استهداف رأس التنورة والظهران.. إفلاس حوثي ومحاولات عبثية لضرب الاقتصاد العالمي

حسام السبكي

حسام السبكي

على وقع الخسائر المتوالية، التي يتلقاها الحوثي وميلشياته على الأرض في اليمن، جراء الضربات الناجحة والمكثفة للتحالف العربي، وآخرها في معقله الرئيسي الذي يدير منه انقلابه، في العاصمة اليمنية المحتلة صنعاء، فضلًا عن انكساراته في مأرب وتعز مؤخرًا، فقد اختار، وبدعمٍ من النظام الإيراني الإرهابي، استهداف المناطق والأحياء السكنية، فضلًا عن المنشآت البترولية، في المملكة العربية السعودية، للتغطية على فشله في الحفاظ على تماسك انقلابه، وهو ما يُقابل برد قوي وحازم من التحالف، فضلًا عن سيل من الإدانات العربية والإسلامية والدولية التي لا تنتهي، والتي ستفضي في النهاية إلى نتيجة واحدة، وهي انقضاء الميلشيا الإرهابية، وإن طال أمدها.

اعتداءات جديدة

INAF 20210307231848500

أعلنت السعودية مساء الأحد، استهداف ميناء رأس تنورة ومنطقة سكنية تابعة لشركة “أرامكو” في مدينة الظهران، شرقي المملكة، بهجومين منفصلين.

وقال مصدر مسؤول في وزارة الطاقة السعودية: إن إحدى ساحات الخزانات البترولية في ميناء رأس تنورة تعرضت صباح الأحد، لهجوم بطائرة مسيرة من دون طيار قادمة من البحر.

وأوضح المصدر في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن الهجوم لم تنتج عنه أي إصابات أو خسائر في الأرواح أو الممتلكات.

كما أشار المصدر إلى “محاولة متعمدة أخرى للاعتداء على مرافق شركة أرامكو السعودية، حيث سقطت مساء الأحد شظايا صاروخ بالستي قرب الحي السكني التابع للشركة في مدينة الظهران، الذي يسكنه الآلاف من موظفي الشركة وعائلاتهم من جنسيات مختلفة“.

وكشف أنه “لم ينجم عن هذا الاعتداء أي إصابات أو خسائر في الأرواح أو الممتلكات“.

كما أكد المصدر أن “المملكة تؤكد أن هذه الاعتداءات التخريبية تعد انتهاكا سافرا لجميع القوانين والأعراف الدولية”، وأنها “بقدر استهدافها الغادر والجبان للمملكة، تستهدف، بدرجة أكبر، الاقتصاد العالمي“.

وأضاف، أن السعودية “تدعو دول العالم ومنظماته للوقوف ضد هذه الأعمال الموجهة ضد الأعيان المدنية والمنشآت الحيوية، والتي تستهدف أمن واستقرار إمدادات الطاقة في العالم، بسبب تأثير هذه الأعمال على أمن الصادرات البترولية وحرية التجارة العالمية وحركة الملاحة البحرية، فضلا عن تعريض السواحل والمياه الإقليمية لكوارث بيئية كبرى، يمكن أن تنجم عن تسرب البترول أو المنتجات البترولية”.

في غضون ذلك، صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع السعودية، العميد الركن تركي المالكي، أنه بالإشارة إلى البيان الصادر من وزارة الطاقة عن تعرض إحدى ساحات الخزانات البترولية في ميناء رأس تنورة بالمنطقة الشرقية، لمحاولة استهداف فاشلة بهجوم طائرة بدون طيار قادمة من جهة البحر، ومحاولة استهداف مرافق شركة أرامكو بالظهران، لا يستهدفان أمن المملكة العربية السعودية ومقدراتها الاقتصادية، وإنما يستهدفان عصب الاقتصاد العالمي والإمدادات البترولية وكذلك أمن الطاقة العالمي.

وأوضح العميد المالكي أنه تم ولله الحمد تدمير وإسقاط الطائرة بدون طيار المهاجمة والقادمة من جهة البحر قبل الوصول لهدفها، كما تم اعتراض وتدمير الصاروخ البالستي والذي أطلق لاستهداف مرافق أرامكو السعودية بالظهران، وقد تسبب اعتراض الصاروخ وتدميره في سقوط الشظايا بالقرب من الأعيان المدنية والمدنيين.

وأكد العميد المالكي أن وزارة الدفاع ستتخذ الإجراءات اللازمة والرادعة لحماية مقدراتها ومكتسباتها الوطنية بما يحفظ أمن الطاقة العالمي، ووقف مثل هذه الاعتداءات الإرهابية لضمان استقرار إمدادات الطاقة وأمن الصادرات البترولية وضمان حركة الملاحة البحرية والتجارة العالمية.

رد عملي

231160

وعلى وقع الهجوم الحوثي الأول في رأس التنورة، شن التحالف العربي، غارات جوية، الأحد، على العاصمة اليمنية صنعاء، ضمن إطار «عملية نوعية» أطلقها ضد جماعة الحوثيين، ردا على تصعيد هجماتها على المملكة.

وأكد التحالف على استمرار العملية للتعامل مع مصادر التهديد وتدمير القدرات النوعية.

وبهذه المناسبة، تصدر وسم «القوات الجوية الملكية السعودية» موقع «تويتر» احتفاء بضربات التحالف ضد جماعة الحوثي الإرهابية.

وقد استعرضنا في شبكة رؤية، تقريرًا مفصلًا في وقتٍ سابق حول العملية النوعية الجديدة للتحالف العربي، بعنوان: بضربات جوية موجعة.. التحالف يلقن الحوثي درسًا في صنعاء.

إدانات عديدة

وفي سياق ردود الأفعال التي توالت عقب الاعتداءات الهمجية الحوثية، ندد متحدث باسم الخارجية الأمريكية بالهجمات الحوثية الأخيرة على السعودية في تصريح إعلامي، الأحد، ووصفها بأنها “غير مقبولة وخطيرة“.

وقال المتحدث إن الهجمات الأخيرة “غير مقبولة وخطيرة ، وتعرض حياة المدنيين الأبرياء للخطر ، بمن فيهم الأميركيين“.

وأضاف “ما زلنا نشعر بالقلق من تواتر هجمات الحوثيين على المملكة العربية السعودية”، مشيرا إلى أن “هذه الهجمات المتصاعدة ليست تصرفات مجموعة جادة في السلام”.

وفي هذا الإطار أيضًا، طلبت الولايات المتحدة، الأحد، من رعاياها في السعودية توخي الحيطة والحذر، بعد تقارير عن انفجار صاروخ أطلق من اليمن باتجاه الظهران.

ودعت السفارة الأمريكية في السعودية في بيان صحفي، الرعايا في ثلاث مدن في الظهران والدمام والخبر، بضرورة أخذ الاحتياطات في حال وقوع هجمات إضافية.

في الإطار الأمريكي أيضًا، ونقلًا عن “العربية”، قال السيناتور الجمهوري بيل هيغرتي في تغريدة، إن تساهل إدارة الرئيس بايدن مع الإيرانيين شجعت نظام الملالي على توجيه ضربة صاروخية أخرى ضد المملكة العربية السعودية في هجوم يحمل بصمات إيران.

وأضاف أن رغبة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في تخفيف العقوبات على طهران شجعت نظام الملالي على تصعيد العدوان على الولايات المتحدة وعلى الحلفاء.

وقال “ضربة صاروخية أخرى ضد المملكة العربية السعودية الأحد، تحمل بصمات هجوم تدعمه إيران“.

وتابع: “رغبة بايدن في تخفيف العقوبات على طهران شجعت نظام الملالي على تصعيد عدوانهم علينا وضد حلفائنا”.

على الصعيد العربي، أعربت وزارة الخارجية البحرينية عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجوم الإرهابي من قبل ميلشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، مشيرة إلى أن «هذا الاعتداء الإرهابي والجبان يمثل انتهاكاً سافراً للقوانين الدولية، كما يعد تهديداً خطيراً لإمدادات الطاقة وحركة الملاحة والاقتصاد العالمي».

وأكدت البحرين دعمها الدائم للمملكة وما تتخذه وتتبناه من إجراءات للتصدي لهذه الأعمال العدوانية التخريبية الجبانة، داعيةً المجتمع الدولي إلى إدانة هذه الاعتداءات الإرهابية التي تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

كما استنكرت الكويت بأشد العبارات مواصلة ارتكاب الميلشا الإرهابية جرائمها النكراء باستهداف المدنيين والأعيان المدنية في المملكة عبر إطلاق عدد من الطائرات المسيرة المفخخة.

وأوضحت وزارة الخارجية الكويتية في بيان صحافي، أن «استمرار هذه الجرائم الإرهابية بما تمثله من تصعيد خطير وإضرار بأمن المملكة وتقويض لاستقرار المنطقة وتحد للقانون الدولي والإنساني والإصرار على مواصلة الحرب وتجاهل الجهود الدولية التي تبذل في سبيل إنهائها عبر التوصل إلى حل سياسي أمر لم يعد مقبولاً معه صمت المجتمع الدولي وعدم التحرك بشكل فوري وحاسم لردع هذه الجرائم النكراء ووضع حد لها».

وأكدت الكويت وقوفها مع المملكة العربية السعودية وتأييدها في كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها وسيادتها.

وأعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجوم الإرهابي، معتبرة أن “استهداف المنشآت والمرافق الحيوية عملاً تخريبياً ينافي كل الأعراف والقوانين الدولية ومن شأنه التأثير على أمن واستقرار إمدادات الطاقة في العالم.

وجددت الخارجية القطرية موقف دولة قطر الثابت من رفض العنف والأعمال الإجرامية والتخريبية مهما كانت الدوافع والأسباب.

من جهته، أدان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف العثيمين، بأشد العبارات، الهجوم الإرهابي الجبان ومحاولة استهداف ميناء رأس تنورة بطائرة مسيرة دون طيار، والمحاولة الأخرى المتعمدة بصاروخ بالستي سقطت شظاياه في الحي السكني التابع لشركة أرامكو السعودية في مدينة الظهران.

وشدد العثيمين، على أن هذه الأعمال الإرهابية التخريبية والإجرامية ضد المنشآت الحيوية لا تستهدف المملكة فقط بل تطال أمن واستقرار إمدادات الطاقة في العالم، كما أنها شكلت تهديداً لأرواح الآلاف من موظفي شركة أرامكو السعودية وعائلاتهم من الجنسيات المختلفة.

ودعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، المجتمع الدولي إلى الوقوف مع المملكة في اتخاذ إجراءات عملية رادعة ضد جميع الجهات الإرهابية التي تنفذ وتدعم هذه الأعمال التخريبية والغادرة.

بدورها نددت الرئاسة الفلسطينية، بالتصعيد الخطير والمستمر من قبل ميلشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران باستهداف المدنيين والأعيان المدنية في السعودية، معربةً عن تضامنها الكامل السعودية ملكاً وحكومةً وشعباً.

وقالت، في بيان، إن «الاعتداءات الإرهابية من قبل ميلشيا الحوثي بحق المملكة خرق صارخ للقانون الدولي»، مؤكدة وقوف القيادة الفلسطينية وشعبها إلى جانب المملكة في مواجهة هذه الاعتداءات التي تتعرض لها، ودعمها الكامل لكل الإجراءات الهادفة للدفاع عن أراضيها وأمنها واستقرارها وحماية شعبها.

من جهته، أدان رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيلة، الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت ميناء رأس تنورة والحي السكني في مدينة الظهران، وكذلك الأعيان المدنية في مدن المملكة.

وأهاب بالمجتمع الدولي إلى ضرورة التدخل الحازم لوضع حد لهذه الاعتداءات الإرهابية التي تهدد الأمن والاستقرار الدوليين، مؤكدًا تضامن بلاده المطلق مع المملكة.

كما أعربت مصر وبأشد العبارات عن بالغ إدانتها واستنكارها للهجوم الإرهابي ، وأكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها، دعمها الكامل للمملكة وما تتخذه وتتبناه من إجراءات للتصدي لهذه الأعمال العدوانية التخريبية الجبانة.

في الإطار العربي أيضًا، ولكن على الصعيد الجماهيري والفني، وجهت الفنانة السورية أصالة، الدعم للملكة العربية السعودية بعد المحاولة الإرهابية الفاشلة للهجوم على إحدى ساحات الخزانات البترولية في ميناء رأس تنورة ومرافق شركة أرامكو السعودية بالظهران.

‏وكتبت أصالة عبر حسابها بموقع التواصل الاجتماعي تويتر داعمة للملكة الغربية السعودية قائلة “ياربّ يحفظ غاليتنا ‎#السعودية”.

ربما يعجبك أيضا