مقابلة ثنائي ساسكس مع أوبرا.. رصاصة قاتلة في عرش الملكية ببريطانيا

أماني ربيع

أماني ربيع

مثلت مقابلة الأمير هاري وميجان ماركل مع الإعلامية الأمريكية الأشهر أوبرا وينفري ضربة قاصمة للعائلة المالكة في بريطانيا بعد وفاة الأميرة ديانا في حداث مأساوي عام 1997، وبعد سنوات من محاولة العائلة تبييض وجهها وإعادة تأهيل صورتها أمام الرأي العام، جاءت تصريحات الثنائي لتعيد الجدل حول طبيعة الحياة “السامة” في القصر الملكي.

وأحدثت المقابلة التي شاهدها ما يقرب من 50 مليون مشاهد بين التلفلزيون والإنترنت، واعتبرها البعض أكثر ترفيها وجذبا من حفل الأوسكار، هزة كبيرة في بريطانيا، بين رافض لما قيل ويتهم هاري وميجان بالادعاء، وبين داعم ومتعاطف مع المعاناة التي كشفا عنها والتي أدت لخروجهما من القصر.

08084931 meghan prince harry interview cover 2000x1501

واعتبرت صحيفة “التايمز” البريطانية الشهيرة أن ما قيل في المقابلة أسوأ من أي توقعات كانت لدى العائلة المالكة قبل إذاعتها.”

ومن ضمن التصريحات التي أثارت الجدل، هو حديث ميجان عن معاناتها من الاكتئاب داخل القصر وانعزالها بشكل أثر على صحتها العقلية، وكيف أصبحت تفكر بالانتحار، ولم يحاول أحد من العائلة مساعدتها.

وتحدث الثنائي أيضا عن كيف أصبح دورهما الملكي بمثابة سجن لهما، وأنه وراء الابتسامات خلال المهام المنوطة بهم، كان يشعران أنهما بلا حماية، حتى إنه في إحدى المناسبات الرسمية بكت ميجان، ولم يسألها أحد كيف حالك.

وأصبحت فكرة “لا تعليق”، والصمت حتى مرور العاصفة التي تتبعها العائلة الملكية تجاه دوق ودوقة ساسكس أمرا غير مجد، فلم يعد بالإمكان تجاهلهما أكثر من ذلك، وأن المقابلة كانت بمثابة وابل من الرصاص على الملكية في بريطانيا بما يهدد عرشها وصورتها لدى العالم أجمع، بحسب صحيفة “ديلي تليجراف”.

190508 baby sussex harry meghan cs 132p 25789f67a7e3b9a67d3b27da4a74e168

لكن حتى هذه اللحظة كان ما قيل أمرا عاديا وتم تناوله أكثر من مرة قبل ذلك، أما الكارثة الكبرى، فهو ما ورد خلال المحادثة حول العنصرية التي شابت تصرفات بعض أفراد العئالة الملكية تجاه احتمالات لون أرتشي ابن هاري وميجان حتى قبل أن يولد، وهو ما جعله يحرم من لقب أمير حتى لا يكون ضمن العائلة أميرا ملونا، وبالتالي رفع القصر حمايته عن الطفل الصغير.

وأكدا أنهما شعرا بالصدمة، بعد أن تم تجاهل التقاليد فيما يتعلق بابنهما، فقط بسبب الشك في اختلاف لون بشرته عندما يولد.

واعتبرت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي المقابلة كاشفة للضغوط داخل القصر الملكي وكيف يعيش فيه مجموعة من الأشخاص غير مبالين ببعضهم البعض، تماما كالمؤسسة التي يمثلونها.

على العكس اعتبرت صحف أخرى ما حدث بمثابة طعنة للأمير تشارلز والأمير ويليام، وبخاصة والد هاري الذي حاول دعمهما ماديا بكل الطرق، واعتبرت صحيفة “ديلي إكسبرس” أن هذه المقابلة تخدم المصالح الخاصة للأمير هاري وميجان في أمريكا.

وقبل بث المقابلة يوم الأحد الماضي، ظهرت الملكة إليزابيث، جدة هاري وألقت كلمة عبر التلفزيون تحدثت فيها عن حس الواجب، فيما مثل رسالة لهاري الذي لم يلتفت لها.

وبعد بث المقابلة بادر بعض المشاهير في دعم ميجان صديقتها، وأولهم نجمة التنس الأمريكية سيرينا ويليامز، التي قالت إنها تدرك جيدا مدى ما تعرضت له صديقتها من قسوة من قبل العائلة الملكية، وأشارت سيرينا إلى أن ميجان علمتها كيف يكون المرء نبيلا فعليا.

  ووجهت اللاعبة الحاصلة على أكثر من 23 لقبا في بطولات التنس العالمية الكبرى، انتقادات للصحف ووسائل الإعلام التي تسيء للملونين وتقلل من شأنهم، وكيف تؤدي المعاناة والضغط المستمر لتأثيرات مروعة على الصحة النفسية.

وقالت سيرينا “أريد أن تعيش ابنة ميجان وابنتي وبناتكم في مجتمع يسوده الاحترام”.

PHOTOPrinceHarry Meghan4Photocredit HarpoProductions JoePugliese25201

وفي هذا السياق أوضحت أوبرا وينفري التي أجرت المقابلة بعض الغموض حول هوية الأفراد الذين وجهوا تعليقات عنصرية حول لون بشرة أرتشي داخل القصر، مؤكدة أن الملكة إليزابيث والأمير فيليب لم يكونا بينهما.

وقالت أوبرا في مداخلة مع برنامج “This Morning’s Morning” على شبكة  “CBS”، إنها تحدثت مع هاري بعد المقابلة، مشيرة إلى أنه لم يفصح عن هوية من قال ذلك، وأنه ليس لجدته أو جده علاقة بالأمر.

وقال الأمير هاري وميجان خلال المقابلة إن الافتقار إلى الدعم داخل القصر كان السبب وراء مغادرتهما بريطانيا وتخليهما عن واجباتتهما الملكية في يناير 2020، حيث لم يحاول أي من أفراد أسرته الاعتذار عما حدث معه ومع زوجته.

واوضح: في لحظة أدركنا أن هذا هو القرار الصحيح، وكنا نعلم أن علينا تحمل تداعياته.”

وأضاف: كان الأمر صعبا لأنني جزء من النظام، طلبنا المساعدة لثلاثة أيام، وشعرنا بالاختناق والوضع أشبه ببيئة سامة بسبب طبيعة العلاقات والسيطرة على التصرفات والخوف من الاختلاف، شعرت بخيبة الأمل من عائلتي وبأنني محاصر لذا أردت المغادرة.

وأكد هاري أن علاقته مع جدته كانت جيدة جدا، لكن العلاقة التي تحتاج إلى إصلاح هي علاقته بوالده ولي العهد الأمير تشارلز وكذلك علاقته بشقيقه الأمير ويليام.

وقالت ميجان إنها لم تتلق أي دعم من أفراد العائلة رغم مطالبتها بذلك، لكنهم رفضوا حصولي على أي مساعدة نفسية باعتبار أن ذلك يسيء إلى صورة الملكية، وكانت تخشى كشف مشاعرها لهاري حتى لا تحمله المزيد من الأعباء، وبعض اللحظات “شعرت أنني لا أريد البقاء على قيد الحياة، وروادتني أفكار مرعبة”.

كما تطرقت أيضا للحديث عن موقفها من الصحافة البريطانية وأسلوبها العدائي في تغطية أخبارها، والتي ساهمت في تحفيز ميولها الانتحارية.

وقالت ميجان أنها تزوجت من هاري بشكل سري قبل حفل الزفاف الرسمي بثلاثة أيام، وتم ذلك دون حضور عائلته، وأوضحت أن حفل الزفاف الملكي كان من أجل الملايين، لكنهما كانا بحاجة إلى لحظة مميزة.

وأشارت ميجان إلى أنها كانت ساذجة عند انضمامها للعائلة الملكية، التي لم تكن تعرف عنها أي شيء.

وتحدثت ميجان عن لقائها الأول بالملكة إليزابيث وكيف تصورت أنه سيكون مجرد لقاء عادي مع جدة حبيبها، لكنها فوجئت به يسألها هل تعرفين كيف تنحني، تقول: “كنت أعتقد أن ذلك يحدث أمام الآخرين فحسب، وكانت هذه أول لحظة أتعامل فيها بشكل رسمي، وتمت المقابلة بصورة جيدة.

kate middleton landscape

وتجنبت ميجان مهاجمة أعضاء العائلة بشكل شخصي، وقالت إنها لم تكن سببا في بكاء زوجة الأمير ويليام كيت ميدلتون بل ما حدث كان العكس.

وأوضحت: “كان أسبوعا صعبا قب زفافي، وكانت كيت مستاءة من أمر ما، وهو ما جعلني أبكي بعد أن شعرت بجرح عميق في مشاعري، لكنها اعتذرت لي بعد ذلك وأحضرت لي باقة من الزهور مع بطاقة اعتذار.”

لكنها رفضت الكشف عن كواليس هذا الموقف العاصف مع دوقة كامبريدج، مشيرة إلى أنه ليس عدلا الحديث عن موقف اعتذرت كيت عنه وقمت بمسامحتها عليه.

وتقاضت شركة أوبرا للإنتاج Harpo Productions، من قناة سي بي إس التي بثت المقابلة رسوم تراوحت بين 7 إلى 9 ملايين دولار لبث الحلقة الخاصة، وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن الثنائي هاري وميجان لم يتقاضيا أية أموال مقابل حقوق بث المقابلة.

وسعت قناة سي بي إس للحصول على 325 ألف دولار تقريبًا لكل 30 ثانية تجارية يتم بثها أثناء البرنامج، بحوالي ضعف السعر العادي لوقت الإعلان في تلك الفترة الزمنية.

وتحدث الكثيرون من خبراء الإعلام عن التفاعل الكبير مع المقابلة التي تعتبر أكبر حدث ترفيهي تم مؤخرا.

يذكر أن الأمير هاري وزوجته دوقة ساسكس أعلنا بشكل مفاجئ عن تخليهما عن واجباتهما الملكية في يناير 2020، وقررا الحياة بعيدا عن القصر من أجل الشعور بالاستقلالية، واستقرا في البداية بكندا ثم قررا الإقامة بلوس أنجلس في أمريكا ويعيشان الآن في قصر بسانتا باربرا بقيمة 14 مليون دولار، مع ابنهما أرتشي، الذي ينتظران شقيقة له هذا الصيف.

ربما يعجبك أيضا