مرتديًا عباءة ترامب.. بايدن ينذر بحرب تجارية واسعة

كتب – حسام عيد

بعد أن كان المعارض الأكبر والمنتقد الأشد لسياسة “أمريكا أولًا” ونهج الحمائية التجارية التي فرضها سلفه دونالد ترامب على قوى اقتصادية وعالمية كبيرة وأدخل بسببها الولايات المتحدة في حرب وتوترات تجارية متعددة الجبهات والأطراف، يبدو أن جو بايدن، الرئيس الجديد للقطب الاقتصادي والسياسي الأكبر عالميًا، لم يستطع الخروج من عباءة ترامب وماضٍ بأمريكا على مسار تكريس حرب تجارية واسعة وطويلة المدى، واليوم دخلت ألمانيا القوة الأوروبية الأبرز في مرمى استهدافات رسوم “بايدن” غير المسبوقة.

رسوم غير مسبوقة على 18 دولة

وقد أصدرت وزارة التجارة الأمريكية قرارًا نهائيًا بفرض رسوم على واردات لفائف الألومنيوم من 18 دولة، إثر تحقيقات حول مكافحة الإغراق.

وتصل هذه الرسوم إلى 243% على الواردات من ألمانيا و4.8% على الواردات من البحرين.

وتُعد ألمانيا أكبر مُصدر لألواح الألومنيوم إلى الولايات المتحدة، حيث بلغت نحو 290 مليون دولار في 2019، تليها البحرين بصادرات بلغت 240 مليون دولار.

وتُضاف هذه الرسوم إلى جمارك بنسبة 10% ، تم فرضها بموجب قانون للأمن الوطني على منتجات الألومنيوم خلال ولاية الرئيس “ترامب”.

مكافحة الإغراق

وأُعلن عن فرض الرسوم بعد ساعات من تأكيد مجلس الشيوخ ترشيح جينا ريموندو، حاكمة ولاية رود آيلاند لتولي وزارة التجارة.

وكانت قضية مكافحة الإغراق وأخرى خاصة بمكافحة الدعم التعويضي قد بدأت في مارس 2020 في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وتُستخدم لفائف الألومنيوم في أغراض شتى من واجهات المباني ومقطورات الشاحنات إلى لافتات الشوارع.

وتعرضت ألمانيا لأعلى نسبة من رسوم الإغراق، إذ تتراوح من 49.4 إلى 242.8%. وهي أكبر موردي لفائف الألمونيوم للولايات المتحدة، مع صادرات بلغت 286.6 مليون دولار في 2019، وفقًا لـ”رويترز”.

أما البحرين، ثاني أكبر مصدري اللفائف للولايات المتحدة بواقع 241.2 مليون دولار، فبلغت نسبة رسوم الإغراق عليها 4.83% ورسوم مكافحة الدعم 6.44%.

إشعال حرب التجارة

يأتي ذلك في ضوء قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بمعالجة مشكلة النقص في السلع “الأساسية” التي تؤثر على الصناعات الرئيسية في الولايات المتحدة بدءا بقطاع إنتاج السيارات الذي يواجه صعوبات بسبب أزمة شبه الموصلات العالمية.

وقد أعلن البيت الأبيض توقيع مرسوم يهدف إلى التدقيق في شبكات الإمداد للسلع التي تعتبر “أساسية” بدءا من شبه الموصلات وهي رقائق لازمة لتصنيع السيارات أو الهواتف المحمولة، إلى المنتجات الصيدلانية مرورا بالمعادن المهمة بما في ذلك تلك الضرورية للتكنولوجيا الحديثة المستخدمة في الهواتف الذكية أو شاشات البلازما.

وقال البيت الأبيض “سيوقع الرئيس بايدن الأربعاء 3 مارس 2021 مرسومًا للمساهمة في إنشاء شبكات تموين أكثر متانة وأمانًا للمنتجات الأساسية والمهمة”.

ومنذ أيام مضت عقد الرئيس الأمريكي «جو بايدن» اجتماعًا مصيريًا أصدر خلاله أمرًا تنفيذيا لإدارته بغرض الكشف السريع عن سلاسل الإمداد الرئيسية للمنتجات الاستراتيجية، والعمل فورًا على تعميق الصناعة الأمريكية لتلك المنتجات، والتي في مقدمتها أشباه الموصلات، المنتجات الدوائية، والمنتجات عالية التكنولوجيا.

وهنا، لا يمكن تفسير التقلبات الحادة في البورصات السلعية والتي باتت تهدد صناعات ثقيلة واستراتيجية في مختلف دول العالم مثل صناعة الصلب والألومنيوم والنحاس؛ إلا في ضوء فهم سياسات الإنتاج والتصدير للمارد الصيني.

من ناحية أخرى، تدرك الصين مخاطر محاصرتها تجاريًا من دول الاستهلاك الكبرى، وتعتزم فى خطتها الخمسية المنتهية عام 2025 الحد من الاعتماد على التصدير فى حفز النمو، وتعظيم قاعدة الطبقة المتوسطة بها والبالغة في الوقت الحاضر حوالي 400 مليون نسمة بالفعل، وذلك لتعزيز قدرتها الشرائية وزيادة الطلب الفعّال محليًا، بما يحفز النمو مدعوما بالاستهلاك المحلي عوضا عن الاستهلاك العالمي. كما تستهدف في خطتها العشرية التحوّل إلى إحدى دول الدخل المرتفع. وتستهدف الصين نموا كبيرا نسبته 8% عام 2021 على خلفية تحقيقها لنمو إيجابي هامشي عام 2020 جعلها الاقتصاد الوحيد الذي حقق نموًا إيجابيًا في عام الرمادة بين اقتصادات الدول الكبرى.

ربما يعجبك أيضا