رغم الجائحة.. صندوق النرويج السيادي ينحاز للأسهم السعودية والإماراتية

كتب – حسام عيد

رغم تداعيات الجائحة الوبائية “كوفيد-19” التي لا تزال تلقي بظلالها القاتمة على الأسواق العالمية؛ إلا أن بعض أسواق المال الخليجية، وتحديدًا في السعودية والإمارات، تمكنت من تحويل التحديات إلى فرص وميزات تنافسية بلغت حد دفع صندوق النرويج السيادي –صندوق الثروة السيادي الأكبر في العالم- إلى ضخ استثمارات بما يقارب المليار دولار في الأسهم السعودية والإماراتية.

وهنا، تعد عوامل القوة في الأسواق المالية السعودية والإماراتية بجانب تعامل الجهات الحكومية المنظمة والفاعلة مع آثار الجائحة أعطى تطمينات مهمة، في ظل توافر الفرص، وانخفاض أسعار الفوائد في أسواق الأسهم بوجه عام.

تدفق استثمارات الصندوق السيادي النرويجي

وقد بلغت استثمارات أكبر صندوق سيادي في العالم نحو 987 مليون دولار بسوقي الإمارات والسعودية، وذلك بنهاية العام الماضي.

واستثمر الصندوق السيادي النرويجي نحو 194 مليون دولار “729 مليون ريال” في 24 شركة سعودية بنهاية العام الماضي 2020، وفقًا لبيانات الصندوق الذي يملك حصصًا في 9200 شركة ويملك ما يعادل 1.5% من رأسمال السوق العالمية.

وتصدر بنكا الأهلي التجاري وسامبا، أكبر الشركات أو المصارف السعودية، التي يستثمر فيها الصندوق السيادي النرويجي بنهاية 2020 من حيث القيمة السوقية، بقيمة 120 مليون ريال “0.09% من الأهلي” و71.8 مليون ريال “0.12% من سامبا” على التوالي.

تلاهما مصرف الراجحي وبنك الجزيرة بقيمة 62.2 مليون ريال “0.03% من المصرف”، و56.1 مليون ريال “0.5% من البنك” على التوالي.

خلفهم جاءت شركة “سيرا” بقيمة 50.6 مليون ريال “0.89% من الشركة”، وشركة لجام (وقت اللياقة) بـ50.5 مليون ريال “1.25% من الشركة”.

ووفقا لأكبر الحصص، تصدرت شركة ملاذ بنسبة ملكية 1.9%، ثم شركة لجام بـ1.25%، ثم شركة ولاء بنسبة ملكية 1.23%، وشركة الحمادي 1.04%، كما أفادت صحيفة “الاقتصادية”.

فيما وصلت استثمارات الصندوق السيادي النرويجي؛ أكبر الصناديق السيادية في العالم إلى 2.91 مليار درهم (793 مليون دولار) بنهاية العام الماضي، رغم تداعيات الجائحة، وجاء “الإمارات دبي الوطني” في مقدمة الأسهم بقيمة 488.37 مليون درهم بملكية 0.7%، و”أبوظبي الأول” بـ470.4 مليون درهم، ثم “إعمار مولز” 315.3 مليون درهم و”الدار العقارية” 287.1 مليون درهم، و”أدنوك للتوزيع” 261.27 مليون درهم.

وجاءت بعد ذلك “إعمار العقارية” 251.8 مليون درهم، يليها “أرامكس” 218.94 مليون درهم، ثم “تبريد” 128.67 مليون درهم 1.79%، يتبعها “دبي الإسلامي” 115.3 مليون درهم.

تليهم “اتصالات” 84.7 مليون درهم، و”أغذية” 63.4 مليون درهم و”أبوظبي التجاري” 58.7 مليون درهم و”إي سي دي سي” 48.1 مليون درهم و”العربية للطيران” 38.9 مليون درهم.

وتبع ذلك “رأس الخيمة الوطني” 35.1 مليون درهم و”أبوظبي الإسلامي” 19 مليون درهم، و”إعمار للتطوير” 11.8 مليون درهم و”يلا جروب” 10.52 ملايين درهم و”ديبا” 3.3 مليون درهم، وفقًا لصحيفة “البيان” الإماراتية.

وقال الصندوق إنه حقق عائدا على الاستثمار بلغ 10.9% في 2020 أو ما يعادل 1.07 تريليون كرونة نرويجية (122.7 مليار دولار).

وأشار أويستاين أولسن محافظ البنك المركزي النرويجي البالغ حجمه 1.3 مليار دولار في بيان إلى أنه “على الرغم من أن الجائحة أضفت بصمتها على 2020، فإنه كان عامًا جيدًا آخر للصندوق”. وتدير وحدة من البنك المركزي الصندوق.

نظرة إيجابية للسوق السعودي

المؤسس والمدير التنفيذي لدى كوانسيا كابيتال، ماجد كبارة، قال في مقابلة مع فضائية “العربية”، إن عوامل عدة “عدّلت نظرتنا وجعلتنا أكثر إيجابية تجاه السوق المالية السعودية، بعد نجاح توزيع لقاحات كورونا، وبدء العودة التدريجية للحياة الطبيعية وانعكاس أثر ذلك على الاقتصاد”.

وأضاف أن المحاذير كانت في النظرة السابقة، تعبر عن عدم ترابط الاقتصاد الحقيقي مع سوق الأسهم، لكن في آخر السنة الماضية، ومع نجاح التعامل مع الجائحة، باتت النظرة أكثر إيجابية.

النظرة إيجابية للسوق السعودية، وهناك تقييمات مرتفعة في قطاع المواد الأساسية ما عدا شركات الأسمنت.

وقد جاء أداء الأسهم السعودية مدعومًا من القطاع البنكي المرتبط بالتمويل العقاري وقطاع الإنشاءات اللذين يشهدان دفعة كبيرة نتيجة الدعم الحكومي لهما.

وبدوره، قال علي العدو رئيس إدارة الأصول في ضمان للاستثمار، إن الارتفاع الذي تشهده الأسهم السعودية تستفيد منه أسعار النفط المدعومة من التفاؤل بسرعة فتح الاقتصاد.

ووفقاً لبيانات السوق المالية السعودية “تداول”، في يوم الإثنين 1 مارس 2021، فقد بلغ مجموع قيم عمليات شراء المستثمرين الأجانب خلال شهر فبراير الماضي، نحو 13.21 مليار ريال (3.52 مليار دولار)، تمثل نسبة 5.37% من إجمالي عمليات الشراء، مقابل 12.87 مليار ريال (3.43 مليار دولار)، إجمالي قيم عمليات البيع، تمثل 5.24% من إجمالي عمليات البيع.

وسجل المستثمرون الأجانب المؤهلون إجمالي مشتريات 9.14 مليار ريال (2.44 مليار دولار)، خلال شهر فبراير، مقابل 8.69 مليار ريال (2.32 مليار دولار)، إجمالي مبيعات.

الأسواق الإماراتية الأفضل أداءً بالمنطقة

فيما جاءت أسواق المال الإماراتية في صدارة أفضل الأسواق الخليجية أداءً خلال يناير 2021، وكانت بورصة أبوظبي في الصدارة تلتها دبي بمكاسب شهرية بنسبة 10.9% و6.5% على الترتيب، بفضل مكاسب أسهم شركات الاتصالات الإماراتية على وجه الخصوص.

بنهاية ثاني جلسات شهر مارس، الثلاثاء 2 مارس 2021، ارتفعت وتيرة التحسن في أسواق المال الإمارتية وسط استمرار تدفق السيولة إلى قاعات التداول والتي تجاوزت قيمتها 1.1 مليار درهم بدعم من مشتريات المؤسسات المحلية والأجنبية.

وربحت القيمة السوقية لأسهم الشركات المتداولة نحو 5 مليارات درهم في ختام التعاملات التي نجحت فيها المؤشرات بالارتفاع الى مستويات تمهد بحسب معطيات التحليل الفني لصعودها بنسب أعلى خلال الأيام المتبقية من الأسبوع.

وكانت أسواق المال الإماراتية سجلت خلال عام الجائحة 2020 أفضل أداء بين البورصات العربية مدعومة بتحسن معنويات المستثمرين مع انحسار تداعيات الجائحة وتأثيرها على الاقتصاد الوطني، لا سيما بعد حزم المحفزات التي دعمت مختلف القطاعات الاقتصادية في الدولة.

ربما يعجبك أيضا