ميليشيا «فاطميون» الأفغانية تستوطن سوريا برعاية خامنئي

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

تستمر الاستخبارات الإيرانية وقادة الحرس الثوري في تمكين ميليشياتهم الأجنبية في سوريا، وتعتبر ميليشيا “فاطميون” من أكبر الألوية العسكرية التي تقاتل إلى جانب قوات الأسد ضد الثائرين عليه في سوريا، وأغلب عناصر تلك المليشيا من اللاجئين المقيمين في إيران وخصوصا من قومة الهزارة الشيعية.

وقد تم تدريب مقاتليها على أيدي الحرس الثوري الإيراني، وأقحمت إيران الميليشيا الأفغانية الشيعية في سوريا عام 2013، ويقدر عدد عناصرها بأكثر من 25.000 عنصر، ويتوزعون على أغلب المدن السورية، وأصبحت بعض المناطق والأحياء والمخيمات في ريف دمشق خاضعة تماماً  لإدارة اللواء، وتم جلب العديد من عوائل عناصره من إيران، وجرى توطينهم بريف دمشق ضمن مشروع استيطاني ممنهج يهدف إلى تغيير هوية العاصمة السورية دمشق.

كذلك فإن إيران استغلت أوضاع اللاجئين الأفغان الذين عاشوا أوضاعا سيئة على أراضيها قبل تجنيدهم كمرتزقة للقتال في سوريا، ضمن إغراءات مالية تقدر برواتب 300 إلى 500 دولار شهريا، إلى جانب وعود بتوظيفهم ومنحهم الجنسية، لواء “فاطميون” قام كذلك بإنشاء مكاتب وتقديم أموال للشبان والرجال مقابل التشيع والتجنيد تحت الجناح الإيراني.

فيما قال زعيم “الحزب الإسلامي” في أفغانستان (سني)، قلب الدين حكمتيار: إن ما لا يقل عن 30 ألف أفغاني يشاركون في الصراعات الدائرة في سوريا والعراق.

قادة إيران والميليشيا

فيما قال علي خامنئي – لدى استقباله، أسر وعوائل قتلى “فاطميون” التابع للحرس الثوري سقطوا خلال المعارك في سوريا- “عناصر فاطميون كانوا يتميزون بالقتال عن الآخرين” في إشارة منه لقتالهم ضمن صفوف قوات الأسد.

خامنئي والأسد استخدموا المقاتلين الشيعة، كقوات صدمة، فشاهد عيان منهم يدعى أمين قال: “كنا أول من يتقدم في العملية”، مشيرا إلى أن عددا منهم نشروا مذكرات قصيرة على تطبيق “تلغرام”، التي قام بدراستها شجاع، وتكشف أن معظم المقاتلين الأفغان تم الدفع بهم للقتال في معارك صعبة، أدت إلى ضحايا كثر في صفوفهم، وشارك هؤلاء في مواجهات في دمشق وحلب واللاذقية وحمص وحماة وتدمر.

فيما قال غضنفر آبادي -رئيس محكمة الثورة في طهران- “إذا الشعب الإيراني لم ينصر الثورة سيأتي الحشد الشعبي العراقي، الحوثي اليمني، الفاطميون من أفغانستان، وزينبيون من باكستان لنصرة الثورة”! وهذه التصريحات توضح إلى أي حد تغلغلت إيران في عدد من البلدان الإسلامية.

وكان الجنرال سعيد قاسمي، قائد مجموعة “أنصار حزب الله” وهي من جماعات الضغط المقربة من خامنئي، انتقد، دفن العشرات من قتلى الميليشيات الأفغانية (فاطميون) والباكستانية (زينبيون) في الحرب بسوريا، في مقبرة مدينة قم، بالقرب من طهران، على أنهم “مجهولو الهوية”.

وقال قاسمي: إن السلطات تتعامل بتمييز واضح بين قتلى الحرس الثوري وبين قتلى الميليشيات، حيث تقام للإيرانيين مراسم جنائز عسكرية مهيبة، بينما لم تقم جنائز للأفغان والباكستانيين، ويتم دفنهم بخفاء ودون اهتمام رسمي أو إعلامي.

يذكر أن عدد قتلى “فاطميون” في الأراضي السورية بلغ حوالي ألفي قتيل.

التشيع في سوريا

الميليشيات الموالية لإيران عامة و”فاطميون” خاصة تعمل في عموم المناطق السورية، مستخدمة سلاحي “المال والتشيّع”، وقالت مصادر محلية، إن ميليشيا “فاطميون” التابعة لإيران تجند المئات من أبناء ريف حلب الشرقي، وأصبحت القوة الضاربة الثانية لإيران في سوريا بعد حزب الله اللبناني.

وأضافت أن لواء “فاطميون” قام بإنشاء مكاتب وتقديم أموال للشبان والرجال مقابل التشيع والتجنيد تحت الجناح الإيراني. وتمكنت الميليشيا من تجنيد أكثر من 360 من أهالي مناطق شرقي حلب منذ بداية فبراير.

وفي مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، عمدت ميليشيا “فاطميون” الأفغانية إلى تنظيم حفل إحياء لذكرى مقتل “مؤسس الميليشيا” المدعو علي رضا توسلي، والذي كان قد قتل قبل 6 سنوات، وتحديداً في 3 مارس من العام 2015 في معارك مع الفصائل بمحافظة درعا جنوب سوريا، وأقيم الحفل في حي التمو بمدينة الميادين بحضور قادة الصف الأول من الحرس الثوري، بالإضافة لحضور شخصيات بارزة ووفود من حزب الله العراقي وميليشيا عصائب أهل الحق وميليشيا سيد الشهداء وحركة النجباء وحزب الله اللبناني وميليشيا زينبيون ولواء الباقر.

وتعتبر مدينة البوكمال في دير الزور أهم نقطة استراتيجية بالنسبة لنظام الملالي في قم وطهران،لأنها عقدة وصل بالطريق البري الواصل بين طهران وبيروت اللبنانية عبر العراق وسوريا، كذلك تشهد البادية السورية تنافسا بين الحلفاء إيران وروسيا ، فكل منهما يحاول تعزيز نفوذه في المنطقة على حساب الآخر.

تمدد إيراني في ريف دير الزور

فيما ذكرت مصادر محلية سورية، أن كتائب “حزب الله العراقي” وعها عناصر من المليشيا الأفغانية الشيعية انتشرت بعمق عشرين كيلومترا في بادية الميادين في ريف دير الزور الشرقي، كما تواصل القوات الإيرانية سعيها لترسيخ نفوذها أكثر فأكثر داخل المناطق التي تخضع لسيطرتها على الأراضي السورية، وذلك عبر طرق وأساليب عدة كعمليات التجنيد واستقطاب الشباب، بالإضافة لكسب ود الأهالي بفعاليات ومساعدات، ووكذلك للمركز الثقافي الإيراني في مدينة دير الزور جهود في نشر التشيع كما منها أخيرا تنظيم رحلة وصفت بالترفيهية لنحو 30 طفلًا من أبناء المدينة إلى “حديقة الأصدقاء” التي أنشأها المركز الإيراني في منطقة حويجة صكر.

“مليشيا فاطميون” الأفغانية الموالية لإيران قامت بحل كذلك “اتحاد الفلاحين” التابع لحكومة الأسد في مناطق تواجدها بريف الميادين، وبدأت تستثمر الأراضي الزراعية من خلال قيامها بإنشاء ورشات لحراثة الأراضي الزراعية بأسعار أقل من المتعارف عليها، وقدمت عروضاً للفلاحين في المنطقة لدعم محاصيلهم مقابل الاستثمار بحصاد الأراضي الزراعية وعدم بيعها لغيرهم.

استفزاز رغم القصف المجهول

ورغم الضربات التي يرجح البعض تارة إنها من التحالف والبعض إنها من “إسرائيل”، فتلك الميلشيات الشيعية تواصل الاستفزاز بالإعلان عن معسكرات تدريب ودورات تخرج عسكرية، فمثلا  “لواء أبو الفضل العباس” التابع لميليشيا “فاطميون” اعتاد عرض صور لتدريبات في محافظة دير الزور شرق سوريا، كما أقاموا احتفالات برعاية إيرانية حملت إسم قائد فيلق “القدس” الإيراني السابق، قاسم سليماني، في مدينة البوكمال السورية.

ربما يعجبك أيضا