بعد فوزه برئاسة الـ«كاف».. من هو الملياردير الجنوب أفريقي باتريس موتسيبي؟

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

فجّر سباق الانتخابات الرئاسية نحو اعتلاء عرش الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف”، والذي كان من المقرر عقده في 12 مارس الجاري بالعاصمة المغربية الرباط، مفاجأة ربما كانت متوقعة، إذ اختير الرئيس الجديد للاتحاد رسميًا اليوم السبت، بالتزكية قبل الموعد المحدد بـ6 أيام.

فبعد رحلة، الملغاشي أحمد أحمد رئيس الاتحاد الأفريقي السابق، والتي انتهت بتوقيفه خمس سنوات من قبل الاتحاد الدولي “فيفا”، على خلفية قضايا فساد، وقع الاختيار على باتريس موتسيبي، رئيس نادي ماميلودي صنداونز، لاعتلاء عرش الـ”كاف”، ليصبح بذلك أول ملياردير جنوب أفريقي يتولى رئاسة الاتحاد بعد انسحاب كل منافسيه، بشكل متفق عليه فيما بينهم، فيما عرف بـ”بروتوكول الرباط”.

أزمة الرئيس السابق

1 2

طريق الملياردير الجنوب أفريقي للوصول لعرش الـ”كاف” مر بعدة مراحل، بدايتها كانت إيقاف سلفه أحمد أحمد، بعدما أصدرت لجنة الأخلاقيات التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” قرارها ضده بالإيقاف لمدة خمس سنوات بعدما خرق مدونة الفيفا لقواعد السلوك.

ففي نوفمبر الماضي، ووفقًا لبيان “فيفا” حينها، وجدت الغرفة القضائية التابعة للجنة الأخلاقيات المستقلة، أن أحمد انتهك مواد مختلفة من مدونة أخلاقيات الفيفا، بما في ذلك واجب الولاء وتقديم وقبول الهدايا أو المزايا الأخرى وإساءة استخدام المنصب واختلاس الأموال.

كما ذكر البيان أن حظر أحمد أحمد، جاء بعد تحقيق أجراه أحمد كرئيس للكاف بين عامي 2017 و2019 ويتعلق بتنظيم وتمويل العمرة إلى مدينة مكة، وتورطه في تعاملات “كاف” مع شركة معدات الرياضية وأنشطة أخرى.

آنذاك، وبناء عليه تم إيقاف أحمد أحمد لمدة خمس سنوات من جميع الأنشطة المتعلقة بكرة القدم على الصعيدين الوطني والدولي، في حين تم تغريمه أيضًا بمبلغ 200 ألف فرنك سويسري.

وجاء ذلك، بعد التحقيق في الشكوى المقدمة من المصري الراحل عمر مصطفى السكرتير العام السابق، ضد أحمد أحمد المتضمنة بعض الاتهامات من خلال الوثائق التي حصل عليها قبل مغادرته “كاف” نهائيًا.

انتخابات جديدة.. وانسحابات بالجملة

2 2
CAIRO, EGYPT – JUNE 06: Confederation of African Football (CAF) building is seen in Cairo, Egypt on June 06, 2019. It is reported that, President of the Confederation of African Football, Ahmed Ahmed was detained in France’s capital Paris, over allegation of corruption. (Photo by Stringer/Anadolu Agency/Getty Images)

فور إيقاف الرئيس السابق لـ”الكاف” كان الاتحاد الأفريقي على موعد مع استحقاق انتخابي جديد يوم 12 مارس الجاري، تزامنًا مع الولاية الأولى للملغاشي أحمد أحمد الرئيس الموقوف.

ولكن بعد تلك العقوبة، صادق الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” على اعتماد أربعة مرشحين لمنصب الـ”كاف”، وباتت المنافسة منحصرة بين الرباعي باتريس موتسيبي، رئيس نادي ماميلودي صنداونز، وأوجستين سينجور، رئيس الاتحاد السنغالي، وجاك أنوما، الرئيس الفخري للاتحاد الإيفواري، وأحمد ولد يحيى، رئيس الاتحاد الموريتاني.

وخلال الاستعداد للسباق الرئاسي، تفاجأ عشاق الساحرة المستديرة بعدد من الانسحابات بين المرشحين، إذ انسحب السنغالي سينجور في البداية، ثم لحق به منافسه الإيفواري أنوما، تاركين الساحة للموريتاني أحمد ولد يحيى والملياردير الجنوب إفريقى موتسيبي.

وفي التفاصيل، جاء انسحاب الإيفوارى جاك أنوما، بعد ساعات من انسحاب سينجور ليضع الكثير من علامات الاستفهام والجدل، خاصة وأن أنوما ارتدى ثوب الشجاعة قبل أيام من انسحابه، عن طريق عدة تصريحات نارية تناقلتها وسائل الإعلام كال فيها الانتقادات للملياردير موتسيبي.

واليوم، أعلن الحساب الرسمي لاتحاد جنوب أفريقيا لكرة القدم، عن تولي باتريس موتسيبي رئيس نادي صنداونز الجنوب أفريقي، رئاسة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف”، في بيان كان متوقع.

إذ قال الحساب الرسمي لاتحاد جنوب أفريقيا عبر تغريدة في موقع التدوينات القصيرة “تويتر”: “الجنوب أفريقي باتريس موتسيبي بات رئيسًا للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، بعدما انسحب جميع المنافسين له”.

وأشار اتحاد جنوب أفريقيا، إلى أن خصوم موتسيبي أعلنوا انسحابهم بشكل متفق عليه، ليفوز الملياردير الجنوب أفريقي بمنصب رئيس “كاف” بالتزكية.

بروتوكول الرباط

كل هذه الانسحابات، طرحت التساؤلات حول ماهية هذا الاتفاق؟ الأمر الذي أوضحته وسائل الإعلام، اليوم السبت، مشيرة إلى أن جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، عقد مع المرشحين على منصب رئيس الاتحاد الأفريقي، اتفاقا، الجمعة، عُرف باسم “بروتوكول الرباط”، في مبادرة تبناها السويسري من أجل مستقبل أفضل للكرة الأفريقية.

وينص الاتفاق على تولي موتسيبي الرئاسة، بينما يُعين أوجوستين سينجور وأحمد ولد يحيى نائبين للرئيس.

وبعد الاتفاق، أعلن كل من أوجستين سينجور وأحمد ولد يحيى انسحابهما من السباق، بعد يوم واحد من انسحاب جاك أنوما، عضو اللجنة التنفيذية للفيفا سابقًا.

وبهذا سينتظر موتسيبي حتى يوم 12 مارس الجاري، موعد انتخابات “الكاف”، ليتم الإعلان عنه رئيسًا للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، لينهي رحلة استمرت 123 يومًا، منذ ترشحه للمنصب، حتى وصوله إلى مقعد الرئيس.

من هو الملياردير الجنوب أفريقي؟

يُعد موتسيبي – المولود في 28 يناير 1962 في سويتو بجنوب أفريقيا- عاشر أغنياء القارة السمراء بثروة تُقدر بملياري و400 مليون دولار، ربحها من أعماله في التعدين، حسبما أفادت مجلة “فوربس” المتخصصة في الاقتصاد.

جاءت ثروته تحديدًا من مجموعة شركات “أفريكان رينبو مينيرالز” للمناجم والتعدين في بلاده، وعدد من الدول المجاورة، كما أنه عضو مجلس إدارة في العديد من الشركات بما في ذلك كونه رئيس مجلس إدارة غير تنفيذي في شركة “هارمونى جولد” التي تُعد واحدة من أكبر خمس شركات تعدين للذهب على مستوى العالم.

وعلى الرغم من أنه يُعد واحدًا من أغنى أغنياء العالم وقدم الكثير من الخدمات الخيرية لبلاده، إلا أن شهرته لم تذع في جنوب أفريقيا إلا بعد امتلاكه لنادي ماميلودي صن داونز لكرة القدم، الذي يُعد واحدًا من أكبر الفرق بجنوب القارة السمراء.

fd289098 3482 4a93 b60d c1634533d996

مشواره كرجل أعمال بدأ عندما دخل والده كجوسي موتسيبي، إلى مجال الأعمال الحرة وافتتح متجر من نوعية “Spaza” الشائعة في جنوب أفريقيا، وهو محل ملحق بالمنزل وتديره العائلة، ومن هذا المتجر تعلم باتريس موتسيبي مبادئ العمل الأساسية من والده، بالإضافة إلى التعامل المباشر مع عمال المناجم.

وحصل موتسيبي على بكالوريوس الآداب من جامعة سوازيلاند، ودرجة في القانون من جامعة ويتواترسراند، وتخصص في قانون التعدين والأعمال.

في عام 1994 أصبح موتسيبي أول شريك أسمر اللون في شركة المحاماة بومان جيلفيلان، وهو نفس العام الذي انتُخب فيه نيلسون مانديلا كأول رئيس أسود للبلاد، وبدأت الحكومة الجديدة في تعزيز تمكين رواد الأعمال ذوي البشرة السوداء.

وأسس موتسيبي شركة “Future Mining”، التي قدمت خدمات تعدين تعاقدية، شملت تنظيف غبار الذهب من داخل ممرات منجم “فال ريفز”، وطبقت أنظمة جديدة لمكافأة العمال، تجمع بين الراتب الأساسي المنخفض ومكافأة تقاسم الأرباح.

في عام 1997 مع انخفاض أسعار الذهب، قام رجل الأعمال الجنوب أفريقي بشراء مناجم ذهب هامشية، وتكرر ذلك في سلسلة من الصفقات، وأنشأ موتسيبي شركة لبدء شراء المناجم العاملة التي أصبحت فيما بعد مصدر ثروته الضخمة.

وعلى الجانب الكروي، قرر موتسيبي شراء نسبة 51% من نادي صن داونز في 2003، قبل أن يملك النادي كله عام 2004.

وحصل على ترشيح اتحاد الكرة القدم في جنوب أفريقيا عقب قضائه أكثر من 5 سنوات في مجال كرة القدم.

صنع موتسيبي التاريخ رفقة بيتسو موسيماني “المدير الفني الحالي للأهلي المصري” في صن داونز، حيث توج الفريق في عهده بلقب دوري أبطال أفريقيا عام 2016، كما أصبح صن داونز أحد أفضل فرق القارة السمراء في السنوات الأخيرة.

كذلك أشارت التقارير إلى أنه حرم الأهلي من إبرام صفقة ذهبية، وذلك عندما رفض رحيل جاستون سيرينو نجم صن داونز وأحد أفضل اللاعبين في أفريقيا حاليًا إلى النادي الأهلي، خلال الصيف الماضي، بسبب القيمة المالية للصفقة.

ربما يعجبك أيضا