بصعوبة..يحيى السنوار رئيسًا لحركة حماس للمرة الثانية

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن

مع إعلان حماس رسميا تجديد انتخاب يحيى السنوار، رئيسًا لمكتبها السياسي بغزة، تنفس مؤيدوه الصعداء، بعد إعادات عكست استقطابا غير مسبوق.

وأكد الناطق باسم حماس، حازم قاسم، مساء أمس الأربعاء، انتخاب يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسي للحركة في غزة للدورة الجديدة بين عامي 2021-2025.

ووفق مصادر مطلعة، فإن السنوار حصل في جولة انتخابات الإعادة على 167 صوتًا من أصل 320 هم مجموع أعضاء مجالس الشورى في قطاع غزة.

الرجل القوي في غزة

ونقلت وكالة “رويترز” عن المحلل السياسي في غزة عدنان أبو عامر، قوله إن “فوز السنوار يظهر أن الرجل يمسك بزمام الأمور بقوة داخل الحركة وخاصة مفاصلها الرئيسية بما فيها الجهاز العسكري”.

وأضاف “الفوز سيسمح للسنوار باستكمال سياساته، سواء في قطاع غزة أو مع الدول الإقليمية وأيضا فيما يتعلق بإدارة الصراع مع إسرائيل”.

وتم الإفراج عن السنوار، زعيم “حماس” في غزة منذ عام 2017، في تبادل للأسرى مع إسرائيل عام 2011 بعدما قضى حوالي 20 عاما خلف الأسوار.

وعلى الرغم من تأييد السنوار لرفض “حماس” التعايش مع إسرائيل فإنه حافظ على استقرار نسبي على حدود غزة.

وقال يحيى السنوار، رئيس حركة حماس في قطاع غزة، بعد فوزة برئاسة الحركة اليوم للمرة الثانية، إنه سيعمل على تحرير الأسرى.

وأضاف يحيى السنوار في أول تصريح له خلال زيارة منافسه المهندس نزار عوض الله: «نأمل أن تكون عملية تحرير الأسرى عاجلة قريبة ونعد الأسيرات في السجون أننا نحمل همكن ونسعى لتحريركن وسنكون على موعد قريب مع الحرية».

ولأول مرة، تحظى انتخابات حماس الداخلية بمتابعة وتسريبات إعلامية أولا بأول وفقا لمجرياتها، ما رأى فيه خبراء تعبيرا عن حالة الاستقطاب الكبيرة داخل الحركة.

استقطاب داخل الحركة

وبحسب المصادر، فإن استقطابا حادا جرى هذه المرة، خلال عملية الانتخابات التي جرت الإثنين الماضي، حيث فشل كل من يحيى السنوار، ونزار عوض الله، في اجتياز نسبة الحسم 50%+1، رغم إجراء 3 جولات انتخابية.

ووفق المصادر، فقد جاءت نتيجة انتخابات حركة “حماس” في الجولة الأولى بـ155 صوتا ليحيى السنوار و144 صوتا لنزار عوض الله، من أصل 320 صوت.

وجاءت نتيجة الجولة الثانية بـ159 صوتاً للسنوار، و146 صوتا لعوض الله، فيما ارتفعت أصوات السنوار في الجولة الثالثة لتصبح 160 صوتا، وليحصل عوض الله على 150 صوتا.

ولم تسلم هذه الانتخابات من انتقادات علنية من قيادات معروفة من الحركة.

فالقيادي والبرلماني السابق عن حماس يحيى موسى، اعتبر أنه “لو تم الالتزام بشروط سرية الاقتراع كما هو منصوص عليها في القانون، لحسمت الانتخابات دون حاجة للإعادة”، مطالبا رئيس لجنة الانتخابات بـ”أن يوفر شروط الاقتراع السري”.

ويوحي هذا التعليق بأن بعض المنتخبين خضعوا للإحراج خلال عملية الانتخاب.

ووفق متابعين فإن انتخابات حماس تجري وفق طريقة معينة يختار فيها من يحق لهم التصويت من بين أشخاص معينين دون ترشيح أو عرض برامج.

وهو ما حظي بانتقاد موسى، الذي قال عبر صفحته على “فيسبوك” إنه “آن الأوان للطلب من المرشحين تقديم برامجهم ورؤيتهم، حتى لا تكون المفاضلة بين الأشخاص وإنما يُبنى الاختيار على ما يقدمون من برامج لتطوير الحركة وحل مشكلاتها. حتى يتم محاسبتهم في نهاية الدورة الانتخابية على النجاح أو الفشل في تحقيق وعودهم الانتخابية”.

ووفق تقديرات، فإن انتخابات حماس الداخلية أظهرت شخصيات جديدة في صفوف القيادة المحلية للحركة، بتجديد في مجالس الشورى يزيد عن 30%.

ودعا يحيى موسى إلى “تحول ديمقراطي كامل لحماس من حيث حق الترشح والدعاية وتقديم البرامج وتشكيل القوائم والتحالفات الانتخابية والنشر والاعتراض والطعون، والانتقال إلى تبني فكرة المؤتمر العام والذي يمثل الجمعية العمومية للحركة”.

 وطالب أن يتم تصعيد أعضاء المؤتمر عن طريق قطاعات الحركة المتنوعة (الدعوة، المرأة، النقابات، الكتلة الإسلامية والشباب، والعسكر، والأمن)، وتحديد نسبة كل قطاع في المؤتمر العام بحيث يكون “نصيب الدعوة لايقل عن 50% من أعداد المؤتمر العام للحفاظ على مشروع الحركة ومراعاة التوازن.

ويشير متابعون إلى أن حالة الاستقطاب أخذت عدة أشكال فمن جهة لعبت الجهوية دورا في حسم التأييد لصالح هذا الطرف أو ذاك، كما كان هناك تأثير للتيارات التي يمثلها كل طرف.

أسباب اختيار السنوار للمرة الثانية

ويعتقد أن السنوار، يمثل الجناح العسكري لحماس «كتائب القسام» وهو الذي تولى مسؤولية تمثيله في المكتب السياسي لحماس منذ الإفراج عنه من سجون الاحتلال.

ورغم أن نزار عوض الله هو الآخر معتقل سابق، وتولى قيادة أول جهاز عسكري لحماس قبل عام 1987، إلاّ انه يصنف من التيار التقليدي والتاريخي في حماس.

ومن شأن إعادة انتخاب السنوار، تعزيز الجناح العسكري لحماس، والاستمرار في سياسة الانفتاح مع الفصائل الفلسطينية، والعلاقة مع إيران وحزب الله.

ولا يعتقد أن فوز السنوار سيغير كثيرا من مشهد حماس العام، إذ يتوقع عودة إسماعيل هنية لقيادة الحركة، في حين تشير الترجيحات إلى إعادة خالد مشعل للساحة مجددا بقيادة حماس في الخارج.

تنتخب حركة حماس في قطاع غزة يوم الثلاثاء 9 مارس 2021 مكتبا سياسيا جديدا ضمن المرحلة الأولى من انتخاباتها الداخلية قبل اختيار رئيس وأعضاء المكتب السياسي العام على ما أفادت مصادر في الحركة، تمهيدا للمشاركة في الانتخابات التشريعية.

يتوجه الفلسطينيون في مايو 2021 إلى صناديق الاقتراع لانتخاب مجلس تشريعي جديد، على أن تعقد الانتخابات الرئاسية نهاية يوليو 2021.

وكانت الانتخابات الداخلية للحركة بدأت في شهر فبراير 2021 باختيار ممثلي الأقاليم أو المناطق التي بدورها أفرزت مجلسا جديدا للشورى يقع على عاتقه اختيار أعضاء المكتب السياسي للحركة مساء يوم الثلاثاء 9 مارس 2021.

ربما يعجبك أيضا