رغم الوباء والاحتجاجات.. زيارة البابا للعراق محطات ودلالات

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

تستعد العراق لاستقبال البابا فرنسيس في جولة تستغرق 4 أيام، في أول زيارة باباوية بالتاريخ للعراق، وهي تعتبر أيضا، أول زيارة خارجية له بعد انتشار كورونا.

وكان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قد ألغى زيارة البابا يوحنا بوليس الثاني للعراق عام 2000.

تأتي زيارة البابا للعراق رغم التوتر الأمني الذي يشهده العراق، ووقوع هجمات صاروخية واحتجاجات دامية، فضلا عن الموجة الثانية من وباء كوفيد- 19 الذي يضرب العراق بقوة، وأخيرا نقص الخدمات التي تعاني منها معظم المحافظات العراقية.

وشهدت هذه الفترة ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا قبل أسابيع وبلغت أكثر من أربعة آلاف حالة يوميًا بينهم سفير الفاتيكان في العراق المونسينور ميتيا ليسكوفار، بعدما كانت بضع مئات. فيما لم يبدأ العراق بعد حملة تلقيح لمواطنيه البالغ عددهم 40 مليون نسمة.

ومن المتوقع أن يجتمع حوالي 10 آلاف شخص غير مُلقحين معا لحضور قداس بابوي في ملعب فرانسو الحريري في مدينة أربيل بشمال العراق.

واتخذ الفاتيكان احتياطات غير عادية لحماية القادمين مع البابا، حيث حصل كل من يسافر معه، بما في ذلك هيئة الصحافة بالفاتيكان، على جرعتين من لقاح فايزر- بيونتيك.

 ولاقت الزيارة ترحيبا شعبيا ورسميا داخل العراق، فيما اعتبرها البعض خطوة مهمة لأنها تحمل دلالات عميقة، فهي بمثابة دعم لمسيحي العراق وأهمية وجودهم واستمراريتهم مع المسلمين في البلاد، فضلا عن التأكيد على مكانة العراق على الصعيدين الدولي والإقليمي.

وتبدأ محطات الزيارة من العاصمة بغداد، حيث سيلقي كلمة في كنيسة سيدة النجاة الكالثوليكية التجاري الرئيس في الكرادة، أما المحطة الثانية فستكون لمدينة النجف العراقية جنوبي البلاد للقاء علي السيستاني.

أما منطقة أور الأثرية فستكون ثالث المحطات، وسيقيم فيها تجمعا للأديان المختلفة الأعراق، ثم إلى سهل نينوى مركز المسيحيين في العراق، ويستكمل البابا جولته بزيارة كرملش وقرقوش والموصل التي اختارها تنظيم داعش لإعلان خلافته المزعومة في عام 2014.

ويختم بابا الفاتيكان محطات زيارته إلى العراق بإقامة قداس في الهواء الطلق في أربيل عاصمة إقليم كردستان الذي استضاف مئات الآلاف من المسيحيين والمسلمين والإيزيدين عقب اجتياح داعش.

وسيقام الحفل الديني في أربيل في مكان يتسع لـ50 ألف مقعد، لكنه سيسمح بطاقة استيعابية لـ20 بالمئة. ويفترض “ذا ديلي بيست” عدم تلقيح الحشد، فمن غير المتوقع أن يبدأ العراق طرح لقاح كوفيد حتى وصول أول 3 ملايين جرعة في أواخر فبراير.

وكانت وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية قد أطلقت هاشتاجا على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان #البابا_في_العراق، ترحيبا بالبابا فرنسيس.

وعقب الإعلان عنها رحب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بهذه الزيارة، وقال في تغريدة له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي توتير: “إن الانفتاح على الأديان أمر مستحب وزيارة البابا للعراق مرحب بها”، مؤكداً أن “كل أتباع خاتم الأنبياء محمد إخوتكم في السلام والإسلام”.

وبشأن إصراره على زيارة العراق رغم المخاطر، قال البابا مؤخرا إنه على دراية بها. وفي مقابلة مع خدمة الأخبار الكاثوليكية في أوائل فبراير، قال إنه يأمل أن يشاهده العديد من العراقيين من منازلهم عبر شاشات التلفزيون.

وعندما سئل عن سبب زيارته للعراق أثناء الوباء، قال: “سيرون أن البابا موجود في بلادهم. أنا راعي الناس التي تعاني”.

وكان الفاتيكان ذكر أنه يحتفظ بالحق في إلغاء الرحلة إذا أصبحت الأمور خطيرة للغاية، لكن الخطط تمضي قدما في العراق.

ربما يعجبك أيضا