واشنطن تدعو تل أبيب للتشاور قبل استهداف إيران

يوسف بنده

رؤية

أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، اليوم الثلاثاء، أن بلاده “ترصد التحركات الإسرائيلية المشبوهة ولن تسمح لإسرائيل بارتكاب أي حماقة ضد مصالحها القومية”.

وقال ربيعي: إن ضمان الأمن والاستقرار في مياه الخليج على رأس أولويات إيران، موضحا أن “بحر عمان يقع في المنطقة الأمنية المباشرة لإيران وقواتنا رائدة في ضمان الأمن في تلك المنطقة”.

واعتبر ربيعي أن اتهامات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “ترمي لتحقيق أهداف داخلية وخارجية”، وأن اتهام طهران بتفجير السفينة الإسرائيلية يعود إلى قلق نتنياهو من إحياء الاتفاق النووي وعودة الدبلوماسية مع طهران.

والإثنين الماضي، ألقى نتنياهو باللوم على إيران في تفجير استهدف السفينة “هليوس ري” الإسرائيلية بالخليج، لكنه تجنب الإجابة عن سؤال بشأن ما إذا كانت إسرائيل سترد.

تنسيق مشترك

وقد اتفقت إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية على التشاور والتنسيق حول أي قرارات بشأن إيران.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جابي أشكنازي، خلال اجتماع مرئي مع ممثلين إسرائيليين في شرق آسيا والمحيط الهادئ، الثلاثاء، “إذا كان أي شخص يعتقد أن الأمريكيين سيهرولون لعقد اتفاق مع إيران فهذا لم يحدث حتى الآن، وآمل ألا يحدث في المستقبل”.

ونقلت النسخة الإلكترونية من صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن أشكنازي قوله: إن “العلاقات مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن جيدة وأنه على اتصال وثيق مع نظيره الأمريكي، أنتوني بلينكين”.

وقال: “هناك قرار من قبل منتدى صغير مؤلف من رئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الخارجية ورؤساء المؤسسة الأمنية للدخول في حوار معهم بطريقة غير معارضة وبحث المصالح الإسرائيلية وكيفية صياغة اتفاق كبير يحمي المصالح الإسرائيلية والإقليمية ويمنع إيران نووية”.

وأضاف: “سياستنا هي استنفاد هذا الحوار شخصيًا والتحدث بشكل مهني مع الأمريكيين كحلفاء”.

وحذر أشكنازي من خطورة التهديدات الإيرانية للبعثات الخارجية الإسرائيلية بعد هجوم إيراني مشتبه به بالقرب من السفارة الإسرائيلية في نيودلهي بالهند .

وقال: “الخطر كبير وحقيقي، لا شك أن هناك رغبة إيرانية في إلحاق الضرر بأهداف إسرائيلية، ولذلك علينا جميعًا أن نكون يقظين”.

وقد طلبت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من إسرائيل التوقف عن قصف المواقع الإيرانية في سورية مؤقتاً، لوقوع هذا الأمر في صلب المباحثات الأمريكية- الإيرانية بشأن التوسيع المحتمل للاتفاق النووي، الذي انسحبت منه إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، وتسعى الإدارة الديمقراطية الجديدة للعودة إليه، وإضافة ملحقات له تعالج أنشطة طهران الإقليمية، ودعمها لقوى مسلحة في دول عدة كالعراق ولبنان واليمن وسورية، فضلاً عن برنامجها البالستي المثير للجدل.

وحسب صحيفة الجريدة الكويتية، فقد أكد مصدر رفيع، أن إسرائيل فوجئت بالطلب الأمريكي وعبّرت عن رفضها له، بداعي أن الوجود العسكري الإيراني في سورية يهدد أمنها وأمن مواطنيها. وبالفعل قامت إسرائيل بعدة غارات في سورية خلال الأيام الأخيرة بعد تلقي الطلب.

ولفت المصدر إلى أن واشنطن بررت طلبها بتلقيها تأكيدات وضمانات من إيران عن نيتها الانسحاب من سورية، وتخفيف ملموس لأنشطتها العسكرية في اليمن وسورية ولبنان والعراق، وأنها تعمل على صيغة تسمح لها بالقيام بذلك دون التفريط في نفوذها بتلك الدول.

وفيما بدا أنه مؤشر على محاولة إسرائيلية للتقرب من موسكو، جدد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، قبل أيام، تأكيده أن بلاده لن تسمح لإيران بالتموضع عسكرياً في سورية بأي شكل من الأشكال، مشيراً إلى أن هناك مفاوضات مع الروس، الطرف الأقوى في سورية، حول هذا الأمر.

وكانت وسائل إعلام عبرية وعربية نشرت تقارير عن محادثات سورية- إسرائيلية، بوساطة روسية، ومساعٍ من دول أخرى بينها دول عربية.

وتوصلت تل أبيب ودمشق أخيراً إلى اتفاق تبادل أسرى، بوساطة روسية تضمن، حسب وسائل إعلام إسرائيلية، شراء تل أبيب لقاحات روسية ضد «كورونا» لحساب سورية.

ونفت مصادر أمنية أن تكون إسرائيل قبلت عرضاً أمريكياً يقضي بوقف أنشطتها السرية ضد إيران خلال فترة المفاوضات الأمريكية- الإيرانية، مؤكدة أن تل أبيب تعمل على إنهاء كل التجهيزات لمواجهة المشروع النووي الإيراني بكل الوسائل المتاحة مع واشنطن أو من دونها، وبمشاركة أطراف إقليمية وخليجية.

ربما يعجبك أيضا