مأرب.. استعادة مواقع استراتيجية و«الحوثي» ينتقم من المدنيين

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

منذ فبراير/شباط الماضي صعد الحوثيون من هجماتهم في محافظة مأرب من أجل السيطرة عليها، وتلقت مليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران، حتى الآن هزائم في جبهات مأرب، ورغم استماتة الحوثي وإيران لحسم المعركة في مأرب بأي ثمن بعدما اعتبروها معركة حياة أو موت.

الموجات البشرية الحوثية كسرت على جبهات مأرب وجبالها خصوصا في جبهة الكسارة، الأمر الذي أدى بالمحصلة إلى مقتل وأسر وهروب الآلاف من العناصر الحوثية، كما استسلم المئات مع ذخيرتهم ممن جندتهم مليشيا الحوثي إجباريا.

ورغم زعم الإعلام الإيراني والحوثي على السواء بأن المعركة قد حسمت، وذلك ضمن حرب إعلامية ونفسية كبيرة، إلا أن الجش اليمني لقن تلك المليشيات هزيمة نكراء، خصوصًا أن اليمنيين اجتمعوا على قلب رجل واحد في هذه المعركة المصيرية، وبات الجمهوريون جميعهم في صف واحد رغم بعض الخلافات.

المليشيا الإرهابية انتقمت وقصفت المدنيين بعدد من الصواري الباليستية، كان آخرها إطلاق صاروخ باليستي على حي الروضة بمدينة مأرب، ما أسقط قتيلا مدنيا و9 جرحى، وكان المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية قد بث مشاهد مصورة توثق لحظة قصف الحوثيين لمنازل المواطنين في القرى المأهولة بمديرية صرواح غرب مأرب، بالقذائف المدفعية والصواريخ.

الحصار الاقتصادي المفروض على الحوثيين، جعل لديهم رغبة جامحة في الحصول على ثروات مأرب وخصوصا نفطها، ولهذا يستميتون لاحتلال مأرب، وكسرهم في مأرب، سيعني كسرهم خسارتهم في اليمن.

استعادة مواقع استراتيجية

الجيش اليمني، أعلن استعادة مواقع عسكرية استراتيجية، في محافظة مأرب، شرقي البلاد، إثر معارك مع الحوثيين، قائد جبهة مديرية جبل مراد جنوب غربي مأرب، العميد الركن حسين الحليسي، قال إنه “تم إحباط هجوم حوثي على مواقع الجيش في جبهة رحبة (مديرية محاذية لجبل مراد)”، وأوضح أن “الجيش شن بعدها هجوماً عكسياً كبد من خلاله المليشيا الحوثية خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، وتمكن من تحرير واستعادة مواقع عسكرية استراتيجية في رحبة”.

أحزاب يمنية

دعت أحزاب يمنية، الأمم المتحدة إلى الضغط على جماعة “الحوثي” لوقف هجومها على محافظة مأرب، جاء ذلك في بيان للمجلس الأعلى للتحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية اليمنية، ومنها: المؤتمر الشعبي العام (الحاكم)، التجمع اليمني للإصلاح (أكبر حزب إسلامي)، الحزب الاشتراكي اليمني (يساري)، التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، واتحاد الرشاد اليمني (سلفي).

وقال التحالف: “ندين ما تقوم به مليشيا الحوثي من هجوم وعدوان إرهابي على مأرب، التي تكتظ بالملايين من المدنيين، واستهداف الأعيان المدنية بالسعودية”، وأضاف أن “هذا التصعيد الحوثي الأرعن الذي يقف خلفه النظام الإيراني، في ظل الجهود الدولية الساعية إلى السلام، يؤكد أن هذه المليشيات ماضية في حربها على الشعب اليمني وزعزعة الأمن والسلم في المنطقة، وأنها لا يمكن أن تجنح للسلام”، ودعا الأمم المتحدة إلى الضغط على الحوثيين لـ”وقف التصعيد العسكري والهجمات الإرهابية” و”الرضوخ لقرارات الشرعية الدولية، وتحميلهم المسؤولية عن تداعيات هذا التصعيد”، فيما دعا تحالف الأحزاب الحكومة إلى سرعة تقديم الدعم للجيش والمقاومة الشعبية في معركتهم ضد الحوثيين.

أسر المئات

المئات من عناصر ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران باتوا أسرى في قبضة الجيش اليمني والمقاومة وأبناء القبائل خلال المعارك الدائرة في مختلف جبهات محافظة مأرب، ومن بين أسرى الميليشيا الحوثية الإرهابية عشرات الأطفال الذين زجّ بهم داخل خطوط النار ليواجهوا مصيرهم، بينما لاذت قياداتهم بالفرار، وبينت الحكومة اليمنية أن أسرى الميليشيا الإرهابية كشفوا للجيش اليمني عن عمليات تجنيد بالقوة والإكراه نفذت بالمناطق التي تسيطر عليها الميليشيا. إلى جانب اقتيادها لأبناء القبائل والأطفال من قراهم ومنازلهم مغررين بهم لإشراكهم في جبهات القتال.

نزوح الآلاف

في سياق متصل، أعلنت الحكومة اليمنية نزوح أكثر من 14 ألفا خلال 3 أسابيع من المعارك مع الحوثيين في محافظة مأرب.

وذكرت وزارة الخارجية اليمنية في بيان أن محافظة مأرب، ومنذ الانقلاب الحوثي، تؤوي أكثر من مليوني نازح فروا بحثا عن الأمان، مشيرة إلى أن مأرب تتعرض منذ مطلع فبراير الجاري لأكبر وأشرس هجمات حوثية استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة، بما فيها الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، وأعربت عن “استغرابها لصمت المنظمات الإنسانية الدولية أو لبياناتها التي لا تحدد أي مسؤولية وكأن الفاعل مجهول، وهي تشاهد وتسمع ما يتعرض له ملايين المدنيين والنازحين من مخاطر نتيجة تلك الهجمات الحوثية التي لم تحترم القانون الدولي الإنساني”.

ربما يعجبك أيضا