أفريقيا.

“تكنولوجيا المعلومات”

ونوه الرئيس إلى أهمية تكنولوجيا المعلومات في التعامل مع تداعيات الجائحة ودورها المحوري في كافة أوجه الحياة خلال هذه الفترة، وهو ما يؤكد على ضرورة زيادة الاستثمارات في مجال التحول الرقمي في قارتنا بما يعظم الاستفادة من الفرص التي توفرها هذه التكنولوجيا في مختلف المجالات.

وقال السيسي: إن التعافي الشامل من الجائحة يتطلب تطوير السياسات التنموية المستدامة التي تشمل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، حيث أظهرت الجائحة تداخل وتشابك المخاطر والتحديات التي تواجه مجتمعاتنا ودولنا، وإنني على ثقة أن مناقشات المنتدى ستوفر فرصة مواتية لتبادل الخبرات والآراء حول كيفية تطوير تلك السياسات.

“النزاعات المسلحة”

وبين الرئيس المصري أن “إفريقيا ما تزال تعاني من أخطار النزاعات المسلحة، والحروب الأهلية، بما يهدد من استدامة الأمن في القارة. كما باتت سهام الإرهاب تحاول تقويض استقرار شعوبنا، فضلاً عما تجلبه من ظواهر عابرة للحدود مثل تهريب وانتشار الأسلحة وتفاقم الجرائم المنظمة والاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية والنزوح القسري”.

وأكد أن جائحة كورونا أسهمت بما سببته من تداعيات اقتصادية واجتماعية جسيمة في تفاقم هذه الأخطار، وهو ما يتطلب توحيد الجهود لدعم الأطر والآليات الأفريقية لمنع وتسوية النزاعات، وتعزيز قدرات دول القارة للتعامل مع التهديدات والمخاطر القائمة، فضلاً عن أهمية التركيز على النهوض بدور المرأة في أجندة السلم والأمن، والاستثمار في تطبيق نهج وقائي للأزمات، والعمل على توثيق العلاقة بين الأطراف الفاعلة في مجالات السلم والأمن والتنمية، بما يسهم في معالجة الأسباب الجذرية للنزاعات.

“السلام المستدام”

وأبرز السيسي أن تحقيق السلام المستدام يتطلب تحصين الدول الخارجة من النزاعات ضد الانتكاسات عن طريق بناء قدرات مؤسساتها على الصمود وتمكينها من تأدية مهامها الموكلة إليها ودفع عجلة التنمية، مردفا: “نؤكد التزامنا بالاضطلاع بمسئوليتنا في ريادة ملف إعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات، وبحث أفضل الآليات والسبل لتنفيذها على أرض الواقع، ورئاسة مصر للجنة بناء السلام التابعة للأمم المتحدة تفتح الباب أمام تعزيز التعاون بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في هذا المجال”.

ولفت الرئيس إلى أن التضامن التضامن الدولي أمر ملح في ظل جائحة كورونا حتى تخرج الإنسانية من هذه الأزمة في سلام وأمان، منوها بأن المرحلة الراهنة جاءت بتحديات جديدة في مقدمتها توفير اللقاح اللازم لشعوبنا، حيث يهمني التأكيد في هذه المناسبة على المطلب الأفريقي بضرورة أن يتم توفيره بشكل أكثر إنصافاً وعدلاً تلبية لمطالب شعوب قارتنا. 

“إجراءات التعافي”

بدوره، أوضح وزير الخارجية المصري سامح شكري، أن ما فرضه تفشي جائحة كورونا من ضرورة النظر في كيفية مواجهة آثارها السلبية على شتى الأصعدة، وهو ما يسعى معه المنتدى في نسخته الثانية إلى التركيز على إيجاد حلول مبتكرة لهذه الآثار والنظر في سُبُل توظيف إجراءات التعافي على نحو يُحقق أهداف أجندة الاتحاد الأفريقي ٢٠٦٣ وأجندة التنمية المستدامة ٢٠٣٠.

ونوه وزير الخارجية في كلمته بما نتج عن تفشي الجائحة من تفاقم التحديات التقليدية التي تواجه القارة في مجال السلم والأمن، وهو الأمر الذي أصبح معه من الضروري بحث كيفية تعزيز قدرات الدول الأفريقية لمواجهة التحديات الأمنية الراهنة وعلى رأسها مكافحة الإرهاب وظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب.

ربما يعجبك أيضا